ألعاب الرعب: كيف تمثل مساحة آمنة وممتعة للبعض؟
- أندرو روجرز
- بي بي سي نيوزبيت
قد لا تبدو مشاهدة ردود فعل الأشخاص وهم يقفزون ويصرخون ويشعرون بالخوف، أكثر الأشياء الممتعة أو المريحة، عبر الفضاء الإلكتروني.
لكن رغم هذا، فألعاب الرعب – التي تدفع لاعبيها لذلك القفز والصراخ – هي من بين أكثر أنواع البثوث المباشر شهرة على المنصات الرقمية، مثل يوتيوب وتويتش -خدمة البث المباشر للفيديو.
وتوجد أمام اللاعبين وصانعي المحتوى خيارات عديدة لهذا النوع من الألعاب، فقد صدرت هذا العام نسخ جديدة معدلة لألعاب الرعب مثل لعبة “Dead Space” و “Resident Evil4”.
ولا شك أن المزيد من هذه الألعاب قادم في الطريق، وربما لن يكون هذا الأمر مفاجئا، فاللعب الممزوج بإحساس الرعب، يشكلان توليفة تسير بشكل جيد مع العديد من الألعاب الإلكترونية.
وهذه التوليفة ممتازة للاعبي البث المباشر “ستريمرز”، الذين يعتمدون على ردود الأفعال الانفعالية، بهدف جذب المعجبين من أجل متابعتهم حتى النهاية.
وقد قال بعض اللاعبين لبرنامج “بي بي سي نيوزبيت” إنهم يجدون هذا النوع من الألعاب بشكل خاص جذابا ومميزا.
يقول لاعبو البث المباشر – ممن ينتمون إلى مجتمع الميم أو أصحاب البشرة السوداء – إن ألعاب الرعب تجعل المهمشين داخل مجتمعاتهم يشعرون بالأمان والسعادة.
كما أنهم يعتقدون أن من يشاهدهم عبر الإنترنت، يأتي حتى يشعر بالانتماء – الذي لا يحصل عليه في أي مكان آخر.
سامي – والذي يصف نفسه بأنه “ستريمر” الرعب الغريب – يقول إنه يبث محتواه لأكثر من 20 ألف معجب، لأجل مساعدة الناس على تكوين علاقات جديدة.
يقول سامي:” لقد جمعنا البث المباشر بالكثير من الأشخاص. وعبر البث يمكننا إجراء محادثات مذهلة، إنه بمثابة نادٍ للكتاب”.
يرى سامي، وهو من عشاق أفلام الرعب منذ زمن طويل، أن فكرة انضمامه إلى عالم البث المباشر الخاص بألعاب الرعب كانت فكرة منطقية للغاية.
وبدأ سامي مسيرته عندما بدأ اللعب من منظور الشخصية التي يتحكم فيها، وكأنه ينظر من خلال عيون تلك الشخصية في اللعبة، ثم بدأ أسلوبه بالتطور لاحقا.
يقول سامي: “في بداية الأمر أعتقدت إلى حد ما أن معظم الأشخاص لن يهتموا بمشاهدة هذا النوع من المحتوى. فهو مكان يهم القليل فقط من الناس”.
ويضيف: “لكن مع مرور الوقت، أدركت أن هناك مجتمعا كبيرا يستمتع بمشاهدة الأشخاص المرعوبين والمنفعلين. نعم أعتقد أنها تجربة مثيرة من الناحية العاطفية، خاصة أنك تشاركها مع أشخاص آخرين”.
وتتفق شاني – المعروفة باسم Lilzesst على موقع تويتش- مع سامي بأنها تجربة مثيرة.
تقول شاني إن ألعاب الرعب لها جاذبية خاصة عند منشئي البث المباشر من أصحاب البشرة السوداء، مثلها.
وتضيف:” أنا شخص عصبي ومنفعل، وأعلم أن جمهوري يحب هذا النوع من الأداء، إن ألعاب الرعب هي الفضاء الآمن لكثير من الأقليات حتى تلتقي وتتعارف”.
