عملية جنين: إسرائيل تبدأ الانسحاب من المخيم بعد يومين من المعارك
- Author, دافيد غريتن
- Role, بي بي سي
بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين، في الضفة الغربية المحتلة، حسب ما أكد مصدر عسكري، في الجيش الإسرائيلي.
وبذلك تنتهي عملية عسكرية استمرت يومين، وأدت إلى مقتل 12 فلسطينيا.
ورغم ذلك استمر سماع أصوات الانفجارات، وإطلاقات الرصاص عبر المخيم، حسب التقارير الواردة من هناك.
وقالت مصادر طبية فلسطينية إن مدنيا فلسطينيا قد قتل بالرصاص، بينما أدت غارة جوية منفصلة إلى إصابة 3 آخرين.
وذكرت السلطات الإسرائيلية أن 7 مواطنين أصيبوا بطعنات في أحد الأسواق المزدحمة في تل أبيب، وأن المهاجم اتضح أنه فلسطيني، من أبناء الضفة الغربية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، فقال إن “من يظن أن مثل هذا الهجوم سيردعنا عن الاستمرار في الحرب ضد الإرهاب فهو مخطيء”.
وأكد أن القوات الإسرائيلية “تقوم باستكمال المهمة في جنين”، مشيرا إلى أنها لن تكون “مجرد عملية واحدة”.
واتهمت السلطة الوطنية الفلسطينية إسرائيل بشن عملية غزو شاملة لأراضيها.
وبدأت إسرائيل عملية عسكرية موسعة في مخيم جنين، في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي، بغارة جوية بالمسيرات، قالت إنها استهدفت مركز القيادة المشتركة لكتيبة جنين المسلحة، والتي تم تكوينها بمشاركة طيف واسع من الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية، حماس.
وبعد ذلك تقدمت حشود من الجنود الإسرائيليين إلى داخل المخيم، حيث بدأت الاشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين، تأخذ منحنى شديد العنف.
وقالت القوات الإسرائيلية إن “العملية المضادة للإرهاب” تركز على مصادرة الأسلحة، “والقضاء على مرتع الإرهابيين في المخيم”.
وقالت مسؤولة في مكتب الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، الثلاثاء، إن المنظمة “في حال تأهب بسبب ضخامة العمليات الجوية والبرية التي تجري، خاصة الغارات الجوية التي تستهدف مخيم جنين المكتظ بالسكان في الضفة الغربية”.
وأضافت أن وزارة الصحة الفلسطينية أكدت مقتل 3 أطفال، اثنان بسن 17 عاما، والثالث بسن 16 عاما فقط، كانوا بين ضحايا العمليات العسكرية الإسرائيلية، مضيفة أن الدمار الذي لحق بالبنية التحتية في مخيم جنين يعني أن غالبية ساكنيه لن يتمكنوا من الحصول على مياه صالحة للشرب أو كهرباء.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم منع وصول سيارات الإسعاف الفلسطينية من الوصول إلى أماكن داخل المخيم، وإنقاذ مصابين بجراح خطيرة، مؤكدة أن وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت سقوط أكثر من 100 جريح، بينهم 20 تعرضوا لإصابات خطيرة.
وأشار الهلال الأحمر الفلسطيني إلى أن نحو 3 آلاف فلسطيني، أغلبهم من كبار السن والمرضى، قد فروا من المخيم خلال الليل، هربا من الغارات الإسرائيلية والاشتباكات.
وقال مصاب يستخدم مقعدا متحركا، كان يخرج من جنين صحبة أسرته لبي بي سي صباح الثلاثاء، إنه تعرض للاحتجاز داخل حجرة من قبل الجنود الإسرائيليين.
وقال “لقد حوصرنا عند حاجز عسكري، وأوقفنا الجنود، لكننا خرجنا الآن فقط، ولم يتبق أحد في المخيم، لقد كنا نحن فقط من تبقى”.
وأضاف “لقد كان الأمر صعبا للغاية، فقد كانت المسيرات تطلق الرصاص علينا، إلا أننا تمكنا أخيرا من المغادرة، ونشعر بتعب كبير، بعد فترة طويلة دون طعام أوشراب”.
وخارج إحدى المستشفيات قرب مركز المدينة، رجم المتظاهرون الفلسطينيون سيارة عسكرية فرد الجنود بإطلاق قنابل الغاز.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن فرقها لم يتم السماح لها بالوصول إلى المخيم، وأجبروا على السير مسافة طويلة للوصول لأن الجرافات الإسرائيلية قطعت أغلب الطرق المؤدية إليه.
وأصبحت جنين معقلا لجيل جديد من المسلحين الفلسطينيين، الذين أصبحوا محبطين بشدة من توجهات قيادة السلطة الفلسطينية، التي طعنت في السن في الضفة الغربية من جانب، وتضييق السلطات الإسرائيلية من جانب آخر.
وشهدت المدينة غارات إسرائيلية متعددة خلال العام المنصرم، والذي شهد قيام الفلسطينيين، بهجمات أوقعت قتلى داخل إسرائيل، وقد تمكن بعضهم من الاختباء في جنين.
واعترض رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتيه، على جميع التصريحات التي صدرت عن مسؤولين غربيين أعربوا فيها عن اعترافهم بما وصفوه بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقال اشتيه في تغريدة على منصة تويتر “إسرائيل معروفة على المستوى الدولي، بأنها سلطة احتلال لأراضينا وشعبنا”، مضيفا “يجب إدانتها لاستخدام القوة لتدمير المخيم، وبنيته التحتية، ومنشآته ومنازله، ولقتل واعتقال وتشريد المدنيين الأبرياء”.
وقال اشتيه “الفلسطينيون هم من يمتلكون الحق في الدفاع عن النفس، ولا يوجد حق كهذا لسلطات الاحتلال”.