روسيا وأوكرانيا: أربعة قتلى في قصف روسي على مدينة لفيف
قال وزير الداخلية الأوكراني إن صاروخا روسيا أصاب مبنى سكنيا في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
وأضاف إيهور كليمينكو أن 32 شخصا آخرين أصيبوا، فيما وصفه رئيس بلدية لفيف بأنه “أحد أكبر الهجمات” على البنية التحتية في المدنية.
ونشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مقطع فيديو مدته دقيقة واحدة على الإنترنت يظهر مبان بها أجزاء من الأسطح والأرضيات مدمرة ونوافذ محطمة، وعمال إنقاذ يبحثون عن ناجين بين الحطام.
وتعهد الرئيس الأوكراني برد “ملموس” على الهجوم، الذي شنه “الإرهابيون الروس” خلال ليل الأربعاء/ الخميس.
ولم يعلق الجيش الروسي على الهجوم المزعوم.
لكن موسكو لطالما تنفي استهداف المدنيين عمدا، على الرغم من قصفها لمناطق سكنية في غارات جوية متكررة في أنحاء أوكرانيا.
وقال كليمينكو، عبر تطبيق تيليغرام، إن سبعة أشخاص على الأقل تم إنقاذهم من المبنى السكني، مضيفا أن هناك مخاوف من احتمال وجود المزيد من الأشخاص تحت الأنقاض.
وقال رئيس بلدية لفيف، أندريه سادوفي، إن حوالي 60 منزلا لحقت بها أضرار جسيمة كما تحطم عدد من أسطح المباني. وأضاف أن أضرارا لحقت أيضا بمدرسة ومهاجع لإحدى الجامعات.
وصفت الدكتورة ساشا دوفجيك، التي تعمل في المعهد الأوكراني بلندن ولكنها موجودة حاليا في لفيف، كيف اختبأت في حمّامها عندما سمعت صفارات الإنذار من الغارات الجوية.
وقالت لبي بي سي: “هذا ما يفترض بنا أن نفعله. هذا هو الروتين الأوكراني”.
“من المفترض أن تجعل جدارين، ويفضل ألا توجد بهما نوافذ ولا زجاج، بينك وبين الشارع في الخارج”.
“عندما أصاب الصاروخ، صاروخ من طراز كاليبر كما نعرف الآن، مبنى سكنيا على بعد كيلومترين من جدران الحمام حيث كنت مختبئة، اهتزت الجدران، لذلك فإن التأثير كان قويا جدا”.
وزعم سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت الصواريخ من البحر الأسود.
وقالت القوات المسلحة الأوكرانية عبر تطبيق تليغرام إن “سبعة من أصل عشرة صواريخ كاليبر كروز” أُسقطت، لكن صاروخا واحدا “غير مساره” باتجاه الغرب وأصاب لفيف.
ولم تتمكن بي بي سي من التحقق من هذه الادعاءات.
ومنذ أشهر، تشن روسيا هجمات قاتلة بالصواريخ والطائرات بدون طيار على المدن الأوكرانية، وغالبا ما تصيب أهدافا مدنية وتتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وفي الأسبوع الماضي قُتل 13 شخصا – بينهم أطفال – عندما قُصف مطعم ومركز تسوق في كراماتورسك، وهي مدينة تقع في شرق البلاد بالقرب من الأجزاء التي تحتلها روسيا في أوكرانيا.
“مزيد من الأسلحة”
وأدان أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني، الهجوم، ودعا الحلفاء إلى تقديم المزيد من أنظمة الدفاع الجوي، وحث شركاء أوكرانيا الغربيين على قبولها كعضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويعقد التحالف العسكري قمة خلال الأسبوع المقبل، لكن بعض الأعضاء قلقون من أي أن تحرك باتجاه قبول عضوية كييف قد يقرب التحالف من الحرب مع روسيا.
وقال الرئيس زيلينسكي في مقتطفات من مقابلة مع شبكة سي إن إن، نُشرت يوم الأربعاء، إنه كان يأمل في شن الهجوم المضاد على القوات الروسية في وقت مبكر عن الشهر الماضي ، مضيفا أنه حث الحلفاء الغربيين على تسريع توريد الأسلحة لتلك المهمة.
وعلى الرغم من أن لفيف تقع في غرب أوكرانيا على مسافة نحو 70 كيلومترا من الحدود مع بولندا العضو في حلف الناتو، وهي بعيدة نسبيا عن الخطوط الأمامية في جنوب وشرق البلاد، إلا أنها عانت من هجمات روسية في السابق.
وأفاد مسؤولون في لفيف، الشهر الماضي، بأن البنية التحتية الحيوية في المدينة قد تعرضت للقصف في هجوم بطائرة بدون طيار.
وكانت لفيف موطنا لنحو 700 ألف شخص قبل الغزو الروسي الشامل، في فبراير/ شباط عام 2022. لكن عدد السكان قد ارتفع إلى حد كبير منذ بدء الحرب، لأن العديد من الناس فروا إلى المدينة هربا من القتال والضربات الجوية في أجزاء أخرى من البلاد.