ليولاندا دياز تواصل السير في “وحل التناقضات”
يستمر الخطاب الانتخابي ليولاندا دياز، زعيمة تحالف “سومر” اليساري، في السير داخل “دوامة التناقض”، فبعد تعيينها أغوستين سانتوس مارافير، الذي يعتبر من “داعمي المغرب”، كوصيف لها في المعركة الانتخابية، وفتح الباب للانفصالية تشي سيدي للدخول إلى مجلس النواب، عادت من جديد لتؤكد على “غلبة طرح دعم الانفصال” بالصحراء المغربية.
دياز التي حلت ضيفة على قناة “لاسيكستا” شددت على أن تحالف “سومر” يدعم ما يسمى “تقرير المصير” في الصحراء المغربية، واضعة بذلك التحالف اليساري في “موجة التناقضات”، بعد تأكيد سانتوس في المقابل دعمه موقف حكومة سانشيز من الحكم الذاتي.
ومع دخولها في تحالف اليسار الراديكالي إلى جانب حزب العمال الاشتراكي بقيادة سانشيز، تحرص دياز على وجود “توازن” في مواقف “سومر” من العلاقات مع المغرب، خوفا من “خسارة مناصب وزارية لها علاقة مع المغرب في حالة الفوز”، غير أن خروجها مجددا للتأكيد على طرحها الانفصالي أعاد “الشرخ الكبير” في مواقف تحالفها الحزبي.
“التناقض الظاهر” بين تصريحات دياز ووصيفها سانتوس بدا جليا لدى الناخب الإسباني، إذ رفض سفير إسبانيا السابق بالأمم المتحدة ما كانت أطلقته دياز من “تصريحات مشوهة” عن المملكة المغربية، التي وصفتها بـ”الديكتاتورية”، معتبرا أن “المغرب بلد مجاور يعيش وفق نظام ملكي دستوري، يجمع بين الملك والشعب”.
سانتوس دافع أيضا عن موقف سانشيز من مخطط الحكم الذاتي بالمغرب، وأعطى مبررات على أهمية هذا المقترح المغربي، وهي التبريرات نفسها التي أطلقها أيضا سانشيز في تصريحاته الأخيرة التي ربطها بوجود “عمق إستراتيجي” لمدريد.
في المقابل تأتي تصريحات دياز الأخيرة بحسب مراقبين كـ” تخفيف للصدمة” التي تعيشها جبهة البوليساريو، التي تعول على صعود نجم زعيمة تحالف “سومر”، من أجل التأثير على موقف إسبانيا السيادي من قضية الصحراء.
جدير بالذكر أن وزيرة العمل الإسبانية يولاندا دياز سبق أن أعلنت بعد دخول تحالف “سومر” اليساري غمار الانتخابات بالجارة الشمالية عن رغبتها في “تغيير موقف إسبانيا من قضية الصحراء”، قبل أن تتوالى مجموعة من القرارات السياسية “المتناقضة” منذ دخولها في جانب آخر تحت لواء “التحالف اليساري الراديكالي”، إلى جانب حزب العمال الاشتراكي بزعامة بيدرو سانشيز، سواء بتقريب تشي سيدي المنتمية إلى تنظيم البوليساريو إلى مجلس النواب، أو بتعيين سانتوس المقرب من المغرب.
وتستعد إسبانيا للانتخابات التشريعية الشهر المقبل، وسط تباين واضح في نتائج استطلاعات الرأي التي تظهر بنسب متفاوتة “تراجع ثقة” الناخبين في اليسار، وازديادا واضحا في حظوظ اليمين، الذي ربح رهان الانتخابات البلدية والمحلية.