وتتابع بالقول:” من السهل هنا أن تبني علاقات مع أشخاص من مختلف الأطياف، الآن لدي الكثير من الأصدقاء الرائعين من خلال لعب هذه الألعاب، وأعتقد بصراحة أنهم سيظلون أصدقائي مدى الحياة”
واحدة من أكثر الألعاب شهرة على موقع تويتش هي لعبة Dead By Daylight.
وفي هذه اللعبة غير المتكافئة (أربعة مقابل واحد)، يقوم أربعة أشخاص بلعب دور الناجين، في محاولة منهم للهرب من قاتل متوحش يؤدي دوره اللاعب الخامس، الذي يحاول القضاء على الفريق بأكمله، قبل أن يتمكنوا من إيجاد مهرب.
أضافت لعبة Dead By Daylight، التي تم إطلاقها عام 2016، عددا من أيقونات الرعب الشهيرة إلى واجهتها التفاعلية – مثل أيقونة وجه الشبح في فيلم Scream والشخصية الخيالية في فيلم Freddy Krueger.
يصف ماثيو كوت – المبرمج في شركة تطوير ألعاب الفيديو Behaviour Interactive – اللعبة بأنها “متحف رعب”، فهي تحوي العديد من العناصر المفضلة لمحبيها.
يُشار إلى لعبة Dead By Daylight بأنها لقيت اهتمامَ اللاعبين من مجتمع الميم – الذين انجذبوا إليها منذ لحظة إصدارها.
يقول ماثيو إن الانجذاب كان “نوعا من الصدفة في البداية”.
ويضيف: “أي مجموعة تتعرض للتنمر أو النبذ، تتفاعل عادة بشكل قوي مع ألعاب الرعب، فهي تربط الناس بطريقة لا تتمكن الأفلام الحركية أو الأنماط الأخرى من الألعاب توفيرها”.
ومنذ ذلك الحين، تحتضن شركة Behaviour Interactive المطورة للعبة، جميع اللاعبين المنتمين إلى مجتمع الميم، كما أنها تأخذ بعين الاعتبار تعليقاتهم وتستجيب لها.
والعام الماضي كشفت الشركة المطورة للعبة عبر مؤسسة GaymerX – وهي مؤسسة أمريكية غير ربحية تدعم مجتمع الميم في عالم الألعاب – أن واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في اللعبة تنتمي لمجتمع الميم.
يقول ماثيو إن الإصغاء إلى ملاحظات أفراد مجتمع الميم أتاح للشركة ” خلق شخصيات يمكن للناس تقديم أنفسهم من خلالها”.
يضيف أيضا: “لقد ابتعدنا نوعا ما عن تقديم أفلام الرعب الشهيرة في فترة السبعينيات والثمانينيات، حيث يكون البطل شخصا ذكيا للغاية أو يمتلك قدرات جسدية كبيرة، كل هذه النماذح كانت لها شعبية في ذلك الوقت، أما الآن فقد حان المضي قدما لتقديم الجديد”.
تقول شاني، التي لعبت Dead By Daylight مرات عديدة، إن لاعبين من أصحاب البشرة السوداء تقدموا بشكاوى للشركة المطورة، تفيد بعترضهم لبعض المضايقات العنصرية.
وتضيف أن الجدل السابق حول وجود بعض الأدوات داخل اللعبة والتي تسمح باستخدام مستحضرات تجميل تصبغ “الوجه باللون الأسود”، هو أمر عنصري يدعو للكراهية، وتقول شاني إن الشركة وبعد سنوات من الشكاوى قررت إزالة بعض مستحضرات التجميل من اللعبة والتي تعد مضايقات عنصرية ضد اللاعبين السود.
وفي الوقت نفسه، تثني شاني على سياسة “حسن الاستماع” التي تتبناها الشركة، والسماح للجميع بإجراء محادثات بناءة وفعالة مع طاقم الشركة.
تقول شاني:” يمتلك مطورو اللعبة بعد نظر، وربما سيساعدهم هذا مستقبلا عند تطوير المزيد من الألعاب”.