تجميد البويضات: مشاركة تجربتي على وسائل التواصل “كادت أن تحطمني”
- تشارلي جونز
- بي بي سي نيوز، إسيكس
عندما بدأت فيكي باتيسون عملية تجميد بويضاتها، إذ شعرت بأنها غير مستعدة بعد للإنجاب، قررت مشاركة متابعيها على وسائل التواصل الاجتماعي في رحلتها.
تقول فيكي: “الشفافية كانت مهمة بالنسبة لي، لأنه ليس هناك ما يكفي من المعلومات الحقيقية والصادقة المتاحة للناس”.
لكن نجمة برامج تلفزيون الواقع البالغة من العمر 35 عاما، والتي تعيش في مقاطعة إسيكس بإنجلترا، بدأت تشعر بالقلق من أنها ربما قد تكون قد أخطأت عند عرض هذا الجانب من حياتها الشخصية على متابعيها على إنستغرام البالغ عددهم 5.4 مليون متابع.
تقول: “تلقيت رسائل بشعة للغاية. لقد أخطأت في تقدير مدى الشعور بالحزن والانزعاج الذي قد يتسبب فيه ذلك للآخرين. فالحديث عن مسألة الخصوبة من شأنه أن يثير مشاعر حزينة لدى البعض لأن نهايتها لا تكون دائما سعيدة. حاولت أن أتناول الموضوع بحساسية، لكنني لم أكن متأهبة لردود الفعل القاسية التي صدرت عن البعض”.
اضطرت فيكي، التي اشتهرت من خلال مشاركتها في برنامج تلفزيون الواقع “Geordie Shore” الذي كان يصور في مدينة نيوكاسل، مسقط رأسها، إلى أن تأخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي.
“كان الناس يقولون: ‘لماذا لا تنجبين طفلا إذا كان لديك الآن شريك في الحياة؟ ‘ إنها أفكار مسمومة عفا عليها الزمن. فأنا أعرف الكثير من النساء اللاتي أنجبن أطفالا من رجال غير مناسبين لأنهن كن يخشين نفاد الوقت”.
“لماذا لا نحتفي بالنساء اللاتي يقلن ‘إن هذا الوقت ليس مناسبا لي، وأنا أريد أن أعطي أطفالي المستقبليين أفضل بداية في الحياة ؟ من المهم جدا أن ندرك جميعا أن هناك العديد من السبل التي تؤدي إلى الأمومة”.
تجهش فيكي بالبكاء وهي تتذكر الرسالة التي جعلتها تدرك أنها اتخذت القرار الصائب عندما تحدثت عن تفاصيل رحلتها مع عملية تجميد البويضات.
“قالت تلك السيدة: ‘لم تخض أي من صديقاتي هذه التجربة، وكنت أشعر بالوحدة والخوف وكرهت الحقن التي كانت تعطى لي، لكنني كنت أعود إلى المنزل في نهاية كل يوم لأرى ما إذا كنت أنت أيضا ذهبتي لأخذ حقنك'”.
“خففت [الرسالة] من شعوري بالوحدة، وأحسست أنني بطريقة ما أمنح الناس شعورا بالسلوى”.
كانت فيكي، وهي أيضا كاتبة ومقدمة بودكاست، قد أعلنت خلال حلولها ضيفة على برنامج Loose Women في عام 2015 أنها لا ترغب في إنجاب أطفال.
تقول فيكي: “لم تكن غريزة الأمومة لدي قوية على الإطلاق، فلطالما كنت أركز على حياتي المهنية. ظللت أنتظر تلك اللحظة التي أشعر فيها برغبة ملحة في الإنجاب، لكنها لم تأت أبدا”.
“وكلما تقدمت في العمر، كلما شعرت بالخوف من أن هذه اللحظة ربما تأتي في مرحلة عمرية يكون فيها جسمي غير قادر على الحمل بشكل طبيعي”.
بدأت فيكي في التفكير في عملية تجميد البويضات وهي في بداية الثلاثينات من عمرها، بعد أن أصبحت عازبة مرة أخرى. ثم تعرفت على خطيبها إركان رمضان، وأصبحت “في غاية السعادة”.
“بدأت أرغب في أشياء لم يكن لي فيها رغبة من قبل، كأن أعيش في منزل وليس في شقة في لندن، وأن اقتني كلابا، وأن أعيش حياة ذات إيقاع أبطأ، ثم بدأت في التفكير في الأطفال.
“ولكن رغم أنني سعيدة في علاقتي، فإنها ما زالت في مهدها، وإركان أصغر مني سنا وليس مستعدا [لإنجاب الأطفال] هو الآخر. كان قرارا مشتركا. إننا متحابين، لكننا لا نريد أن نتعرض لهذا الضغط”.
