الصين والولايات المتحدة: لماذا تشدد بكين إجراءات تصدير مواد أساسية تستخدم في صناعة رقائق الكمبيوتر؟
- أنابيل ليانغ وناتالي شيرمان
- مراسلا الشؤون الاقتصادية والأعمال
تشدد الحكومة الصينية إجراءاتها على صادرات مادتين رئيسيتين تستخدمان في صناعة رقائق الحاسوب.
واعتبارا من الشهر المقبل، ستُفرض تراخيص خاصة لتصدير مادتي الغاليوم والجرمانيوم من الصين، التي تعد أكبر منتج لهذين المعدنين في العالم.
ويأتي هذا الإجراء بعد جهود واشنطن للحد من وصول الصين إلى بعض معالجات الحاسبات الدقيقة الحديثة.
وجاء هذا الإعلان قبل أيام فقط من زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إلى بكين.
وقالت وزارة التجارة الصينية يوم الاثنين إن القيود ضرورية “لحماية الأمن القومي والمصالح الوطنية”.
ويُستخدم هذان المعدنان فضيا اللون في أشباه الموصلات والاتصالات والمعدات العسكرية. كما أنهما مادتان أساسيتان في صناعة بعض المنتجات مثل الألواح الشمسية.
وتُعد أشباه الموصلات المكون المسؤول عن تشغيل كل المعدات الإلكترونية، ابتداء من الهواتف المحمولة إلى المعدات العسكرية، وهي محور نزاع مرير بين أكبر اقتصادين في العالم.
واتخذت الولايات المتحدة خطوات لتقييد وصول الصين إلى التكنولوجيا التي تخشى أن يتم استخدامها في الأغراض العسكرية، مثل الرقائق المستخدمة في الحوسبة الفائقة والذكاء الاصطناعي.
في أكتوبر/ كانون الأول، أعلنت واشنطن أنها ستفرض تراخيص على الشركات المصدرة للرقائق، التي تستخدم أدوات أو برامج أمريكية، إلى الصين، بغض النظر عن مكان صنعها في العالم.
وقد انضمت إليها في ذلك دول أخرى من بينها هولندا واليابان.
وأعلنت هولندا الأسبوع الماضي أنها ستقيد تصدير بعض معدات تصنيع أشباه الموصلات.
جاء ذلك في أعقاب خطط لتقييد صادراتها من تكنولوجيا الرقائق الدقيقة “الأكثر تقدما”، والتي أعلنت عنها هولندا في وقت سابق من هذا العام.
ومن المتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات والضوابط على شركة أسمل ASML الهولندية لصناعة معدات الرقائق، وهي لاعب رئيسي في سلسلة توريد الرقائق العالمية.
في غضون ذلك، تخطط اليابان لتقييد بعض صادراتها من صناعة رقائق الحاسوب.
ومن المتوقع أن تؤثر الإجراءات، التي تم الإعلان عنها في مارس/ آذار، على 23 نوعا من معدات تصنيع أشباه الموصلات.
وكثيراً ما اتهمت الصين الولايات المتحدة بمحاولة فرض “هيمنة تكنولوجية”، ردا على ضوابط التصدير التي تفرضها واشنطن.
وفي الأشهر الأخيرة، فرضت بكين قيودا على الشركات الأمريكية المرتبطة بالجيش الأمريكي، مثل شركة الطيران لوكهيد مارتن.
وحذرت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، التي من المقرر أن تتوجه إلى الصين في زيارة تستغرق أربعة أيام اعتبارا من الخميس، من قطع العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وبكين.
وقالت في خطاب ألقته أمام الكونغرس الشهر الماضي “أعتقد أننا والصين نكسب من التجارة والاستثمار المفتوحين قدر الإمكان، وستكون محاولتنا الانفصال تجاريا عن الصين كارثية”.
وتعد يلين ثاني مسؤول أمريكي رفيع يزور الصين هذا العام.
ففي يونيو/ حزيران، أجرى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، محادثات مع الرئيس الصيني، شي جين بينغ في بكين، لاستئناف الاتصالات رفيعة المستوى بين القوتين العظميين المتنافستين.