“ظاهرة النينو” ترفع الحرارة في العالم.. والمغرب ليس في منأى عن التداعيات

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن “ظاهرة النينو” تتطور في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ ومن المرجح أن تؤدي إلى استمرار زيادة درجة الحرارة العالمية، مؤكدة أنها تؤثر “على أنماط الطقس والعواصف في أجزاء مختلفة من العالم”، مشددة على أن “الإنذارات والإجراءات المبكرة تنقذ الأرواح وسبل العيش”.
وحسب المنظمة ذاتها، تطورت ظروف ظاهرة “النينو” في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ للمرة الأولى منذ سبع سنوات، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.
في هذا الإطار، أكد علي شرود، خبير مناخي، أن لهذه الظاهرة تأثيرا على المغرب، مفيدا بأنه “في الحالات التي ترتفع فيها درجة حرارة الكرة الأرضية، لا بد أن ترتفع حتى في المغرب، إلا أن للبلاد خصوصياتها”.
وقال شرود، ضمن تصريح لهسبريس، إن “ظاهرة النينو تعني ارتفاع درجات الحرارة، لكن ذلك لا يعني أن الارتفاع سيظل تصاعديا إلى ما لا نهاية، بل سيصل ذروته ثم يشهد انخفاضا”، موضحا أن هناك عددا من “المتغيرات تهم كل بلد على حدة وتتدخل فيها مجموعة من العوامل الفيزيائية والكيميائية والمناخية”.
وأضاف أن “المغرب لحسن الحظ جاء في المنطقة الأورو-متوسطية والشمال إفريقية، وبالتالي ففي الوقت الذي ستشهد فيه درجات الحرارة الارتفاع على صعيد الكرة الأرضية، سيساعده موقعه الجغرافي على أن تكون هناك تيارات هوائية تلطف الأجواء”.
وفسر فكرته بالقول: “تكون هناك تيارات آتية من الشمال، من الساحل المتوسطي، وتيارات غربية شمالية آتية من المحيط المتوسطي تساهم في تلطيف الجو وتمنحه رطوبة وتخلق منخفضا جويا آصوريا يلطف الأجواء”.
وأشار شرود إلى أن العامل الثاني المساهم في تلطيف الجو في جزء كبير من البلاد، هو “توفرها على سلسة جبال الأطلس الكبير، التي تكون بمثابة حاجز طبيعي وتساعد على تكتل التيارات الهوائية”.
وقال الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بيتيري تالاس، إن “ظهور النينو سيزيد كثيراً من احتمال تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة وإحداث المزيد من الحرارة الشديدة في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات”.
وأضاف أن “إعلان المنظمة عن ظاهرة النينو هو بمثابة إشارة إلى الحكومات في جميع أنحاء العالم لحشد الاستعدادات من أجل الحد من الآثار التي تلحق بصحتنا ونظمنا الإيكولوجية واقتصاداتنا”.
وشدد بيتيري تالاس على أن “الإنذارات المبكرة والإجراءات الاستباقية للظواهر الجوية المتطرفة المقترنة بهذه الظاهرة المناخية الكبرى، أمر حيوي لإنقاذ الأرواح وسبل العيش”.