أخبار العالم

شريط سينمائي مغربي يتكلم بالحسانية


حطّ المخرج المغربي مولاي الطيب بوحنانة الرحال بشريطه السينمائي الطويل “صحاري- سلم وسعى” لأول مرة في المغرب؛ من خلال المشاركة مؤخرا بمهرجان الداخلة السينمائي، بعد جولة دولية حصد من خلالها تتويجات مهمة.

وكشف بوحنانة، في تصريح لهسبريس، أن أول عرض لفيلمه السينمائي كان في مهرجان كبير بالهند وتوج بجائزتين؛ الأمر الذي شرف كل طاقم العمل، لأن الهند أكبر منتج للأفلام في العالم ولديهم مستوى عال في الكتابة والسيناريو، والفوز عندهم كان فرحة كبرى.

وتابع المخرج المغربي: “شارك الفيلم أيضا في مهرجان بالأرجنتين وتأهل إلى الدور النهائي في جائزة أحسن موسيقى أصلية وجائزة أحسن صورة، واليوم في أول عرض وطني له احتضنته مدينة الداخلة.

وعبّر المتحدث ذاته عن سعادته البالغة لأن الفيلم عرض في الأقاليم الجنوبية، إذ يحكي العمل قصة عائلة من هذه المنطقة واللقاء مع الجمهور هناك كان مهما بالنسبة له بسبب رغبته في اكتشاف ردة فعل مباشرة.

وأبرز بوحنانة أنه تربطه علاقة خاصة بمدينة الداخلة ويكن لها حبا خالصا؛ لأن والده قضى فيها آخر أيام حياته، مشيرا إلى أنه حظي بمفاجأة جميلة جدا، حيث حضر عدد كبير من سكان المنطقة المهرجان؛ وعند نهاية العرض امتلأت الصالة بالبكاء والزغاريد والتصفيقات الحارة، وصرح له بعض الحاضرين الذين عاشوا تلك الفترة بأن الشريط ينقل أحداثا واقعية مائة في المائة.

وعن فكرة شريط “صحاري- سلم وسعى”، قال المخرج المغربي، في حديثه لهسبريس، إنها مستوحاة من قصة فراق والده وإخوته، حيث يسلط العمل الضوء على قصة ثلاثة إخوة من الأقاليم الجنوبية تدفعهم الظروف إلى القيام بثلاثة اختيارات مختلفة خلال خروج المستعمر الإسباني من الصحراء المغربية سنة 1975، بحيث يدافع حَمّدْ بشدة عن الوحدة الترابية للمغرب، بينما تلتحق السالكة بمخيمات تندوف في الجزائر، أما اعْمْر فيختار الحياد والعيش وسط الصحراء الموريتانية؛ ولكن على الرغم من المسافة التي تفصل بينهم، تبقى الذاكرة تجمعهم متشبثين بأمل اللقاء.

وأوضح الطيب بوحنانة أن الفيلم استغرق منه ست سنوات، وهو وقت طويل؛ لكن كان بحاجة إليه، حيث تم الشروع في الكتابة سنة 2017، ثم في سنة 2018 حصل على دعم لتطوير الكتابة، ثم بعد ذلك طرح السيناريو وحصل على دعم قبل الإنتاج، ثم أخذ وقتا كاملا لكي يستقطب مداخيل أخرى ويستعد للعمل الذي كان يريد أن يكون في المستوى.

وأضاف أن الطاقم شرع في التصوير شهر مارس 2020؛ غير أن جائحة كورونا اجتاحت العالم، فوجدوا أنفسهم متوقفين عن التصوير بعد خمسة أيام فقط من انطلاقه وواجهوا بعد ذلك صعوبات مادية كبيرة، موضحا أن المركز السينمائي المغربي كان السند الأول والأخير للفيلم وساعدهم كثيرا بعدما تخلى عنهم البعض بسبب الأزمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى