أخبار العالم

الفنان الشعبي يحتاج “أمان العيش”.. والمغرب يضيع تراثه اللامادي



احتضنت مدينة مراكش قبيل عيد الأضحى دورة جديدة من المهرجان الوطني للفنون الشعبية، وهو مهرجان يستضيف عشرات فرق الفلكلور المغربية من مختلف المناطق، لتشارك في كرنفال في شوارع عاصمة النخيل وتقدم سهرات طيلة أربع ليال على أربع منصات في مختلف مناطق المدينة، ليكون التنشيط الثقافي أفقيا لا عموديا.

وبهذه المناسبة هذا حوار مع الأستاذ محمد الراشدي الودغيري، الرئيس المنتدب لجمعية الأطلس الكبير؛ وهي جمعية راكمت أنشطة كبيرة طيلة عقود.

الحوار على إيقاع الفرق التي تقدم رقصاتها أمام الجمهور على منصة ساحة جامع الفنا والفن.

تستضيف جمعية الأطلس الكبير في مراكش الدورة 52 من المهرجان الوطني للفنون الشعبية 670 فنانا وفنانة، ما هي الواجهات التي يشتغل عليها المهرجان؟.

يشتغل المهرجان على واجهة ثقافية واقتصادية.

كيف؟

اقتصاديا عبر تنشيط المدينة العريقة التي تستقطب مئات آلاف السياح، وثقافيا باستضافة فرق الفولكلور المغربي من مختلف المناطق. طبعا تعتبر الفنون الشعبية من الركائز الجاذبة للسياحة… هذا التراث ثروة لامادية يجب الحفاظ عليها وتثمينها.

كيف يعمل مهرجان الفنون الشعبية على صيانة التراث اللامادي المغربي؟.

عن طريق استضافة الجمعية فرق الفنون الشعبية وتوفير منصة لها لكي تظهر قدراتها الفنية. هناك فرق فنية من مناطق نائية لا تصلها وسائل الإعلام، وحين تشارك في مهرجان مراكش فهي تكون تحت الأضواء لتتاح الفرصة للجمهور لاكتشاف مواهبها على المنصات المراكشية.

تتعامل جمعية الأطلس مع الفرق الشعبية عن قرب. كيف هي الحالة المزاجية لدى حملة الفولكلور المغاربة؟ كيف تتعاونون مع الأعضاء؟.

نعرف في الجمعية أن الكثير من أعضاء الفرق الشعبية يمارسون مهنا أخرى ليتمكنوا من العيش، وفيهم أفراد تقدموا في السن، وهذا يؤثر على حياتهم… تحاول الجمعية مساعدتهم على قدر المستطاع. وقد وعد وزير الثقافة في افتتاح المهرجان بتحسين الأوضاع المادية للفنانين.

هل تملكون التمويل الكافي في إدارة المهرجان لهذا الحدث الكبير؟.

يستقبل المهرجان مئات الفنانين ويشجع السياحة لكنه يعاني من ضعف الميزانية… لدينا أزمة تمويل رغم أن المهرجان يخدم الفنانين والمدينة والسياحة في البلد ككل. من كل هذا تستفيد وزارة المالية من الجاذبية السياحية، وتستفيد وزارة النقل من حركية السياحة… على كل هذه الوزارات دعم المهرجان المدر للدخل.

الملاحظ ارتفاع السن عند حملة الفولكلور، وهذا يهدد استمرار التراث اللامادي في خلق جاذبية المغرب.

– لهذا تبعات كبيرة. لقد سبق لي في حوار مع الصحافي جامع كولحسن على القناة الثانية أن قلت إن من الفنانين من يمارس مهنة وحين يتقدم في السن يجد صعوبة في العيش.. وحين يشاهد الابن محنة أبيه الفنان يقرر أن يبتعد عن الفن. والنتيجة أن المغرب أيضا يضيّع تراثه اللامادي.

يحتاج الفنان أمانا في حياته اليومية لكي يشجع ابنه ويدربه وينقل له مهاراته.

كيف يجب دعم الفنان الشعبي مستقبلا؟.

-مثلا يجب توفير منصات للفرق الشعبية للعمل بالتناوب طيلة سنة 2024، وهي سنة مراكش عاصمة للثقافة الإسلامية.

أعمل على توثيق عمل حمَلة الفولكلور، وقد أجريت حوارات مع فنانين كثيرين. الفنان الشعبي يؤدي الرقصة لكن لا يمكنه وصفها وتحليلها.

– لقد ورث الفنان الشعبي الحركات التي يؤديها لكنه لا يعرف معنى الحركات والآلات… يحتاج الفنان الشعبي تأطيرا لكي يكون على معرفة بالفولكلور.

أشتغل حاليا على الهندسة الثقافية والاقتصاد. يستقبل المغرب 250 ألف سائح أسبوعيا، أين هي الأنشطة التي ستجذبهم وتُسليهم؟.

– هناك نقص في التنشيط الذي لا يواكب تزايد السياحة. حاليا تستفيد الفنادق من ارتفاع عدد السياح لذا يجب على كل فندق مصنف في مرتبة عالية أن يحتضن ويدعم فرقة فنية شعبية لكي يكون لدى أفرادها الوقت الكافي للتدرب ولصون التراث الذي يساهم في القوة الناعمة للمملكة المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى