“فوربس” الأمريكية تكشف خلفيات التطور المتسارع لقطاع الطيران في المغرب
يكسب التطور الملحوظ في قطاع الطيران بالمملكة اهتمام الفاعلين الدوليين، إذ عبر هنري أل هيلاي، وهو أحد مدراء أبرز الشركات الاستشارية في العالم، عن أن “المغرب لاعب أساسي في هذه القطاع على المستوى الدولي”.
وفي مقال له على مجلة “فوربس” الأمريكية، التي يعتبر أحد أعضاء مجلسها، اعتبر هيلاي أن “المغرب أرض خصبة للاستثمار في مجال الطيران، خاصة أن موقعه الإستراتيجي الذي يربط إفريقيا بأوروبا يمكن من الوصول إلى العديد من الأسواق العالمية، كما يمكن المستثمرين من اكتشاف أسواق جديدة مغايرة لتلك التقليدية”.
المصدر عينه رصد تسارع نمو قطاع الطيران بالمملكة المغربية، إذ بين أن “المستثمر الأجنبي يجد القطاع مربحا على الأراضي المغربية، سواء من حيث الخدمات المقدمة أو كذا التكلفة، الأمر الذي جعل الرباط وجهة موثوقة للاستثمار على المستوى العالمي”.
يد عاملة وبنية تحتية
يمتلك المغرب بحسب هيلاي، الذي اشتغل بالمملكة مع شركات أجنبية رغبت في الاستثمار في قطاع الطيران والخدمات الجوية، “يدا عاملة ماهرة في هذا المجال، سيمكن الاستثمار فيها من زيادة التنمية المحلية المجتمعية بهذا البلد”.
ويكمن سر نجاح قطاع الطيران بالمملكة المغربية، بحسب عضو مجلس المجلة الأمريكية سالفة الذكر، في كون “تكلفة الاستثمار في هذا القطاع على الأراضي المغربية جد تنافسية مقارنة بالعديد من الدول، وهو ما يمكن أن يساعد العديد من المتعاملين والمستثمرين في أعمالهم التي غالبا ما تكون قاسية التكلفة في البداية”.
وإلى جانب كل هاته المميزات يوفر المغرب، بحسب المصدر سالف الذكر، “بيئة أعمال جد مناسبة للمستثمرين، فضلا عن تمتعه باستقرار سياسي يقل نظيره بالقارة الإفريقية، الأمر الذي يجعله الوجهة الاستثمارية الأولى بالمنطقة”.
البنية التحتية كان لها أيضا نصيب من مقال الفاعل الاقتصادي ذاته، إذ شدد على أن “الحكومة المغربية قامت باستثمارات مهمة ومبهرة على مستوى البنية التحتية الخاصة بقطاع الطيران والنقل بمختلف مكوناته”.
ضرورة فهم الثقافة المغربية
وأسدى المتحدث عينه مجموعة من النصائح للمستثمرين الأجانب من أجل إنجاح أعمالهم الخاصة بقطاع الطيران أو مجالات أخرى بالمغرب، من بينها: “فهم الثقافة المغربية والممارسات التجارية لهذا البلد، وبناء علاقات وثيقة مع السلطات، وضخ استثمارات في اليد العاملة، والتخطيط المالي من أجل التنقل المالي السلس خلال الاستثمار بقطاع الطيران بالمملكة، ولعب دور المساهمة في نموه”.
وفي ما يخص التحديات التي من الممكن أن تواجه المستثمر الأجنبي في قطاع الطيران بالمغرب، أوضح المصدر عينه أن “العراقيل التنظيمية يجب الاستعداد لها، كما أن فهم الثقافة المغربية بشكل معمق سيزيل الكثير من التعقيدات التي تقع خلال الحملات الإعلانية”.
وتشدد المجلة الأمريكية على لسان عضو مجلسها سالف الذكر على “ضرورة دراسة المستثمر الأجنبي للمنافسة الدولية التي يشهدها قطاع الطيران بالمغرب، عبر إجراء دراسات وبحوث معمقة حول الشركات الإقليمية التي تعمل داخل المجال الجوي المغربي، إلى جانب تتبع الوضع السياسي والاقتصادي للبلد بشكل منتظم”.
وبحسب هيلاي فإن بروز المغرب كفاعل دولي رئيسي في مجال الطيران والخدمات لن يساهم فقط في زيادة التنمية بهذا البلد، بل أيضا سيقدم حلولا جديدة لدى الفاعلين في أوروبا وإفريقيا، خاتما: “لو استمر المغرب في نسق تطوير بنيته التحتية المتصاعد سيتمكن من أن يصبح الوجهة المفضلة عالميا للطيران والخدمات”.