“الآخر بيننا”.. أحدث مؤلفات الوزاني يكتشف صورة العرب عند أعلام أجانب
الأربعاء 21 يونيو 2023 – 02:00
بعنوان “الآخر بيننا” يصدر أحدث مؤلفات حسن الوزاني، الأستاذ الجامعي والمدير السابق لمديرية الكتاب بوزارة الثقافة، ضاما “حوارات مع مترجمين ومستشرقين من العالم”، يشتغلون على نقل الأدب العربي إلى مختلف اللغات العالمية، ويهتمون بدراسة الثقافة العربية في مختلف أبعادها.
ومن الأسماء الحاضرة في الكتاب الصادر عن دار ملتقى الطرق، ضمن سلسلة “مواعد”، البريطاني جيمس إي مونتغمري، والإسباني غونزالو فرناندز باريا، والألمانية لاريسا بندر، والإسباني بابلو غارسيا سواريز، والأمريكي مايكل كوبرسون، والصيني تشانغ هونغ يي، وأليكس إلينسون من الولايات المتحدة الأمريكية، والصيني هو يوي شيانغ، وديبوراه كابشن من أمريكا، والفرنسي فرانس ماير، والصيني شوي تشينغ قوه، والأمريكي تشيب روسيتي، والإسباني إغناثيو فيراندو، والصيني تشن تشنغ، والإسبانية اللبنانية فكتوريا خريش، وجستن ستيرنز من أمريكا، ولين فنغمين من الصين، والفرنسية كاترين شاريو، والإسباني فرانسيسكو موسكوسو غارسيا.
ويكتب حسن الوزاني أنه في حوارات جمعته بأزيد من ثلاثين شاعرا أجنبيا من مجمل القارات سبق صدرت في كتابه “يتلهون بالغيم” اقترب “بشكل كبير من الجهل الذي يحيط بصورتنا كعرب لدى عدد منهم. وفي أكثر من مرة، كان يتردد كتاب (ألف ليلة وليلة) ضمن أجوبة الشعراء عن أسئلتي الخاصة باطلاعهم على ملامح الثقافة العربية. وبذلك يبدون كما لو أنهم ما زالوا يتخيلون الشرق فصلا من حكاية أسطورية لم تنته بعد”.
وأضاف: “إن هذا الأمر يعود أساسا إلى محدودية الترجمة التي يمكن أن تشكل حلقة الوصل بين الثقافة العربية والثقافات الإنسانية. كما أن تعليق مسؤولية الأمر على الآخر أمرٌ غير صائب، لأنه غير مطالب بالبحث هنا”.
ثم زاد شارحا: “الأكيد أن موضوع الترجمة يكتسي أهمية كبرى، خصوصا في سياقات مجتمعات تعيش هوية لغوية ملتبسة، كما هو بالنسبة إلى كثير من البلدان العربية التي عاشت الاستعمار الأوروبي وورثت عنه لغاته. وإذا كانت لغات الآخر والكتابة بها قد تشكل أحيانا نافذة لهذه البلدان للتواصل مع العالم، فإن سوء تدبير المشهد اللغوي وغياب رؤية واضحة كرّسا التوزيع غير المتوازن لما تسميه الباحثة الفرنسية باسكال كازانوفا بالرأسمال الأدبي الكوني؛ وهو الرأسمال الذي يحتل في إطاره الأدب والإنتاج الثقافي العربي وضعا هامشيا، في مقابل هيمنة الآداب الأوروبية وغيرها من الجغرافيات الثقافية”.
هذا الوضع “ترسخ خصوصا مع تراجع الآداب المكتوبة بلغة المستعمر، سواء تعلق الأمر بالأدب المغاربي المكتوب بالفرنسية، أو بالأدب العربي المكتوب باللغة الإنكليزية، أو غيرها من اللغات”. لذلك، “تمثل الترجمة المدخل الأساس للبحث عن مكانة داخل هذا الكون. وهو الأمر الذي تعكسه حالة آداب دول صارت تشكل، كما يسمميها ريشارد جاكومون، “قوة أدبية”، وذلك بالرغم من كون هذه البلدان لم ترث لغة المستعمر. أما وصفتها في ذلك فهي جهدها على مستوى ترجمة آدابها إلى اللغات التي تشكل المعبر نحو العالم ونحو العالمية”.
وبعد التدريس بمعهد الدراسات الشرق أوسطية بجامعة بكين الصينية، والعودة إلى المغرب، اختار الوزاني “تجربة العودة إلى موضوع الترجمة والاستشراق عبر محاورة عدد من أعلامها من الأجانب”، حتى تلتقي “أصوات تنتمي إلى جغرافيات ولغات وأجيال مختلفة من خارج العالم العربي، يجمعهم انتصارهم للثقافة العربية ورغبتهم في التعريف بمعالمها، سواء عن طريق ترجمة النصوص العربية أو تحقيقها أو دراستها”، قبل أن يجمل الكاتب قائلا: “مع هذه الحوارات، نعيد اكتشاف صورتنا لدى الآخر الذي اختار أن يكون في جوار ثقافتنا”.