تعاون يجمع جهة طنجة وحكومة الأندلس
احتضن مقر قصر سان تيلمو بمدينة إشبيلية، اليوم الخميس، لقاء عمل بين عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وخوانما مانويل مورينو، رئيس حكومة الأندلس، وذلك بحضور كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب بإسبانيا، ووزير الرئاسة والداخلية والحوار الاجتماعي والتبسيط الإداري، والأمين العام للشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون بحكومة الأندلس، رامون خوسي إنريك مييو روشي.
هذا اللقاء شكل مناسبة لتوقيع “مذكرة إطار للتفاهم” لتعزيز التعاون بين مجلس جهة طنجة وحكومة الأندلس، في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية ذات الأولوية.
وتهدف هذه المذكرة، وفق بلاغ صحافي توصلت به هسبريس، إلى تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين، وتشجيع الاستثمار، وتحقيق التكامل الاقتصادي وتنشيط الاقتصادات المحلية، مع فتح مجالات التعاون بين الشركات المغربية والإسبانية.
كما تروم تعزيز التعاون من أجل التنمية الاجتماعية في أفق تقليص الفوارق المجالية، وفقًا للخطة الأندلسية الثالثة للتعاون الدولي من أجل التنمية، وتعزيز التعاون العابر للحدود في مجالات التعليم والتدريب المهني والتنقل، وتحسين قابلية التوظيف من خلال الإجراءات والبرامج التي تستهدف بشكل خاص الشباب والنساء.
وقد سطرت المذكرة من بين أهدافها إنعاش المجالات المرتبطة بالتراث الثقافي والاثنوغرافي والتاريخي والفني والحرفي، كما وضعت إطارا عاما لتنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030، لتحقيق تنمية تحمي وتعزز التنوع البيئي والبيولوجي والتراث الطبيعي، فضلاً عن مكافحة تغير المناخ، والانتقال الطاقي المستدام.
ونصت المذكرة، يضيف البلاغ، على تشجيع اقتصاد المعرفة الهادف إلى التنمية الذكية من خلال البحث والتطوير التكنولوجي والابتكار في جميع القطاعات، وتعزيز الرقمنة والذكاء الاصطناعي.
عمر مورو، رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، قال في كلمة له بالمناسبة إن التعاون الذي يطمح إلى تعزيزه بين جهته وجهة الأندلس، هو اختيار استراتيجي، ليس وليد اليوم، وإنما ثمرة العلاقات العريقة التي تربط بين الجهتين.
وأضاف مورو أنه “ليس مجرد تعاون بين جهتين معزولتين، بل هو ترجمة لقوة العلاقات التي تجمع دولتين عظيمتين، تحت قيادة ملكيتين عريقتين كانتا دائما في خدمة مصالح شعوبهما، المملكة المغربة تحت قيادة محمد السادس، والمملكة الإسبانية تحث قيادة الملك فيليب السادس”.
من جهته، قال خوانما مانويل مورينو إن الأندلس هي جسر يربط بين أوروبا وشمال إفريقيا، ولطالما كان لها دور بارز وفريد من نوعه كفضاء للتلاحم بين ثقافات ضفتي المتوسط.
وأوضح أنه “على أساس العلاقة التاريخية بين إسبانيا والمغرب، فإن التعاون بين إقليم الأندلس وجهة طنجة-تطوان-الحسيمة سيلعب دورا محوريا في العلاقات الثنائية بين المملكة الإسبانية والمملكة المغربية”، مشيدا بأهمية مخرجات المؤتمر المتوسطي حول المناخ “Medcop2023″، التي أفرزت أرضية صلبة للعمل المناخي الترابي على مستوى البحر الأبيض المتوسط.
يشار إلى أنه بمناسبة هذه الزيارة، شارك عمر مورو في لقاء حول فرص الأعمال بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، نظم بمقر كونفدرالية المشغلين بالأندلس، حول موضوع “الاستثمار في جهة طنجة-تطوان-الحسيمة: جهة في تقاطع الطرق والأسواق العالمية”.