رئيس فاغنر يصل إلى بيلاروسيا فهل يتبعه أعضاء مجموعته؟
- Author, بول كيربي
- Role, بي بي سي نيوز
وصل زعيم التمرد الروسي، يفغيني بريغوجين، إلى بيلاروسيا بعد ثلاثة أيام من انتهاء تمرد مجموعة فاغنر المرتزقة في منطقة تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب موسكو.
وأكد الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ذلك قائلاً “نعم، إنه في بيلاروسيا اليوم”، مدعياً الفضل في ترتيب نفيه.
وظل مكان وجود بريغوجين مجهولاً بعد تصويره وهو يقود سيارته في جنوب روسيا ليلة السبت.
وتعقب بعض المتابعين طائرته الخاصة وهي تحلق في مينسك عاصمة بيلاروسيا أمس الثلاثاء.
وقال لوكاشينكو إن السلطات في بيلاروسيا عرضت على مرتزقة فاغنر قاعدة عسكرية مهجورة، إذا أرادوا الانضمام إلى زعيمهم، مضيفاً: “هناك سياج، وكل شيء متاح، ويمكن نصب الخيام”.
وتلقى بريغوجين، بموجب الاتفاق الذي أنهى التمرد، وعوداً بالأمن، وأُسقطت القضية الجنائية التي رفعت على مجموعة فاغنر في روسيا.
وتستعد موسكو لنقل أسلحة المرتزقة الثقيلة إلى الجيش النظامي، وأبلغ المقاتلون أن بإمكانهم توقيع عقود مع الجيش النظامي، أو العودة إلى ديارهم، أو التوجه إلى بيلاروسيا.
خطورة محتملة على الجيران
ونبهت بولندا ولاتفيا وليتوانيا، وهي دول تتمتع بعضوية حلف شمال الأطلسي، الناتو، إلى أن وصول فاغنر إلى بيلاروسيا قد يسبب مشاكل لها لأنها دول مجاورة.
وقال مستشار رئاسي ليتواني إن المرتزقة خطرون لأنهم قد يشاركون في عمليات تخريب وعمليات تسلل.
وقال الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، في مؤتمر صحفي إن “القتلة المتسلسلين” من فاغنر إذا انتشروا في بيلاروسيا، فإن الدول المجاورة ستواجه “خطراً أكبر يتمثل في عدم الاستقرار”.
وقال أمين عام الناتو، ينس ستولتنبرغ، إن الحلف مستعد للدفاع عن نفسه في مواجهة أي تهديد من “موسكو أو مينسك”، وسيوافق على تعزيز دفاعاته في اجتماع في ليتوانيا الأسبوع المقبل – مع التركيز بشكل خاص على الدول المجاورة لبيلاروسيا.
وأضاف: “بعثنا برسالة واضحة إلى موسكو ومينسك مفادها أن الناتو موجود لحماية كل حليف وكل شبر من أراضي الناتو”.
ونقلت روسيا أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا في الأسابيع الأخيرة، وقال الرئيس بوتين آنذاك إنها لن تستخدم إلا إذا تعرضت الأراضي الروسية للتهديد.
وتقول كاتيا غلود، التي تعمل في شبكة القيادة الأوروبية، إن الرأي العام البيلاروسي منزعج للغاية.
وأضافت: “من الواضح أنهم لا يريدون أن يكون لديهم مجرم مثل بريغوجين في بيلاروسيا”.
وقال لوكاشينكو إن مقاتلي فاغنر يمكن أن يساعدوا الجيش البيلاروسي، وأن يشاركوه خبرتهم في الأسلحة وأساليب القتال.
وكشفت السهولة التي تمكن بها المتمردون من السيطرة على مدينة روستوف أون دون الروسية، ثم التقدم شمالاً، ومواجهتهم قليلاً من المقاومة، عن نقاط ضعف رئيسية في سيطرة الكرملين على الأمن في روسيا بعد 23 عاماً من حكم بوتين.
ورفض المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، التلميحات إلى أن أحداث الجمعة والسبت أضعفت قبضة الرئيس الروسي على السلطة ووصفها بأنها “هستيريا”.
