كيف ترون تداعيات انهيار السودان على دول جواره؟
لم تكن التحذيرات، التي أطلقها مالك عقار، نائب رئيس مجلس السيادة السوداني لدى وجوده في القاهرة، من تداعيات انهيار السودان على دول الجوار، بمثابة الأمر الجديد، إذ أن الكثير من التحليلات التي استشرفت تداعيات الحرب الدائرة في السودان، كانت قد نبهت إلى أن الدول المجاورة، لن تكون بمنأى عن الأزمات والإنهيارات، في حالة حدوث انهيار السودان كدولة.
وقال مالك عقار خلال جلسة نقاشية ،بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية في القاهرة، إنه إذا انهار السودان في الصباح، فإن الدول المجاورة له ستنهار ليلا، مشيرا إلى أنه ورغم أن الدولة المصرية، لديها بنية تحتية قوية جدا، فإنها ومع استمرار الأزمة السودانية يمكن أن تتأثر.
ومع تصاعد الحرب في السودان، بين القوات المسلحة ،وقوات الدعم السريع وفي ظل عدم وجود حل يولح في الأفق، تعالت الأصوات التي تحذر من أن استمرار تلك الحرب واتساع رقعتها، سيكون له آثار كارثية على دول الجوار السبع ، مصر وليبيا وتشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وإثيوبيا وإريتريا، وهي في جلها دول تعاني من أزمات مختلفة، سياسيا واقتصاديا، وتتشابك مع عدة قضايا إقليمية، تمتد عبر السودان مثل قضية سد النهضة، هذا بالإضافة إلى ما حذر منه خبراء، من إمكانية تصاعد النشاط الإرهابي ونشاط العصابات الإجرامية على الحدود.
ولأن حدود السودان البرية، تمتد مع سبع دول مجاورة، فإننا سنورد نماذج من ثلاث دول، للأخطار التي يمثلها استمرار الصراع السوداني على دول الجوار.
تمثل الحرب الدائرة في السودان،وفق العديد من المراقبين، أحد أهم التحديات الإقليمية بالنسبة للدولة المصرية، ورغم أن الموقف المصري المعلن، تجاه ما يجري في السودان، يتسم بالحذر فإن القاهرة، تشعر بالقلق تجاه التطورات هناك، في وقت تعتبر فيه أن أولويتها الأولى، هي ملف سد النهضة والذي يعد السودان شريكا فيه.
ويعتبر المراقبون أيضا، أن مايجري في السودان، قد تكون له انعكاسات سلبية، على ملف سد النهضة نفسه، إذ أن استمرار الحرب واحتمالات انهيار الدولة السودانية، ربما يغري إثيوبيا ويقوي موقفها، الذي تتمسك به، في الخلاف الناشب بينها، وبين كل من مصر والسودان، فانهيار السودان سيضعف الجبهة المصرية في مواجهة إثيوبيا.
وبعيدا عن التداعيات السياسية والأمنية، تبدو التداعيات الاقتصادية لما يجري في السودان على مصر، الأكثر خطورة إذ أنه ومنذ اندلاع الحرب في السودان، زاد تدفق اللاجئين السودانيين الفارين إلى مصر عبر الحدود، وبوتيرة متسارعة، وقد دفع ذلك السلطات المصرية، إلى فرض تأشيرات دخول على كافة السودانيين القادمين إلى مصر، في محاولة لتقليل هذا التدفق.
ويمثل تزايد تدفق اللاجئين القادمين من السودان إلى مصر، ضغطا كبيرا على الاقتصاد المصري، الذي يعاني بالفعل في الوقت الحالي، كما يمثل ضغطا على مرافق البلاد، التي تعاني من أزمة اقتصادية، ومن تزايد في معدلات البطالة، وهو ما قد يدفعها إلى طلب دعم دولي.
تملك تشاد حدودا مع السودان، تمتد إلى ألف كيلومتر، وقد وصل إليها مايزيد على 30 ألف لاجئ سوداني، يتوزعون على 13 مخيماً للاجئين، بينما يتم تحديد موقع جديد، لاستضافة المزيد من الوافدين، ولا تعد تشاد في وضع أفضل بين دول جوار السودان .
