اشتباكات السودان: حميدتي يعلن وقف القتال من جانبه لمدة يومين بمناسبة عيد الأضحى
أعلن قائد قوات الدعم السريع السودانية، الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، وقف إطلاق النار من جانب واحد لمدة يومين بمناسبة عيد الأضحى.
وقال حميدتي في خطاب مدته خمس دقائق بثته قناة العربية التابعة للسعودية في 26 يونيو/حزيران إن وقف إطلاق النار سيبدأ في 27 يونيو/حزيران ويستمر حتى 28 يونيو للاحتفال بيوم عرفة وعيد الأضحى.
وأضاف: “نأمل أن تكون هذه الأيام فرصة للمصالحة”.
وأدان حميدتي الانتهاكات التي ارتُكبت مع المدنيين – بما في ذلك ما ارتكبته قواته.
واتُهمت قوات الدعم السريع بالوقوف وراء انتهاكات في دارفور.
وقالت قوات الدعم السريع في وقت سابق إن المحادثات مع الجيش السوداني، التي كان من المقرر إجراؤها في مدينة جدة الساحلية السعودية، ستؤجل إلى ما بعد عطلة عيد الأضحى.
وأضافت قوات الدعم السريع أن التأخير يرجع إلى عدم التزام الجيش باتفاقات وقف إطلاق النار السابقة.
وعلى الرغم من العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار والالتزام بحماية المدنيين، فلم يشهد السودان سوى القليل من فترات الهدوء في القتال.
أكد الجيش السوداني الاثنين أن قوات الدعم السريع المنافسة استولت على القاعدة الرئيسية للواء شرطة مجهز تجهيزا جيدا في الخرطوم، وأفادت تقارير بانتشار القتال لأول مرة إلى ولاية النيل الأزرق بالقرب من إثيوبيا.
وقالت قوات الدعم السريع إنها استولت على عشرات المركبات المدرعة والشاحنات الصغيرة بعد السيطرة على مقر الشرطة الاحتياطية المركزية الأحد، معززة موقعها في جنوب الخرطوم حيث توجد عدة معسكرات عسكرية مهمة.
واعتمد الجيش على الشرطة الاحتياطية المركزية للقتال البري في الخرطوم، حيث كافح لمواجهة وحدات الدعم السريع المتنقلة التي انتشرت بسرعة في جميع أنحاء المدينة بمجرد اندلاع القتال في 15 أبريل/نيسان.
وقال الجيش في بيان إن قاعدة شرطة الاحتياط المركزية استولي عليها بعد ثلاثة أيام من القتال، متهما قوات الدعم السريع بمهاجمة “مؤسسات الدولة”.
وقال نشطاء محليون إن 15 مدنيا على الأقل قتلوا، وأصيب أكثر من 80 شخصا بجروح خطيرة.
كما أفاد سكان على مواقع التواصل الاجتماعي الاثنين بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وهي أقوى جماعة متمردة في السودان، شنت هجوما في مدينة الكرمك بولاية النيل الأزرق على الحدود مع إثيوبيا.
ولكن وكالات الأنباء لم تتحقق من صحة تلك التقارير بشكل مستقل.
وقالت بعثة الأمم المتحدة في السودان إن مئات المدنيين عبروا الحدود إلى إثيوبيا بحثا عن الأمان بسبب الاشتباكات في النيل الأزرق يومي الأحد والاثنين، واتجه آخرون فيما يبدو شمالا إلى الدمازين، عاصمة الولاية.
وأدت اشتباكات ذات صلة بالتوتر القبلي في ولاية النيل الأزرق إلى قتل المئات العام الماضي.
وكانت الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال قد اشتبكت الأسبوع الماضي مع الجيش في ولاية جنوب كردفان، مما أثار مخاوف من انتشار الصراع عبر مناطق جنوب السودان.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط خلافات بشأن الخطط المدعومة دوليا للانتقال نحو الانتخابات في ظل حكومة مدنية.
واشتد القتال من خلال سلسلة من اتفاقيات لوقف إطلاق النار التي تفاوضت عليها السعودية والولايات المتحدة في محادثات في جدة عُلقت الأسبوع الماضي.
وتسببت الحرب في أزمة إنسانية كبيرة أدت إلى نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص، عبر نحو 600 ألف منهم الحدود إلى البلدان المجاورة.
وتوجه معظمهم شمالا إلى مصر، أو غربا إلى تشاد، حيث التمس اللاجئون المأوى من هجمات واشتباكات بدوافع عرقية في منطقة دارفور بالسودان.