رالي المغرب.. عبور من الغرب إلى الشرق
نظمت الثلاثاء بمدينة الدار البيضاء، ندوة صحافية لتقديم رالي المغرب 2023، تحت رعاية الملك محمد السادس، تم الكشف خلالها عن تفاصيل السباق ومساره.
وكشف دافييد كاستيرا، مدير رالي المغرب، خلال الندوة، عن مسار السباق المقرر إجراؤه بين 12 و18 أكتوبر من هذه السنة، والذي اعتبره “رحلة عبور من الغرب إلى الشرق” لأكبر صحاري المملكة من مدينة أكادير إلى مدينة مرزوكة.
وستنقسم هذه الدورة إلى خمس مراحل، ثلاث منها ستكون متكررة على شكل حلقة، بما مجموعه 2240 كيلومترا مع 1470 كيلومترا من التحديات الخاصة، وستستضيف مدينة زاكورة السباق لمدة ثلاثة أيام متتالية، فيما تحتضنه في اليومين الأخيرين مرزوكة حيث سيبيت كل المشاركين في المخيمات.
وتمتاز هذه الدورة باعتبارها نهائي بطولة العالم للراليات الصحراوية، حيث ستكون الجولة المغربية حاسمة، وستشكل الحدث الأخير قبل حلول عام 2024، كما تعتبر دورة رالي المغرب لهذه السنة بمثابة تدريب عام لرالي داكار لجميع الهواة والمحترفين الذين سيكونون حاضرين.
من جهتها، أكدت اللجنة المنظمة أنها ستُقيم حفلا استثنائيا لتوزيع الجوائز مساء يوم النهائي في الأجواء الساحرة لكثبان مرزوكة.
وفضلا عن الرياضة، سيتقاسم رالي المغرب فعالياته المختلفة مع المغاربة؛ ففي مدينة أكادير ستُنظم حفلة موسيقية في وسط المدينة مع بداية السباق، وفي مدينة زاكورة سيتم افتتاح ملعب رياضي يخصص للمدارس، وفي مرزوكة ستتابع القافلة الطبية الحدث بتقديم خدماتها الصحية عبر جولة لفائدة ساكنة المناطق النائية.
وستقام الجولة الأخيرة من بطولة العالم للراليات “2023 F.I.A” و”F.I.M” في الملعب الكبير أدرار في أكادير، وستجرى، كما في العام الماضي، الفحوصات الإدارية والفنية التقليدية اعتبارًا من 11 أكتوبر بعد الظهر.
التظاهرة الرياضة ستنطلق يوم 13 أكتوبر عند مدخل مدينة أكادير، وستقام منصة في وسط المدينة على طريق عودة المتنافسين، حيث يمكن للسكان المحليين والسياح من خلال الاستعراض مشاهدة نجوم وكذا هواة الميدان عن قرب.
في اليوم التالي، سينطلق المتنافسون في المرحلة الأولى بين أكادير وزاكورة، قبل الاستقرار لمدة ثلاث ليالٍ في مخيمات زاكورة. كما سيتم التنافس في المرحلتين 2 و3 في حلقة حول هذا المخيم. وتميز المرحلة 2 جمالية الكثبان الرملية لعرق شغاغة، وهي الأكثر اتساعا في المملكة.
وفي هذه المناسبة، سيتم الفصل بين سباقات “F.I.A” و”F.I.M” لضمان سلامة ومتعة سائقي الدراجات، ولكنه يشكل أيضًا تحديا لسائقي السيارات التي ستفتتح المسار دون الاستفادة من الآثار التي تتركها عادة الدراجات النارية والدراجات النارية الرباعية.
وستكون المرحلة 3 هي الوحيدة بدون عبور للكثبان الرملية، لكن التقنية والاستعراض سيكونان حاضرين. ولا يوم راحة في رالي المغرب! كما أعلن ديفيد كاستير أن “المرحلة 4 بين زاكورة ومرزوكة ستكون الأصعب وستشكل التحدي الحقيقي في هذه النسخة؛ أولا من حيث الوقت الذي يقضيه المتنافس في المسار الخاص، وأيضًا بسبب تنوع التضاريس: المسارات السريعة، والعديد من المسارات التي يجب كشفها خلال التنقل، والعشب، وعبور الكثبان الرملية”. كما سيسلط فيها الضوء على السائقين الأكثر احترافية.
وستكون المرحلة الأخيرة حول مرزوكة ذريعة جديدة لمواجهة المتنافسين بكثبان عرق الشبي الأعلى في المغرب، التي سيتم الاحتفال عند سفحها بنهاية السباق. نهاية نادرة لن تكون على سجادة حمراء في مدينة كبيرة ولكن بأقدام منغمسة في رمال الصحراء البرتقالية. أجواء طبيعية وبيئة سحرية لأمسية غير اعتيادية.
أما في نهائي 2023، سيكون رالي المغرب في صلب اهتمام المتنافسين على الألقاب الأسمى لعام 2023. وسيشكل الجولة الأخيرة قبل بداية موسم 2024، حيث سيجذب المغرب كبريات الفرق ونجوم الميدان، ولكن أيضًا الهواة. إذ سيساهم هذا الحدث القريب والمكتمل في تجهيزهم، فهو بمثابة تدريب أو “بروفة” حقيقية تسبق الحدث السعودي.
وفي فئة السيارات، يتوقع ظهور ستيفان بيترهانسيل، المعروف أيضًا باسم “ميستر داكار”، على عجلة القيادة بسيارته “أودي” الرسمية التي طغى حضورها منذ يناير الماضي. أما ناصر العطية (Toyota Gazoo Racing)، فسيكون له هدف مزدوج: الفوز باللقب السابع في المغرب ولقب بطولة العالم الثاني ضد سيباستيان لويب (Bahrain Raid Xtreme) وحامل اللقب غيرلان شيشريت (GCK Motorsport) وآخرين.
وفي فئة الدراجات النارية، يمكن لـ”هوندا” أن تدشن مركبة جديدة تمامًا قبيل داكار. ومن أجل إعداد المنافسين لتحديات موسم “W2RC” القادم، سيتولى رالي المغرب مرة أخرى مركزه كمتسابق أول في الميدان. وسيزود جميع المنافسين بدليل الطريق الإلكتروني، وسيكون الأول من نوعه بالنسبة لسائقي الدراجات النارية والدراجات النارية الرباعية.
وكما هو الحال بالنسبة للمحترفين والهواة الدوليين، فإن رالي المغرب هو نقطة انطلاق رائعة للسائقين القاريين لفريق الرالي الأفريقي. وبدعم من الاتحادات المغربية للسيارات والدراجات النارية والشركاء الرئيسيين في رالي المغرب: “أفريقيا” و”اتصالات المغرب” و”OCP”، فإن الترويج الثاني لهذا البرنامج الطموح، لتوجيه جيل المستقبل من السائقين الأفارقة، سيتم في افتتاح الحدث.
في 17 و18 يونيو، شارك نحو 20 مرشحا في الدورة التدريبية التي نظمت في مرزوكة. ومثلت ثلاث جنسيات في التجمع الأول لهذا الموسم، فإلى جانب المرشحين المغاربة، كان الموريتانيون والسنغاليون حاضرين، مما يدل على التأثير العابر للحدود الوطنية لهذه المدرسة الشابة للرالي الأفريقي.
ووعد ديفيد كاستيرا، ولويك مينودييه، سائق الدراجات النارية السابق الذي أصبح رائدا في المجال (السابع في 2022 داكار)، بإعداد ورش نظري قبل التطبيق العملي لدليل الطريق. وستتم قريبا دعوة المرشحين المناسبين للشروع في المغامرة والمشاركة في النسخة القادمة من رالي المغرب الذي سينطلق التسجيل فيه. أما بالنسبة للمرشحين الآخرين، فسيستمر التدريب في مساعدتهم للاقتراب من حلمهم خطوة خطوة.