من هو الرجل الذي ساعد أوربان ونتنياهو للوصول إلى السلطة؟
- Author, نيك ثروب
- Role, مراسل شرق أوروبا – بي بي سي نيوز
“من الجيد أن يكون لك عدو”. وفق ما يقول عراب الشعبوية المعاصرة جورج بيرنبوم. “من النادر أن تعثر على أحد يحبّه الجميع”.
مستشار سياسي عمل على مدى 30 عاماً، ساعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الوصول إلى السلطة بفوز مفاجئ عام 1996، وفي وصول فيكتور أوربان في المجر عام 2010.
لديه زبائن في العديد من الدول، ويتنقل حالياً بين نيويورك ودبي وهراري عاصمة زمبابوي.
بنى جورج بيرنبوم سمعته على أنه واحد من “أبناء أرتور”- تحت إشراف المرشد وشريك الأعمال الراحل آرثر فينكلشتاين، عالم رياضيات لامع أعاد اختراع فنّ الحملات السياسية في الولايات المتحدة. وساعد ريتشارد نيكسون في الوصول إلى السلطة في عام 1972، بالإضافة إلى مساعدته العديد من القادة الجمهوريين الآخرين.
كتب فينكلشتاين في مذكرة عام 1970 قائلاً: “ينبغي على المرء… محاولة استقطاب الانتخابات حول تلك القضية التي تسير على أفضل وجه في اتجاهك، أي المخدرات والجريمة والعِرق في ولاية نيويورك…. حين يصادر الخصم مبادرة الاستقطاب، فأنت في ورطة”.
حقق الثنائي مفاجأة دراماتيكية بفوز بنيامين نتنياهو في أول انتخابات إسرائيلية، والذي أتى بعد اغتيال إسحق رابين.
أثارت شعارات مثل “بيريز سيقسم إسرائيل” في محادثت السلام مع الفلسطينيين الناخبين.
أسأل: هل كان ذلك صحيحاً؟
يقرّ اليوم “حول ما إذا كان هناك خط في وسط القدس، لا أعتقد أن ذلك كان صحيحاً”. ويضيف “لكن كانت هناك مناطق معينة من البلدية، جرى مناقشة منحها للسلطة الفلسطينية كجزء من اتفاق سلام”.
بدأ في عام 2008 بالعمل لصالح فيكتور أوربان في المجر، الذي حقق حزبه اليميني “فيديز” فوزاً ساحقاً عام 2010.
بعد ثلاث سنوات، مع ظهور مواعيد انتخابات جديدة، اتُخذ القرار: فيكتور أوربان كان يحتاج إلى عدّو جديد – رجل ينبغي إعلام المجريين بأن يخافوه.
بعد استطلاعات رأي كبيرة، وجّه الثنائي ضربة إلى جورج سوروس كهدف مثالي، الملياردير المولود في المجروالبالغ من العمر 85 عاماً. منذ ذلك الحين عمد أوربان إلى تشويه سمعته.
يقول بيرنبوم إن “جورج سوروس كان هدفاً جيداً”.
“لأن عددا كافيا من المجريين لم تعجبهم فكرة هذا الملياردير من خلف الستار، كأنه ساحر أوز..يتحكم بالسياسات”.
لكن هل فعل ذلك حقاً؟
في عام 2015، توقف جورج بيرنبوم عن العمل لصالح فيكتور أوربان. اكتشف رئيس وزراء المجر عدوا جديدا: المسلمون المهاجرون.
وفي سبتمبر/أيلول من ذاك العام، اقترح سوروس أن على الإتحاد الاوروبي أن يستوعب أعداداً كبيرة من طالبي اللجوء. سارع الزعيم المجري إلى الإشارة نحو “خطة سوروس”.
وعلى الرغم من عدم إمكانية تصديقه، اتُهم رجل الأعمال اليهودي سوروس، بتدبير مؤامرة لتدمير أوروبا المسيحية عبر المهاجرين المسلمين- وهي فكرة تكتسب أرضية بالفعل لدى الأوساط اليمينية المتطرفة في السياسات الأوروبية، باسم “نظرية الاستبدال العظيم”.
تحول المهاجرون الى “الآخر” المخيف في نظرة العديد من الهنغاريين إلى العالم، بدلاً من اليهود والغجر. وانتشرت شيطنة جورج سوروس من المجر إلى العالم.
قال فيكتور أوربان في مؤتمر للحزب الجمهوري في تكساس عام 2022: “لا تخافوا أن تسموا أعداءكم بأسمائهم. لن يُظهروا أي رحمة. فكروا بجورج سوروس للحظة”.
وتابع قائلاً: “أعرف جورج سوروس جيداً جداً. إنه خصمي. لا يؤمن بشيء مما نقوم به”.
زوجة جورج بيرنبوم أوكرانية– وكثيراً ما يزوران سوياً أوكرانيا– كصديقين مقربين من عمدة كييف فيتالي كليتشكو.
أُشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – الذي أرسل قواته إلى أوكرانيا العام الماضي- قال إن الليبرالية قد عفا عليها الزمن. لا يضيع الزعيم الروسي أي فرصة للتنديد بانحطاط الغرب الليبرالي والتعددية الثقافية والهجرة وحقوق الإنسان.
أليس هذا هو الغرب التي تحاول أوكرانيا الانضمام إليه؟ والذي يؤمن به جورج سوروس؟
يقول بيرنبوم إن الحرب في أوكرانيا “ذكرتنا لماذا الحرية مهمّة ولماذا الديمقراطية مهمة؟”.
إن التقيتُ بجورج سوروس في الشارع سيدعوني لنشرب كأساً. “نختلف حول العديد من الأشياء..لكنني أريد إيجاد الأماكن التي نستطيع أن نرى منها ذات المستقبل للديمقراطية الغربية، الديمقراطية الليبرالية”.
ويضيف قائلاً: “لدي مشكلة مع المتطرفين من كلا الجانبين، سواء كانت الليبرالية التقدمية لدى اليسار، أو التيار اليميني المحافظ الانعزالي المتطرف، الموجود حالياً”.
مرّ نحو عقد من الزمن على آخر مرة تحدث فيها بيرنبوم مع أوربان. أُعجب به كثيرا حين التقيا في البداية “كفرد ذكي جدا على المستوى الفكري، شخص لديه معرفة عميقة بالاقتصاد، وبأمور أخرى من السياسة.. وهذا أمر نادر”.
يرى الآن أن فيكتور أوربان بقي في السلطة وقتاً طويلاً.
في يناير/كانون الثاني 2015، أشار الزعيم المجري قائلاً إن “كل مهاجر هو إرهابي محتمل”. وبحلول يوليو/تموز 2022، قال لمناصريه “نحن مستعدون لأن نختلط في ما بيننا، لكن لا نريد أن نصبح أشخاصا من أعراق مختلفة”.
يعارض بيرنبوم التصريحين بشدة.
يقول منتقدوه بأنه يغذي الاستقطاب من خلال السياسة- لكن ما هو الترياق المضاد لذلك؟
يجيب بيرنبوم: “أفضل القادة، هم أولئك الذين يذكروننا بالأهداف المشتركة، وليس باختلافاتنا. الأمر لا يتعلق بالأيديولوجيا، إنه يتعلق بالتأكد من تحقيق آمال الناس وأحلامهم”.