ثريدز: عشرة ملايين شخص ينضمون إلى التطبيق الجديد التابع لشركة ميتا والمنافس لتويتر، فما أبرز مزاياه؟
- كريس فالانس وجيمس كلايتون
- مراسلو التكنولوجيا ، بي بي سي نيوز
قال مارك زوكربيرغ، رئيس شركة ميتا، إن عشرة ملايين مستخدم اشتركوا في تطبيق ثريدز الجديد في أول سبع ساعات من إطلاق الشركة له.
وروج زوكربيرغ للتطبيق باعتباره منافسا “صديقا” لموقع تويتر، الذي اشتراه إيلون ماسك في أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول الخبراء إن ثريدز قد يجذب مستخدمي تويتر غير الراضين عن التغييرات الأخيرة التي طرأت على النظام الأساسي منذ استحواذ ماسك عليه.
ويتيح التطبيق الجديد للمستخدمين نشر ما يصل إلى 500 حرف، وله العديد من الميزات المشابهة لتطبيق تويتر.
وفي وقت سابق، قال زوكربيرغ إن الحفاظ على المنصة “ودية وصديقة، سيكون في النهاية مفتاح نجاحها”.
لكن ماسك رد قائلا: “من الأفضل على الإطلاق أن يهاجمك الغرباء على تويتر، بدلاً من الانغماس في السعادة الزائفة في إنستغرام الذي يخفي الألم”.
وعندما سئل عن موقع ثريدز، وعما إذا كان التطبيق سيكون “أكبر من تويتر”، قال زوكربيرغ: “سيستغرق الأمر بعض الوقت، لكن أعتقد أنه يجب أن يكون هناك تطبيق آخر للمحادثات العامة به أكثر من مليار شخص.
وأضاف: “لقد أتيحت الفرصة لتويتر للقيام بذلك ولكنه لم يفلح. آمل أن نفعل نحن ذلك”.
وانتقد المنافسون الكم الهائل من البيانات التي قد يستخدمها التطبيق الجديد. والتي قد تشمل البيانات الصحية والمالية وبيانات التصفح المرتبطة بهويات المستخدمين، وفقا لمتجر أبل للتطبيقات.
تطبيق ثريدز متاح الآن للتنزيل في أكثر من 100 دولة بما في ذلك المملكة المتحدة، ولكن ليس بعد في الاتحاد الأوروبي بسبب المخاوف التنظيمية.
“نسخة أولية”
وصفت شركة ميتا، المالكة لتطبيقات فيسبوك وانستغرام التطبيق الجديد بأنه “إصدار أولي”، مع ميزات إضافية مخطط لها في المستقبل بما في ذلك القدرة على التفاعل مع الأشخاص على تطبيقات الوسائط الاجتماعية الأخرى مثل ماستودون Mastodon.
وقالت الشركة قبل إطلاق التطبيق: “تتمثل رؤيتنا مع ثريدز في أخذ أفضل ما لدى تطبيق انستغرام وتوسيعه إلى تطبيق نصي”.
وعلى الرغم من كون ثريدز تطبيقا مستقلا، يقوم المستخدمون بتسجيل الدخول فيه باستخدام حساب انستغرام ويحملون اسم مستخدم انستغرام الخاص بهم، ولكن هناك خيار لتخصيص ملفهم التعريفي بشكل منفصل لتطبيق ثريدز.
وتقول ميتا إن المستخدمون سيتمكنون أيضا من اختيار متابعة نفس الحسابات التي يستخدمونها على انستغرام، ويتيح التطبيق للمستخدمين أن يكون حسابهم خاص على انستغرام، لكنه عام على ثريدز.
ويأتي إصدار التطبيق الجديد بعد انتقادات للممارسات التجارية لشركة ميتا.
ففي العام الماضي، قالت فرانسيس هاوغين، المسؤولة عن الإبلاغ عن المخالفات في شركة ميتا، إن الشركة قدمت “الأرباح على السلامة” وانتقدت الطريقة التي تم بها الإشراف على المنصة.
وتعرضت الشركة أيضا لفضيحة سمحت فيها لأطراف ثالثة، بما في ذلك شركة الاستشارات السياسية البريطانية كامبريدج أنالاتيكا، بالوصول إلى البيانات الشخصية لمستخدمي تطبيق فيسبوك.
وفي إشارة واضحة إلى هذا الماضي المثير للجدل، قال ماسك مازحا يوم الإثنين “الحمد لله أنهم لا يزالون يديرون الشركة بطريقة سليمة”.
وهناك العديد من التطبيقات البديلة والمتاحة لتويتر في الوقت الحالي مثل بلوسكاي وماستودون، لكنها عانت الكثير من أجل جذب واستقطاب المستخدمين.
ويتمتع تطبيق ثريدز بميزة تعطيه الأفضلية وهي ارتباطه بتطبيق انستغرام، الذي لديه مئات الملايين من المستخدمين الفعليين المشتركين فيه.
كيف يعمل تطبيق ثريدز؟
على تطبيق ثريدز يمكن مشاركة المنشورات على تطبيق انستغرام والعكس صحيح، ويمكن أيضا أن تتضمن المنشورات روابطا وصورا وفيديوهات تصل مدتها إلى خمس دقائق.
ومع ذلك، أبلغ بعض المستخدمين الأوائل يوم الأربعاء عن مشاكل عند تحميل الصور، ملمحين إلى مشاكل تحصل في الأيام الأولى من عمر أي شيء حديث وجديد.
ويرى المستخدمون موجزا للمنشورات، والذي تطلق عليها شركة ميتا “ثريدز”، من الأشخاص الذين يتابعونهم بالإضافة إلى المحتوى الموصى به.
ويمكن للمستخدمين التحكم في من يمكنه “الإشارة” إليهم وتصنيف وترشيح الردود على المشاركات التي تحتوي على كلمات محددة.
كما يمكنهم أيضا إلغاء متابعة ملفات التعريف الأخرى أو حظرها أو تقييدها أو الإبلاغ عنها، ويتم حظر أي حسابات يحظرها المستخدمون على انستغرام تلقائيا في ثريدز.
وبينما تؤكد شركة ميتا على ارتباط تطبيقها الجديد بإنستغرام، ركزت التغطية الإعلامية على تشابهه مع تويتر، حيث وصف بعض المستثمرين التطبيق بأنه قاتل تويتر “Twitter killer”.
ويوم السبت، فرض رئيس شركة تويتر، إيلون ماسك، قيودا على عدد التغريدات التي يمكن أن يراها المستخدمون على منصته يوميا، مشيرا إلى “تجريف وجمع البيانات”، وهي تقنية يقوم فيها برنامج الكمبيوتر باستخراج البيانات من مخرجات يمكن قراءتها من قبل الإنسان قادمة من برنامج آخر.
وكانت هذه هي أحدث محاولة من ماسك لدفع المستخدمين إلى الاشتراك في خدمة تويتر بلو، وهي خدمة الاشتراك المدفوع في المنصة.
وأعلن تويتر أيضا أن لوحة معلومات المستخدم الشهيرة تويتديك TweetDeck ستتخلف عن نظام حظر الاشتراك غير المدفوع في غضون 30 يوما.
ومنذ أن استولى ماسك على تويتر، أعرب العديد من مستخدمي تويتر علنا عن استيائهم من المنصة وإشرافه المباشر عليها – مستشهدين بسلوكيات خاطئة وآراء سياسية.
وفي الشهر الماضي، وافق ماسك وزوكربيرغ – ربما من باب الدعابة – على نزال في حلبة، وقد أشارت مشاركات زوكربيرغ المبكرة على تطبيق ثريدز إلى اهتمامه بفنون القتال المختلطة.
وعلى الرغم من أن تطبيق ثريدز سيكون متاحا في المملكة المتحدة، إلا أنه لايزال غير متاح بعد في الاتحاد الأوروبي بسبب عدم اليقين بشأن السياسات التنظيمية الخاصة به، لا سيما حول قانون الأسواق الرقمية للاتحاد الأوروبي.
لكن الشركة تقول إنها تتطلع إلى إطلاق التطبيق في الاتحاد الأوروبي.
ويضع قانون الأسواق الرقمية قواعد حول كيفية مشاركة الشركات الكبيرة مثل ميتا للبيانات بين الأنظمة الأساسية التي تمتلكها. وتعد مشاركة البيانات بين ثريدز وانستغرام جزءا من المشكلة.
وتحافظ شركة ميتا على مبدا أن حماية الخصوصية أمر أساسي لجميع أعمالها.