“توصية ودية” من سلطات الرباط تلغي وقفة احتجاجية أمام سفارة السويد

الخميس 6 يوليوز 2023 – 14:05
كشف مصدر مطلع من داخل المركز المغربي للتسامح وحوار الأديان أن “إلغاء الوقفة الصامتة بالشموع وحمل القرآن والكتب السماوية الأخرى، التي كان مقررا تنظيمها اليوم الخميس أمام سفارة السويد بالرباط، جاء بناء على “توصية ودية” من سلطة ولاية العاصمة وجهتها إلى المركز”.
وأضاف المصدر ذاته أن “اتصالا هاتفيا من قسم الشؤون الداخلية للولاية ورد إلى المركز يؤكد على قيمة الوقفة وراهنيتها ودورها في خدمة التعايش وحوار الأديان”، مشيرا إلى أن “ذلك لحقه قول صريح مفاده: إذا تم إلغاء الوقفة فسيكون ذلك أفضل، لاعتبارات عديدة”.
وشدد مصدر جريدة هسبريس على أن “الوقفة كانت مستوجبة للشروط القانونية؛ لكن الاتصال، الذي جاء متأخرا يوم الأربعاء، أربك تنظيم الوقفة وجعل المركز يفكر في إلغاء تنظيمها”، وزاد شارحا: “نحن لا نستطيع معرفة الأسباب التي انطلقت منها سلطات الداخلية، وهي عمليا أدرى منا بالشأن الداخلي والديبلوماسي للمغرب، ونحن بالمقابل كنا بحاجة إلى تأطير وتأمين في الميدان”.
وقال المصدر عينه إنه أيضا “مراعاة لحساسية الوقفة، وخشيةً على المُشاركين من ديانات مختلفة حول العالم، ارتأى المركز العدول عن الوقفة خوفا من أن تعرف الأوضاع توترا، لا سيما أن القيادات الدينية المسيحية واليهودية المشاركة جاءت من بلدان أخرى”، مسجلا أن “الأمر ليس سهلا ونحن لا نستطيع تحمل مسؤوليات مضاعفة في هذا الجانب، خصوصا أن الوقفة كانت مفتوحة ويمكن أن تعرف مشاركة آخرين قد يخلقوا تشويشا ما”.
وأضاف مصدر هسبريس أن “المغرب لديه حساباته الدبلوماسية، التي لا يمكننا كجمعويين أن نستوعبها. وبما أن التوصية لم يكن فيها أي منع أو تضييق، وكانت ودية، فقد قبلناها وتراجعنا عن الوقفة”، ذاكرا “أننا لا يمكن أن نفهم أكثر من الجهات الرسمية، لكوننا لاحظنا جميعا أن المغرب اتخذ قرارا حاسما على أعلى مستوى، باستدعاء سفيره بالسويد”.
وقال المصدر إن “إلغاء الوقفة لا يعني التراجع عن الفكرة”، مشددا على “أننا ما زلنا نستنكر مختلف أشكال التطرف والعنصرية والاعتداء على الرموز الدينية والمقدسة كيفما كانت، ونقر دائما بحق الآخر في ضميره ومعتقده، مع الحرص على أن يكون ذلك في خدمة العيش المشترك والتعددية بمختلف بقاع العالم”.