تيتان: خفر السواحل الأمريكي يفتح تحقيقا لمعرفة أسباب كارثة انفجار الغواصة
أعلن خفر السواحل الأمريكي فتح تحقيق لمعرفة أسباب حدوث كارثة الغواصة “تيتان”.
وقال كبير المحققين، الكابتن جاسون نيوباوير، إن أولويته تتركز على انتشال حطام الغواصة، مع اتخاذ كافة التدابير في حالة العثور على رفات بشرية.
كما أضاف، في حديثه يوم الأحد، أن التحقيق سيتيح إمكانية التوصية بتوجيه تهم مدنية أو جنائية.
وكانت الغواصة “تيتان” في رحلة إلى أعماق المحيط الأطلنطي لمشاهدة حطام السفينة “تيتانيك” في 18 يونيو/حزيران عندما انفجرت، مما أسفر عن مقتل جميع طاقمها الخمسة الذين كانوا على متنها.
وقال نيوباوير للصحفيين في بوسطن إن خفر السواحل الأمريكي فتح تحقيقا على أعلى المستويات.
وأضاف أن التحقيق سيسعى إلى كشف ملابسات الكارثة، مع تقديم توصيات تهدف إلى منع حدوث كوارث في المستقبل، وأشار إلى أن هذا التحقيق ستشارك فيه السلطات الكندية والبريطانية والفرنسية.
ويعد التحقيق حاليا في مرحلته الأولى تزامنا مع الجهود المستمرة الرامية لانتشال حطام الغواصة.
وحتى الآن جرى العثور على خمس قطع رئيسية من الغواصة على عمق 3800 متر في منطقة حطام كبير بالقرب من مقدمة السفينة تيتانيك.
وقال نيوباوير إن المحققين سيتخذون “جميع الاحتياطات” في حالة العثور على رفات بشرية.
وأضاف أن التحقيق قد يقضي بفرض لوائح أكثر صرامة وتوصيات تتعلق بسلامة الغواصات، بيد أنه لم يستطع تأكيد المدة التي سيستغرقها التحقيق حتى مرحلة الانتهاء منه.
وقال نيوباوير إنه بمجرد جمع الأدلة، سيعقد المحققون على الأرجح جلسة استماع رسمية للشهود.
وأضاف أنه جرى بالفعل إجراء مقابلات في مدينة سانت جون الكندية، حيث نقلت سفينة الدعم، “بولار برينس”، الغواصة وأطلقتها في شمال المحيط الأطلنطي.
وصعد محققون كنديون على متن سفينة الدعم يوم السبت كجزء من تحقيقهم في الكارثة.
ووجه صحفيون سؤالا للأدميرال جون موجر، من خفر السواحل الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي، بشأن تكلفة عملية البحث والإنقاذ، لكنه امتنع عن الإجابة.
وقال إن تكلفة البحث والإنقاذ ليست سياسة، ولا تضع الخدمة تكلفة مقابل أرواح البشر أو إنقاذ الناس في “بيئة خطرة” للمحيط، مضيفا: “نحن نلبي النداء دائما”.
وقال موجر: ” نجري عمليات محكمة في ظل وجود مخاطر مبررة تعرض مواردنا وأرواحنا للخطر من أجل إنقاذ الآخرين، هذا ما نفعله”.
مغامرة في أعماق الأطلنطي
بدأت عمليات البحث منذ الأحد الأسبوع الماضي، واتسعت مساحة البحث لنحو 20 ألف كيلومتر مربع.
وبدأت الغواصة “تيتان” الصغيرة الحجم، التي تديرها شركة “أوشان غيت إكسبديشن” الأمريكية، هبوطها إلى قاع البحر في الساعة 8 صباحا، بحسب التوقيت المحلي، الأحد لكنها فقدت الاتصال بسفينة الدعم قرب نهاية غوصها الذي كان ينبغي أن يستمر لساعتين للوصول إلى حطام السفينة الذي مضى عليه قرن من الزمن.
وكانت السفينة تيتانيك، قد غرقت عام 1912، في رحلتها الأولى ثم اصطدمت بجبل جليدي، وأسفر هذا عن مقتل أكثر من 1500 شخص، في موقع على بعد 1450 كم شرق كيب كود، ماساتشوستس، و640 كم جنوب سانت جون، نيوفاوندلاند، بكندا.
وكانت الغواصة “تيتان” تحمل قائدها وأربعة آخرين في رحلة استكشافية لحطام السفينة في أعماق البحار، في مغامرة سياحية تتقاضى عنها شركة “أوشان غيت إكسبيديشن” 250 ألف دولار عن الشخص الواحد.
وكان من بين الركاب الملياردير والمغامر البريطاني، هاميش هاردينغ، البالغ 58 عاما، وقطب الأعمال الباكستاني المولد، شاهزادا داود، البالغ 48 عاما، مع ابنه سليمان البالغ من العمر 19 عاما، وكلاهما مواطنان بريطانيان.
كما أبلغ عن وجود عالم المحيطات الفرنسي وخبير تيتانيك، الرائد بول هنري نارجوليت، البالغ 77 عاما، وستوكتون راش، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “أوشان غيت إكسبيديشن”، على متن الغواصة. وراش متزوج من ابنة أسرة سليلة اثنين من ضحايا تيتانيك.
وكانت أسئلة بشأن سلامة تيتان قد أثيرت في عام 2018 خلال ندوة لخبراء صناعة الغواصات، وفي دعوى قضائية رفعها رئيس العمليات البحرية السابق في أوشان غيت، سويت في وقت لاحق من ذلك العام.