ماذا يعني تجميد البويضات؟
تشمل دورة تجميد البويضات تناول أدوية لتعزيز عملية إنتاج البويضات، التي يتم التقاطها من المبيضين خلال جراحة تخضع خلالها المرأة للتخدير الكلي أو الجزئي، وتُجمَد تلك البويضات لاستخدامها في المستقبل.
يشار إلى أن عمليات تجميد البويضات ارتفعت إلى عشر أمثالها خلال العقد الماضي في المملكة المتحدة من حوالي 230 دورة علاج في عام 2009، إلى قرابة 2400 دورة في عام 2019.
وفي عام 2021، أصبح السن الأكثر شيوعا لتجميد البويضات هو 35 عاما، ويعتمد نجاح تلك العمليات بشكل كبير على عمر المرأة عند تجميد البويضات، إذ ترتفع معدلات النجاح لدى النساء اللاتي تبلغ أعمارهن 35 عاما أو أقل.
اضطرت فيكي إلى اتخاذ قرار آخر صعب يتعلق بعدد البويضات المخصبة بحيوانات إركان المنوية.
تقول: “لقد جرحني [رجال آخرون] من قبل، ومن الرعونة ألا تكون لدي خطة بديلة، لذا قررت الإبقاء على بعض البويضات بدون تخصيب. وبذلك أكون قد أمّنت سعادتي المستقبلة”.
“أقنعت نفسي بأنه سيكون حوارا محرجا، لكن إركان كان متفهما ومؤيدا لي بشكل كبير”.
بدأت فيكي وإركان في إجراء اختبارات في عيادة خاصة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنهما اضطرا إلى وقف العلاج بعد اكتشاف وجود كيس على أحد مبيضي فيكي.
“شعرت بخيبة أمل لأنني كانت لدي تلك الخطة الكبيرة. كنت أضع الكثير من الضغوط على نفسي وعلى جسدي. أنا ممتنة للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي لأنها منحتني ذلك المجتمع الذي أحصل منه على النصح”.
اضطرت فيكي وإركان إلى الانتظار حتى أبريل/نيسان قبل استخراج البويضات، لكن العملية لم تتم بسلاسة.
“في اليوم العاشر تقريبا، لم تكن حويصلات البويضات في المكان الصحيح، وكان الحل هو زيادة جرعة الهرمونات التي أتعاطاها. كنت أعاني بالفعل في تلك المرحلة، لكنني بدأت أبكي بشكل عشوائي. إنها فترة عصيبة للغاية على جسدك وعقلك.
“حاولت جاهدة أن أظهر الأيام السعيدة وتلك الصعبة [على وسائل التواصل]. كنت متوترة وقلقة للغاية من الحقن، لكنها لم تكن بهذا السوء، بيد أنني لم أكن أدرك حجم المشكلة التي ستتسبب فيها الهرمونات”.
تم تحويل ثلاث من بويضات فيكي إلى أجنة قيل لها إن فرص أن تؤدي إلى الإنجاب تبلغ 20 في المئة، وقررت أن تحتفظ بثلاث بويضات غير مخصبة تبلغ فرصها 10 في المئة.
“لقد قلل ذلك الضغط الذي كنت أشعر به بشكل كبير. كنا نخطط لحفل زفاف، ونريد أن نستمتع بالحياة الزوجية. لقد منحنا ذلك رفاهية الوقت والخيارات”.
تضيف فيكي إن العملية مكلفة، إذ إن نظام الرعاية الصحية الوطني في المملكة المتحدة لا يمول تجميد البويضات إلا لأسباب طبية معينة، على سبيل المثال، قبيل خضوع المرأة لعلاج السرطان.
“أشعر بامتنان شديد لكوني في موقف سمح لي بإجرائها. وفي رأيي، ينبغي أن تكون العملية متاحة للمزيد من النساء”.
“لقد قضيت كل حياتي أتعجل الحب لكي أتمكن من أن أفعل كل الأشياء التي ظننت أن المرأة يجب أن تفعلها، لكنني الآن أفعل الأشياء عندما يكون الوقت مناسبا، ولذا أشعر بالمزيد من الثقة والقدرة على التحكم في زمام أموري”.
صورت فيكي يومياتها بالفيديو خلال العملية برمتها، والتي سيتم عرضها على برنامج لورين Lorraine بقناة آي تي في 1 (ITV1).
“أملي هو أن تساعد [تلك اليوميات] النساء اللاتي يواجهن صعوبات خلال [عملية تجميد البويضات]، وأيضا أن تشجع الآخرين على المزيد من التفهم والتعاطف في هذا الموضوع، فضلا عن مساعدة النساء في تحقيق خياراتهن”.