بالرغم من “البرود الدبلوماسي” .. المغرب يحصل على مركبة فرنسية “فتاكة”
على الرغم من “البرود الدبلوماسي” بين الرباط وباريس، فإن القوات المسلحة الملكية تستعد لاستلام إحدى المركبات العسكرية الفرنسية “الفتاكة”، التي جرى عرضها خلال معرض باريس الجوي.
وفقا لموقع “أنفو ديفينسا” الإسباني، فإن “الجيش المغربي ينتظر الشهور المقبلة لاستلام مركبة شيربا الفرنسية المزودة بنظام “أطلس إر سي” للدفاع الجوي القائم على منصة صواريخ ميسترال 3، والذي طورته شركة إم بي دي إيه الفرنسية”.
المصدر عينه كشف أن “المركبة صنعتها شركة رونو الفرنسية، والتي تمتاز بمؤهلات قوية؛ كالدوران بدرجة 360، مع التزود بكاميرا حرارية، إلى جانب نظام “أطلس إر سي” للدفاع الجوي الذي يستطيع بشكل سلس حمل ثمانية صواريخ من نوع ميسترال 3، وأربعة صواريخ إضافية جاهزة للإطلاق في حالة نفاد الذخيرة”.
يشتغل نظام “أطلس إر سي” بنظام استشعاري في الليل والنهار؛ وهو ما يمكنه من تتبع التهديدات الجوية في كل ثانية، مع التزود بنظام اتصالات سريع مع القيادة الجوية.
أمام ذلك تستمر العلاقات المغربية الفرنسية في السير في اتجاه “البرود الدبلوماسي”، وسط خلاف “عميق” سببه موقف الإيليزيه الغامض من قضية الصحراء المغربية؛ لكن مستجدات حصول الرباط على مركبة شيربا الفتاكة تلقي الضوء من جديد على مستقبل هذه العلاقة.
ليس بمؤشر
محمد الغواطي، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا، قال إن “تسلم المغرب لهاته المركبة لا يؤشر بتاتا على بداية زوال الأزمة السياسية بين باريس والرباط”.
وأضاف الغواطي، في حديث لهسبريس، أن “الصفقة تأتي في إطار الاتفاقية العسكرية التي تجمع بين البلدين، والتي تم توقيعها قبل اندلاع الأزمة غير المعلنة بين الجانبين، وليست بشيء جديد على الإطلاق”.
واعتبر المتحدث عينه أن “المغرب من الزبناء الأوائل على المستويين الإفريقي والدولي، الذين ما زالوا يقتنون السلاح الفرنسي”، موردا أن “العلاقات التاريخية بين البلدين تجعل من احتمال وجود قطيعة بينهما أمرا مستبعدا”.
وشدد أستاذ القانون العام والعلوم السياسية بكلية الحقوق بسلا على أن فرنسا هي المسؤولة عن الأزمة الحالية، وليس المغرب الذي يرغب في وجود وضوح حول ملف الصحراء مع شركائه الدوليين”.
وخلص الغواطي إلى أن “السلاح الفرنسي يأتي إلى جانب أسلحة دول أخرى تجذب الجيش المغربي، في إطار تنويع الشراكات التي ينهجها المغرب على جميع المستويات”.
اليد الممدودة
من جانبه، أوضح عصام لعروسي، مدير البحوث والدراسات في مركز “تريند” للبحوث والاستشارات، أن “الأزمة بين البلدين لن ترقى إلى مسألة القطيعة على مستوى التعاون العسكري أو الاقتصادي؛ لأن الدبلوماسية المغربية تترك دائما هامشا للتعاون مع أي شريك دولي بادر إلى تأزيم العلاقات”.
وأضاف لعروسي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الرباط منفتحة دائما على المفاوضات والحوار البناء مع أي طرف تعرف الأجواء معه برودا دبلوماسيا، بهدف تلطيف هاته الأجواء وإعادة المياه إلى مجاريها”.
وأورد مدير البحوث والدراسات في مركز “تريند” للبحوث والاستشارات أن “الرباط متمسكة في موقفها تجاه باريس حول قضية الصحراء، مع ضرورة إخراج موقف واضح من قصر الإيليزيه حول الملف”.
“النهج الدبلوماسي المغربي يلتزم بخط الهدوء وتجنب العداء الكامل”، خلص المصرح لهسبريس، لافتا إلى أن “المملكة مستمرة في سياسة اليد الممدودة مع فرنسا، كما هو الحال مع الجارة الشرقية الجزائر”.