ويمثل الخطر الأمني بالنسبة لتشاد،أهم تداعيات الحرب الدائرة في السودان، إذ يتشارك البلدان أصول حركات تمرد، وفصائل معارضة مسلحة، بفعل التداخل العرقي بينهما، وعلى سبيل المثال فقد انطلقت معظم الحركات المتمردة ،التي سعت لقلب أنظمة الحكم في تشاد من دارفور.
وتتخوف تشاد مع استمرار الحرب في السودان، من أن تجد نفسها مهددة بحرب طويلة في دارفور، بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، وهي حرب ذات طبيعة عرقية تتداخل عبر الحدود ، وكحال معظم دول الجوار مع السودان، فإن هناك مخاوف لدى السلطات التشادية، من استغلال عصابات إجرامية، ومجموعات إرهابية لحالة السيولة وعدم الانضباط الأمني عبر الحدود، وتشكيل مراكز لها ربما تهدد الدولة التشادية.
وبجانب كل تلك التداعيات الأمنية، فإن الوضع الاقتصادي في تشاد ليس بأحسن منه في السودان، وهناك مخاوف لدى السلطات التشادية، من أن يخلق استمرار تدفق الملايين من النازحين من السودان، أزمة معيشية لأهل تشاد وكذلك ضغطا على اقتصاد البلاد المتداعي.
أدى نزوح السودانيين بأعداد كبيرة، تجاه الحدود الليبية، منذ تفجر الأزمة السودانية، إلى إغلاق السلطات الليببية حدودها مع السودان، بعدما حذر مجلس النواب الليبي، مما وصفه بتأثيرات كبيرة.
وقد تحدثت العديد من التقارير، عن قوة العلاقة التي تربط الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا، بقائد قوات الدعم السريع السوداني محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، كما تناولت تقارير أيضا، انخراط ميلشيات الجنجويد، التي أفرزت الدعم السريع، في القتال بجانب قوات حفتر في ليبيا.
ووفق مراقبين، فإن حفتر ينظر إلى دعمه لقائد قوات الدعم السريع السودانية، على أنه جزء من تصفية حساباته، مع جماعة الإخوان المسلمين، إذ يعتبر أن النظام الإسلامي في السودان، كان يقف وراء وصولهم إلى السلطة في ليبيا، ومن ثم فإنه يدعم حميدتي، سعيا منه لعدم عودة الإسلاميين إلى السلطة في السودان.
ويرى مراقبون أن هزيمة حميدتي، ربما تحول منطقة الجنوب الليبي، إلى ملاذ آمن لجنوده الفارين، في حين أن انتصاره سيزيد من قوتهم في جنوب ليبيا، وسيحول المنطقة، إلى مركز إمداد لقوات الدعم السريع بالأسلحة والغذاء.
وكان تقرير أخير، لمجلة الإيكونومست البريطانية الرصينة، قد أشار إلى أن الصراع في السودان، سيكون ذا تأثير سلبي على الوضع في ليبيا المجاورة، لا سيما في المناطق الجنوبية من البلاد المعروفة باسم فزان.
وتوقع التقرير أن يؤدي استمرار حالة عدم اليقين السياسي في ليبيا، إلى جانب الصراع المعقد في السودان، إلى تأخير الانتقال السياسي في ليبيا، وتفاقم المخاطر الأمنية، مشيرا إلى أن القتال في السودان يهدد بعرقلة خطط إعادة المرتزقة السودانيين إلى وطنهم من ليبيا.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن 11 ألفاً من المرتزقة من السودان موجودون في ليبيا، وكان معظمهم يقاتلون في صفوف القوات المتحالفة مع الجيش الوطني الليبي الذي يرأسه خليفة حفتر، وفق إيكونوميست.
كيف ستكون تداعيات إنهيار السودان على الدول المجاورة له؟
حدثونا إذا كنتم تعيشون في دول جوار السودان عن تأثيرات النزوح السوداني على دول الجوار؟
كيف ستتأثر مصر باستمرا الحرب في السودان أمنيا واقتصاديا؟
وهل تمثل احتمالات خروج نظام جديد في السودان لايوالي مصر قلقا للقاهرة؟
كيف ترون موقف إثيوبيا بعد هذه التطورات المتالية فيما يتعلق بأزمة سد النهضة؟
هل تخلق أزمة اللاجئين السودانيين مخاطر اقتصادية لدول الجوار؟
وبرأيكم كيف يمكن معالجة كل تلك التداعيات؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 19 حزيران/ يونيو
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب