الرئيس الأوكراني يقر بإحراز تقدم بطيء ويصف الهجوم بأنه ” ليس فيلما من أفلام هوليوود”

وقال زيلينسكي إن شن هجوم عسكري ليس سهلا، نظرا لأن القوات الروسية وضعت ألغاما في 200 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية.

وأضاف: “بغض النظر عما يريده البعض، بما في ذلك محاولات الضغط علينا، مع كل الاحترام، سوف نحرز تقدما في ساحة المعركة بالطريقة التي نراها أفضل”.

وشدد زيلينسكي على ضرورة حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية من حلف الناتو، بيد أنه قال إن الهدف في النهاية هو عضوية الحلف الدفاعي.

وأوضح الأمين العام لحف الناتو، الأسبوع الجاري، عدم وجود خطة مطروحة لإصدار دعوة لأوكرانيا في قمة الحلف التي تنعقد الشهر المقبل في ليتوانيا.

وقال الزعيم الأوكراني: “(ينس) ستولتنبرغ يعرف موقفي، قلنا لهم عدة مرات: لا تعرقلوا جهودنا”.

وطرح زيلينسكي مرة أخرى مبرر حصول أوكرانيا على طائرات إف-16 الأمريكية، وقال إنه يعتقد أن الطيارين المقاتلين بإمكانهم بدء التدريب في أقرب وقت في أغسطس/آب، وأن أول دفعة من الطائرات يمكن أن تصل في غضون ستة أو سبعة أشهر.

جاءت تصريحات زيلينسكي لبي بي سي بمناسبة انعقاد مؤتمر إعمار أوكرانيا في العاصمة البريطانية لندن، الذي يركز على الدور الذي يمكن أن ينهض به القطاع الخاص في إعمار بلاده، كما تحدث في وقت لاحق خلال المؤتمر، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك.

وسجل الاقتصاد الأوكراني انكماشا بنسبة 29.2 في المائة عام 2022، كما قدر البنك الدولي، في وقت سابق العام الجاري، فاتورة الإعمار والتعافي بمبلغ 411 مليار دولار.

وقال الزعيم الأوكراني لبي بي سي إن الدعم الذي يحتاجه ليس من أجل التعافي فحسب، بل من أجل عمليات التحول.

وأضاف: “الخطوات السريعة” التي يتعين عملها فورا تشمل إيجاد أماكن للعيش، وإعادة بناء سد كاخوفكا المدمر، وإضفاء لامركزية على شبكة الطاقة.

وقال: “لكننا نتحدث على نطاق أوسع عن التحول في أوكرانيا. أوكرانيا هذه ليست فقط بمجمعاتها من الطاقة والزراعة والصناعات، بل بإصلاحاتها التي يمكننا أن نشهدها”.

كما تحدث زيلينسكي عن “رقمنة أوكرانيا” وكذلك الإصلاحات القضائية ومكافحة الفساد.

وردا على سؤال كيف تبدو نهاية الحرب في هذه المرحلة، قال: “الانتصارات في ساحة المعركة ضرورية”، وأوكرانيا لن يهدأ لها بال، بغض النظر من هو الرئيس في موسكو، طالما بقيت روسيا على أراض أوكرانية.

وأضاف: “بعيدا عن حجم التقدم الذي نحرزه في هجومنا المضاد، لن نوافق على صراع متجمد لأنها حرب، وهذا تطور غير متوقع لأوكرانيا”.

وكانت روسيا قد أعلنت قبل أيام أنها نقلت أسلحة نووية تكتيكية إلى بيلاروسيا، وحذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من تهديد نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، باستخدامها بالفعل.

وردا على سؤال لزيلينسكي يستوضح إذا كان يقلقه هذا التهديد، قال: “بوتين يشكل خطرا علينا منذ عام 2014 عندما احتل أول أراضينا”.

وأضاف: “سيتحدث عن استخدام أسلحة نووية، لا أعتقد أنه مستعد لعمل ذلك لأنه يخاف على حياته، إنه يحبها كثيرا. لكن لا أملك ما أجزم به، خاصة بالنسبة لشخص لا علاقة له بالواقع، شن في القرن الحادي والعشرين حربا شاملة على جاره”.

وطلبت من الرئيس الأوكراني رد فعله على تصريح بوتين أمام مؤتمر دولي في سان بطرسبرغ الأسبوع الماضي بأنه (زيلينسكي) “وصمة عار على الشعب اليهودي”، وكان من الواضح أنه فوجيء بالسؤال.

كان زيلينسكي قد فقد العديد من أقاربه في الهولوكوست، بمن فيهم جده.

بيد أنه أخذ نفسا عميقا، ونظر للأسفل، وقال بعد ثوان إنه ليس متأكدا تماما من كيفية الإجابة عن السؤال.

وأضاف: “يبدو الأمر كما لو أنه (بوتين) لا يفهم كلماته تماما. أعتذر، لكن يبدو أنه ثاني ملوك معاداة السامية بعد هتلر”.

وقال زيلينسكي: “إنه رئيس دولة يتحدث. العالم المتحضر لا يتحدث بهذه الطريقة. لكن يهمني أن أسمع رد فعل العالم وأنا ممتن للدعم”.