أستاذة تجر طالبا بكلية الطب إلى القضاء بسبب انتقاد امتحان على “فيسبوك”
خاض العشرات من الطلبة، صباح اليوم الأربعاء ببهو كلية الطب والصيدلة بوجدة، وقفة احتجاجية تضامنية مع زميل لهم إثر متابعته من قِبل أستاذة بالكلية نفسها أمام القضاء عقب نشره تدوينة على حسابه الخاص على موقع “فيسبوك” اعتبرتها المشتكية “تشهيرا”.
ورفع المحتجون شعارات عديدة تُدين الإجراء الذي أقدمت عليه الأستاذة في مواجهة المشتكى به، الذي قال بيان لـ”مجلس طلبة كلية الطب والصيدلة بوجدة” اطلعت عليه هسبريس “إنه عبّر عن رأيه حول موضوع امتحان مادة أمراض المفاصل والروماتيزم”.
في هذا السياق، اعتبر محمد أمين بوزياني، طالب بالسنة الثالثة بالكلية ونائب رئيس الشؤون الخارجية بمجلس طلبتها، إن لجوء أستاذة إلى القضاء في مواجهة طالب بسبب انتقاد امتحان خاص بها “سابقة في تاريخ الكلية”.
وأكد بوزياني، في حديثه إلى هسبريس، أن التدوينة المعنية بالشكاية أشارت إلى “ورود خطأ طبي في امتحان طلبة السنة الرابعة، الذي لم يحترم المعايير البيداغوجية، بحيث إن طلبة هذا المستوى لن يكون في إمكانهم حل الأسئلة الواردة فيه”.
وأبرز أنه، قبل نشر الامتحان من طرف الطالب المشتكى به، “تم تداوله بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعي وتعرّض لانتقادات عديدة”، مشدّدا على أن المنشور موضوع الشكاية “لم يشر فيه زميله إلى المشتكية”.
ورأى بوزياني في هذه الشكاية “قمعا لحرية تعبير الطلبة عن المشاكل التي تواجههم داخل الكلية”، مؤكدا أن مجلس الطلبة يدرس توجيه مراسلة تحمل تفاصيل هذه المشاكل إلى عدد من المسؤولين على مستوى جامعة محمد الأول ووزارة التعليم العالي، والدعوة إلى عرض الامتحان المعني على لجنة مختصّة.
وفضلا عن التضامن مع الطالب المعني بشكاية الأستاذة، ندّد المحتجون بـ”استدعاء” طالبين وواليي أمريهما من طرف عمادة الكلية، على خلفية تفاعلهما مع تدوينة الطالب المُتابع، فضلا عن النتائج التي أُعلن عنها صباح اليوم، والتي وصفوها بـ”الكارثية”.
في ردّه على ما ورد في بيان مجلس طلبة كلّية الطب والصيدلة بوجدة والأسئلة التي نقلناها إليه، قال خالد السراج، عميد كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة محمد الأول بوجدة، إن عمادة الكلية “غير مسؤولة عن شكاية تقدّمت بها أستاذة بصفتها الشخصية في مواجهة طالب”.
وأضاف السراج، في حديثه إلى هسبريس، أن “مجال تدخّل العمادة في هذا الموضوع لا يمكن أن يتجاوز الحوار الودي لمحاولة الوصول إلى حل”.
وأشار، في هذا السياق، إلى أن مكتبه توصّل بشكاية من الأستاذة المعنية، لكن بشأن طالبين آخرين، تم استدعاؤهما عملا بالإجراءات المتّبعة في هذا الشأن، حيث حضر أحدهما مرفوقا بوالي أمره، نافيا توجيه استدعاء إلى الأخير.
وبشأن الامتحان موضوع الاحتجاجات، قال عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة إنه “أسفر عن نجاح 90 في المائة من الطلبة الذين اجتازوه؛ فيما تبقى أمام الـ10 في المائة المتبقّية فرصة أخرى في الدورة الاستدراكية”.
وشدّد المسؤول ذاته على أن “الإشكال على المستوى البيداغوجي لم يعد مطروحا”، وخلص إلى القول: “أستطيع أن أؤكد أنه لن يُظلم أحد من الطلبة بعد استكمال الامتحانات بدورتيها العادية والاستدراكية خلال هذا الموسم”.
وتقرّر، وفق بيان مجلس طلبة كلّية الطب والصيدلة، متابعة الطالب المعني في حالة سراح بتهمة “بث وتوزيع ادعاءات ووقائع كاذبة باستعمال الأنظمة المعلوماتية بقصد المساس بالحياة الخاصة للأشخاص أو التشهير بهم، وتعيين أول جلسة محاكمة له يوم 18 يوليوز”.