رئيس جهة طنجة يبرز التحديات المناخية
رحب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، في كلمة ألقاها خلال افتتاح قمة الميدكوب، بـ”الضيوف الذين قدموا من مختلف البلدان والقارات، ممثلين لمنظمات أممية وإقليمية، ولحكومات وطنية وجهوية ومحلية، والسفراء وعمداء المدن الإفريقية والأوروبية والأسيوية، ومختلف الخبراء والمختصين والفاعلين الذي يشاركون في هذا اللقاء المهم”.
وقال رئيس مجلس الجهة، في افتتاح القمة، الخميس، “أقف أمامكم اليوم بكثير من السعادة والاعتراف، لأشارككم افتتاح هذا المؤتمر المتوسطي المهم، حول العمل المناخي، في نسخته الثالثة، وأنا كلي ثقة في نجاح أشغالكم، وجودة توصياتكم، وبصيرة قراراتكم، بالنظر إلى مستوى التمثيليات التي ستناقش وتتناظر وتترافع حول هذه القضايا الكونية المتصلة بالمناخ، وبالتحديات المرتبطة بتداعياته”.
وأضاف المتحدث أننا “نجتمع اليوم، مرة أخرى بطنجة، باختلاف ثقافاتنا وجنسياتنا وانتماءاتنا، لنجدد الالتزام الذي قطعناه على أنفسنا، من خلال مؤسساتنا، بخصوص هذه القضية المصيرية التي أصبحت، حدتها ووقعها يتزايد يوما بعد يوم، لتهدد توازنات بيئاتنا، واقتصادياتنا، ومجتمعاتنا، بل وثقافاتنا أيضا، من دون أي اعتبار للحدود الجيوسياسية أو الاجتماعية أو الطبيعية أو الثقافية”.
وأوضح رئيس مجلس الجهة أنه “خلال هذين اليومين، سيتم تناول مواضيع مهمة مرتبطة بالانتقال الطاقي، والنظم الغذائية، وتدبير الموارد المائية، والاقتصاد الأزرق، وقضايا المدن المستدامة، بالإضافة إلى قضايا المرأة والمناخ، والهجرة المناخية، والتعاون اللامركزي”.
وورد ضمن الكلمة ذاتها أن محطة طنجة 23 هذه هي مناسبة كذلك لتجديد الالتزامات المسؤولة، التي عبر عنها المغرب على لسان الملك محمد السادس، في كل المحافل الوطنية والدولية، وحكومته الموقرة عبر السياسيات العمومية، وكل فعاليات المجتمع المغربي، بخصوص التغيرات المناخية، والحفاظ على البيئة، والتنمية المستدامة.
وشدد رئيس مجلس الجهة على ضرورة استحضار رسالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في الدورة الثانية للمؤتمر سنة 2016، والتي تشكل خارطة طريق للمنظمين الذين تحذوهم رغبة أكيدة في إقامة فضاء للحوار والتشاور حول قضايا المناخ بمنطقتنا المتوسطية.
وذكر المتحدث بأن “كوكبنا، ومعه المنطقة المتوسطية، أصبح يعيش بالملموس، واقعا متصاعدا، من آثار التغيرات المناخية، من فيضانات وموجات جفاف، وحرائق غابات، ونضوب الفرش المائية، واختلال المنظومات الأيكولوجية البرية والبحرية، نتيجة تغير درجات الحرارة”.
وأضاف في السياق ذاته أن “كل الإجراءات التي اتخذت، إلى يومنا هذا، لم تستطع أن تحد من هذه الظاهرة، وأصبح الاختلال البيئي مهددا أكثر من أي زمن مضى، وفي أكثر من مجال، وصار الأمن المائي والغذائي والطاقي يهدد أكثر من مكان بالمعمور، وبشكل متواز، كثرت الأزمات الاقتصادية وصعبت عمليات الاندماج الاجتماعي، حتى في الدول التي كانت تعتبر إلى زمن قريب آمنة”.
ونبه رئيس مجلس الجهة إلى أن “مسألة التغيير المناخي لا تعني الحكومات فقط، وإذا كان اتفاق باريس وضع إطارا عاما للتعاون الدولي في هذا المجال، وأكد على مبدأ المسؤولية المشتركة المتفاوتة للأطراف، فإنه أكد أيضا على أهمية دور الفاعلين غير الأطراف في المجهود العالمي الرامي إلى عدم تجاوز حرارة الكوكب لدرجتين مئويتين مع نهاية القرن الحالي”.
وقال رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة إن “هناك العديد من المجتمعات اليوم توجد في وضعية الضعف والهشاشة، بفعل وقع التغيرات المناخية وحدة تداعياتها، وعلينا أن نبلور استراتيجيات شاملة وعادلة ودامجة”، مضيفا أن “الرهان على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 يقتضي منا السعي المتضامن والجماعي لبلوغها، وعلينا ألا نترك أحدا خلفنا، يواجه مصيره منفردا، لأن مصيره هو مصيرنا جميعا، عاجلا أو آجلا”.