حقل الدرة: جدل متكرر بشأن من يمتلك حق التنقيب في حقل الغاز الحدودي

يقع حقل الدرة ضمن منطقة حدودية غير مرسمة بين الكويت والسعودية
تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل مع قضية التنقيب في حقل غاز الدرة، الذي يقع في المنطقة البحرية الحدودية وغير المرسّمة بين الكويت والسعودية.
وتعود قضية حقل الدرة إلى الواجهة مجدداً بعد إعلان إيران عزمها التنقيب فيه، الأمر الذي أثار حالة واسعة من الانتقاد في ما اعتبر تدخلاً إيرانياً بشأن عربي.
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول من يملك الحق في التنقيب في الحقل بين الدول الثلاث المتجاورات، بالإضافة إلى العراق الذي اعتبر بعض المعلقين على الأمر أنه يمتلك الحق في التنقيب أيضاً.
تفاصيل الحقل
يقع حقل غاز الدرة في منطقة بحرية متنازع عليها حدودياً بين السعودية والكويت، ويقدر احتياطي الغاز القابل للاستخراج منه بنحو 200 مليار متر مكعب.
وصرحت وزارة الخارجية الكويتية أن “المنطقة البحرية الواقع بها حقل الدرة تقع في المناطق البحرية لدولة الكويت، وأن الثروات الطبيعية فيها مشتركة بين الكويت والسعودية، ولهما وحدهما حقوق خالصة في الثروة الطبيعية في حقل الدرة”.
واعتبرت وزارة الخارجية السعودية أن “ملكية الثروات الطبيعية في المنطقة المغمورة المقسومة، بما فيها حقل الدرة بكامله، هي ملكية مشتركة بين المملكة ودولة الكويت فقط، ولهما وحدهما كامل الحقوق السيادية لاستغلال الثروات في تلك المنطقة”.
يذكر أن كلا من السعودية والكويت وقعتا في نهاية العام الماضي اتفاقية لتطوير حقل غاز الدرة البحري، بحضور وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان ونظيره الكويتي بدر حامد الملا.
ويعود النزاع بين إيران والكويت الى ستينات القرن الماضي، حينما منح كل طرف حق التنقيب في حقول بحرية لشركتين مختلفتين، وهي الحقوق التي تتقاطع في الجزء الشمالي من حقل الدرة.
مواقع التواصل
تفاعل بعض رواد مواقع التواصل في الكويت مع إعادة الحديث عن حقل الدرة، وتنوعت الآراء بين من يملك الحق في التنقيب على الغاز فيه.
وأبدى الكويتي نواف السويط في تغريدة له استغرابه من عدم تصريح رئيس مجلس الأمة الكويتي عن قضية الحقل، وعدم إعطاء الأولوية لهذه القضية على المستوى السياسي الكويتي.
وأعاد السويط نشر مقطع للقاء تلفزيوني على قناة عراقية يعرض فيها القاضي العراقي وائل عبد اللطيف أحقية العراق الخالصة بالتنقيب في الحقل مستندا إلى “قانون البحار” على حد وصفه، معتبراً أنه لا يحق للكويت أو السعودية أو إيران التنقيب فيه.
وعلق السويط على المقطع قائلا: إن “حقل الدرة متعطل منذ 58 سنة” وإنه يحتوي على “13 تريليون غاز طبيعي” على الأقل، مطالبا القوة البحرية الكويتية بالانتشار على “كامل المياه الكويتية” حسب تعبيره.
بينما رد الإعلامي يوسف علاونة، ان الحقل يبعد عن العراق 135 كم، وأنه في قلب المنطقة المقسومة المغمورة المشتركة بين الكويت والسعودية.
وذكر علاونة في تغريداته بعض التفاصيل عن مراحل تقسيم الحدود بين السعودية والكويت، وذكر أن اتفاقيات تقسيم الحدود بين البلدين نصت على تقاسم الأرباح بالتساوي في المناطق المحايدة أو المقسومة، وعلى تعيين إدارة مشتركة للموارد في المناطق البرية والمغمورة.
ونشر عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً للنائب الكويتي السابق أسامة المناور، ذكر فيه أن الكويت تنازلت عن ثلث حقها في التنقيب في الحقل للسعودية عام 2003، دون أي مبرر على حد وصفه، وقال إن “حقل الدرة بأكمله ضمن الحدود الإقليمية الكويتية” وإن تنازل الكويت لصالح السعودية فتح المجال أمام التدخل الإيراني.
وهاجم العديد من المغردين النائب المناور، معتبرين أنه بكلامه يبرر التدخل الإيراني في الحقل على حساب كل من الكويت والسعودية.