لكن الرئيس بوتين نفسه، بعد ذلك، أخبر مجموعة من قوات الأمن الروسية المتجمعة في ساحة الكرملين أنهم مقاتلي فاغنر دافعوا عن وطنهم الأم، بل “أوقفوا، في الواقع، حدوث حرب أهلية”.
وكان التمرد أكثر إثارة للقلق عندما كشف بوتين أن الجيش الخاص لبريغوجين مولته الدولة بالكامل، إذ أنفقت عليه مليار دولار على الرواتب والمكافآت في 12 شهرا. وأنفق مبلغ إضافي قدره مليار دولار على شركة كونكورد للتموين التابعة لبريغوجين لإطعام قواته.
واعترف الرئيس الروسي بأن طيارين فقدوا حياتهم “في مواجهة المتمردين” في أحدث محاولة للسيطرة على الروايات المتداولة عن الأيام القليلة المضطربة التي هزت الكرملين.
وذكرت تقارير غير مؤكدة أن المتمردين أسقطوا ست طائرات هليكوبتر عسكرية وطائرة قيادة وتحكم من طراز إليوشن 22-إم. وشوهد بعض الحطام لكن لم يعرف عدد الضحايا.
واتهم بريغوجين الجيش الروسي بتوجيه ضربة صاروخية لرجاله الجمعة، أسفرت عن مقتل 30 شخصا. لكن لم يظهر أي دليل على ذلك.
وقال الاثنين “قطعنا في يوم واحد 780 كيلومتراً. ولم يُقتل جندي واحد على الأرض. نأسف لأننا اضطررنا إلى ضرب الطائرات، لكنها كانت تضربنا بالقنابل والصواريخ”.
وأظهرت مقاطع فيديو قصف جماعة فاغنر من الجو أثناء توجهها شمالا وسط حركة مرور المدنيين في منطقة فورونيج الجنوبية يوم السبت.
ومهما كانت حقيقة الكيفية التي انتهت بها 24 ساعة من الفوضى، فقد قدم ألكسندر لوكاشينكو، الذي يحكم بيلاروسيا منذ عام 1994 ويعتقد على نطاق واسع أنه زور انتخابات 2020 للحفاظ على السلطة، نسخة مفصلة الثلاثاء.
وقال لعدد من المسؤولين الأمنيين: “قلت لبوتين: يمكننا أن نضيع [بريغوجين]، ليس في هذا مشكلة، إن لم يكن في المحاولة الأولى، فقد يكون في الثانية. لكني قلت له: لا تفعل هذا”.
وأضاف أنه عرض الاتصال ببريغوجين، لكن بوتين قال له: “انظر ألكساندر، إنه عديم الفائدة، حتى أنه لا يرفع الهاتف ولا يريد التحدث إلى أي شخص”.
وقال لوكاشينكو: “أعطني رقمه. فقال بوتين: جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على الأرجح لديه رقمه”.
ووصف لوكاشينكو محادثته مع بريغوجين، وقال إن رئيس المرتزقة كان في حالة من النشوة بسبب نجاح فاغنر حتى تلك اللحظة.
وبحسب الزعيم البيلاروسي، فإن بريغوجين قال له: “نريد العدالة، فهم يريدون خنقنا، وسنتقدم إلى موسكو”.
وأضاف: “قلت له إنك ستتحطم في منتصف الطريق كحشرة”.
وقال الأكاديمي الروسي مارك غاليوتي، إن زعيم بيلاروسيا كان وسيطاً مفيداً للرئيس بوتين، الذي يمكنه الآن أن يسعى إلى إبقاء بريغوجين جانباً لإدارة قوات المرتزقة في إفريقيا.
وقالت كاتيا غلود إن البيلاروسيين يركزون على المدى الذي أضعفت فيه الأزمة فلاديمير بوتين، لأن ذلك سيعني أيضاً إضعاف ألكسندر لوكاشينكو.
وقالت: “الركيزتان التوأم للوكاشينكو هما الكرملين وعنف أجهزة الأمن البيلاروسية التي تنصاع لأوامر لوكاشينكو. وقد يعني ذلك، على المدى القصير، مزيدا من القمع، إذ يشعر لوكاشينكو بمزيد من الضعف. وإذا بدا الكرملين يفقد الثقة بوصفه ركيزة، فقد يكون ذلك أمرا غير مبشر على المدى الطويل”.