دينْية يتشبث بالزجل المغربي في “ليلة منورة”
الخميس 22 يونيو 2023 – 04:14
“الوالدين \ هما اسباب الربح \ إلا ارضاو عليك ارتاح \ تلقى الخير فمسى واصباح \ وإلا لمت بك الجراح \ قُل … أرضات الوالدين”، و”البس لباس يواتي المقام \ والمكسي بديال الناس عريان \ اشحال قدك تصول وتجول \ واشحال قدك من اشطارة \ الحنة فايتة وازواق يزول \ وما تبقى فاليد إيمارة \ ما ينفعك غير المعقول \ طريق الخير ما فيها احزارة”، و”طريق الله ما عليها بواب \ هي رجايا هي نعم الحجاب \ فالشدة للمومن خير جواب \ حمدت الله برضاه كساني”.
أبيات زجلية من بين أُخَر يضمها أحدث دواوين الزجال المغربي عبد الكامل دينية، الذي ارتضى له “ليلة منورة” عنوانا، بعدما جمع فيه القصائد الدينية التي نظمها منذ بداياته الأولى في مجال “قصيدة الزجل عامة، والشعر الغنائي خاصة”.
وفي تقديم الأكاديمي منير البصكري لهذا العمل الجديد، قال إن عبد الكامل دينية “من الزجالين الجادين، فهو الشاعر الغنائي والعضو السابق باللجنة الاستشارية للأغنية المغربية بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تعامل مع العديد من الفنانين المتميزين”، ومنهم: محمود الإدريسي، عبد الهادي بلخياط، عبد الوهاب الدكالي، البشير عبده، عزيز حسني، أمل عبد القادر، فاتن هلال، وفؤاد أحماني.
وأضاف: “جاء هذا الديوان حافلا بمجموعة من النصوص الدينية التي تجمع بين مدح الرسول الكريم والتغني بسيرته العطرة، لما في ذلك من خير عميم وراحة للقلب”، ويضم “باقة جميلة من القصائد الدينية، تكاد تشكل ذخيرة بالغة الأهمية، تختزن ثقافة دينية غاية في التنوع والثراء”.
وتابع المتخصص في أدب الملحون: “تفاعل الزجال المغربي الأستاذ دينية مع المعطى الديني أعطانا متنا زجليا متميزا بلغة مكثفة ومشحونة بتأملات الذات والواقع والتفاعل بينهما، وهو إنتاج يختزن عاطفة صادقة تحمل واقعا مؤثرا (…) فهو يستشعر التلقائية والعفوية في التعبير عما يجيش بداخل نفسه وروحه من المشاعر والأحاسيس والمواجيد”.
ووصف البصكري ديوان “ليلة منورة” بـ”الإبداع الشعري المتميز”، قبل أن يجمل بقول: “لا أشك في أن المهتمين والولوعين بفن الزجل عموما والقصيدة الدينية بوجه خاص سيقبلون عليه ويفيدون منه”.
يذكر أن هذا الديوانَ الزجلي، حديثَ الصدور، يعد خامس دواوين عبد الكامل دينية، بعد “نعم الجمال” و”إلا ضاق الحال” و”مّي الحبيبة” و”مزهريات زجلية”. ويتشبث الدبلوماسي السابق في جميعِ هذه الدواوين بلغة دارجة مغربية “تخاطب الناس، والعقل المباشر، ببساطة”، ويطمح عبرها إلى الإسهام “في تحسين الذوق الفني المغربي في الأغنية المغربية، وألّا نترك الساحة فارغة في ظل الوضعية الرديئة التي تعيشها الأغنية المغربية الآن”.