عندما استغل الجنرال فرانكو مناسبات دينية لإقحام المغاربة في حرب دامية
تذكر مناسبة عيد الأضحى المغاربة بعدد من الحكايا التي عاشها المغرب خلال مراحل متفرقة من تاريخه، من بينها ما تعرض له أبناء الريف من استغلال من طرف الجنرال الإسباني فرانسيسكو فرانكو، الذي جرهم إلى حرب دامية لا يعرفون أصلها ولا أسبابها، مستغلا في ذلك المرجعية الدينية، ومستخدما المناسبات الدينية كعيد الأضحى.
يحكي مؤرخون أن الجنرال فرانكو استغل مرحلة عاشها المغاربة في ظل الحماية الإسبانية وما رافقها من مظاهر الهشاشة لتمرير أفكار وإيديولوجية معادية لما كانت تصفه بعض الكتابات بـ”العدو الأحمر”، وتقصد به الجمهوريين الإسبان، الذين كانوا يعتبرون “شيوعيين وملحدين”، وفق تلك الإيديولوجية.
ومن بين مظاهر هذا الاستغلال تلاعب فرانكو، الذي كان متحالفا مع هتلر، بمشاعر فئة من المغاربة السذج، كما وصفهم بعض الباحثين، حيث كان يوهمهم بكونهم يحاربون في سبيل دينهم. وقد حكى بعض معاصري تلك الفترة كيف كان المغاربة يرددون الأذكار، ويصلون على الرسول محمد (ص) قبل شن غاراتهم، وهو ما كان يدفع الإسبان إلى الفرار بمجرد سماع أصواتهم.
المصادر ذاتها تحكي أن فرانكو كان يحاول لعب ورقة “المؤاخاة” بين المسلمين والنصارى، باعتبارهم يعتنقون ديانة سماوية توحدهم ضد من كان يصفهم بأعداء الدين.
ومن بين ما كان يقوم به فرانكو، في هذا الإطار، تنظيم رحلات إلى الديار المقدسة للمغاربة، وكان يبني المساجد كذلك. كما سجل باحثون أنه كان يستغل بعض المناسبات الدينية ويقتني أضحية العيد لعدد من المغاربة.
هدف الجنرال الإسباني، الذي كان بعض المغاربة يلقبونه بـ”الحاج فرانكو”، بالإضافة إلى دفع المغاربة إلى المشاركة في الحرب وتجنيدهم طواعية، كان هو محاولة كسب “الشرعية” من المسلمين والدول العربية بسبب الحصار الذي كان يحيط به من قبل بعض الدول الغربية، على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
ومن الوقائع المحزنة، التي ترويها بعض المراجع التي تحدثت عن الموضوع، تنظيم فرانكو رحلة إلى الحج لفائدة مغاربة، وكان ذلك على متن سفينة حربية مهداة من طرف هتلر، فتم قصفها من طرف الجمهوريين الإسبان في خضم حربهم مع فرانكو.
عدد من المحللين لهذه الوقائع ووقائع أخرى مشابهة أوضحوا أن الجنرال فرانكو كان يحاول بهذه الممارسات تغذية كره المغاربة لأعدائه الشيوعيين، والاستمرار في استنزافهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، مما خلف آثارا اجتماعية واقتصادية وديموغرافية كذلك، حيث لم تجد الأسر والنساء، خلال السنة الثانية من هذه الحرب الأهلية التي راح ضحيتها مئات الشباب المغاربة، رجلا بالغا يقوم بذبح أضحية العيد، وهو ما دفع فقهاء إلى إصدار فتوى تبيح للنساء الذبح وفق شروط حددوها آنذاك.