روسيا وأوكرانيا: القوات الأوكرانية تعلن تدمير مخزن كبير للذخيرة في منطقة خاضعة للسيطرة الروسية
أعلن سيرهي براتشوك، المتحدث باسم إدارة أوديسا العسكرية، الأحد، أن القوات الأوكرانية دمرت مخزناً “كبيراً” للذخيرة بالقرب من مدينة هينيتشسك الساحلية التي تحتلها روسيا والواقعة في منطقة خيرسون الجنوبية.
وقال براتشوك في مقطع فيديو نشر صباح الأحد: “وجهت قواتنا المسلحة ضربة قوية في الصباح- ضربة كان لها ضجيج كبير- في قرية رايكوف بمقاطعة هينيتشسك، في الأراضي المحتلة بصورة مؤقتة في منطقة خيرسون.”
وأضاف: “كان هناك مخزن كبير جداً للذخيرة، وقد تم تدميره.”
وقالت وكالة رويترز التي أوردت النبأ إنها لم تتمكن من التحقق من هذه المعلومة من مصدر مستقل.
ولم يصدر أي تعليق فوري من جانب روسيا حول هذا الهجوم المزعوم.
لكن وسائل إعلام أوكرانية نشرت مقاطع فيديو تظهر أعمدة هائلة من الدخان تتصاعد من بعيد في الأفق يصاحبها أصوات انفجارات.
وتبعد رايكوف حوالي 20 كيلومتراً عن هينيتشسك، وهي ميناء يطل على بحر آزوف جنوبي أوكرانيا، وكانت قد احتلته القوات الروسية منذ الأيام الأولى للغزو في فبراير/ شباط 2022.
ارتفاع حصيلة القتلى
وعلى صعيد آخر، قال مسؤولون أوكرانيون إن حصيلة القتلى من الفيضانات التي أعقبت تدمير سد “نوفا كاخوفكا” ارتفعت إلى 16 قتيلاً في أوكرانيا، بينما قال مسؤولون روس إن 29 شخصاً قضوا جراء الحادث في المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو.
وكان تدمير السد في 6 يونيو/ حزيران الجاري قد أدى إلى تدفق مياه الفيضان عبر مساحات شاسعة في جنوبي أوكرانيا وفي الأجزاء المحتلة من روسيا في أوكرانيا، مما أدى إلى تدمير الأراضي الزراعية وقطع إمدادات المياه عن المدنيين.
وقد تم إجلاء أكثر من 3,600 شخص من المناطق التي غمرتها مياه الفيضان في منطقتي خيرسون وميكولايف، بينما لا يزال 31 شخصاً في عداد المفقودين وحوالي 1,300 منزل تملؤها المياه، حسبما أفادت وزارة الداخلية الأوكرانية في قناتها على تليغرام السبت.
وتتهم أوكرانيا روسيا بتدمير السد الذي يعود بناؤه إلى الحقبة السوفييتية، والذي يخضع لسيطرة روسية منذ الأيام الأولى للغزو في 2022.
وقال فريق من الخبراء القانونيين الدوليين، الذين يساعدون المحققين الأوكرانيين في تحقيقاتهم، في نتائج أولية، الجمعة، إنه “من المحتمل جداً” أن يكون الانهيار الذي وقع في منطقة خيرسون الأوكرانية قد نجم عن متفجرات زرعها الروس.
أما الكريملين فيتهم كييف بتخريب السد الكهرومائي، الذي يحجز بحيرة بحجم بحيرة “غريت سولت ليك” الأمريكية، بهدف قطع مصدر أساسي للمياه عن القرم وتشتيت الانتباه عن الهجوم المضاد “المتعثر” ضد القوات الروسية.
الوساطة الإفريقية
وعلى الصعيد الدبلوماسي، أبلغ رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوسا، الذي يترأس وفداً أفريقياً يسعى إلى التوسط بين أوكرانيا وروسيا من أجل التوصل إلى حل سلمي يوقف الحرب الدائرة هناك، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لدى لقائه به أمس السبت بأن القتال يجب أن يتوقف.
وكان الوفد الإفريقي قد حدد مجموعة من المبادئ التي اعتبر الكريملين “تطبيقها صعباً للغاية”، وذلك بعد يوم واحد من استبعاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إجراء محادثات مع موسكو.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن الوفد جلب معه صوت قارة عانت بشكل سيء من تداعيات الصراع في أوكرانيا، وبخاصة في ظل تصاعد أسعار القمح.
وقال رامافوسا عقب إجرائه محادثات مع نظيره الروسي في ضواحي مدينة سانت بطرسبرغ إن “هذه الحرب يجب تسويتها…عبر المفاوضات ومن خلال الوسائل الدبلوماسية.”
وكانت السلطات الروسية قد حظرت عملياً استخدام كلمة “حرب” في وصف عمليتهم العسكرية الجارية في أوكرانيا.
وأضاف رامافوسا أن وفده، الذي يضم قادة ومسؤولين كبار من سبع دول أفريقية، “يرغب بإنهاء هذه الحرب”.
وحدد رامافوسا عشرة مبادئ، من بينها نزع فتيل التصعيد والاعتراف بسيادة الدول وضمانات أمنية لجميع الدول وعدم إعاقة صادرات القمح عبر البحر الأسود وإعادة أسرى الحرب والأطفال إلى بلدانهم الأصلية.
وضم الوفد الأفريقي رؤساء دول جنوب أفريقيا والسنغال وجزر القمر وزامبيا، بالإضافة إلى مسؤولين كبار من أوغندا ومصر والكونغو-براسفيل.
“مبادرة صعبة التطبيق”
نقلت وكالة الأنباء الروسية الرسمية “ريا نوفوستي” عن المتحدث باسم الكريملين ديمتري بيسكوف قوله إن “أي مبادرة سيكون من الصعب جداً تطبيقها”.
وقال بيسكوف عقب اجتماع القادة خلف أبواب مغلقة: “لكن الرئيس بوتين أبدى اهتماماً بدراستها (المبادرة)”.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الخطة “لم تتم صياغتها على الورق”.
أما بوتين فقد أشاد بالنهج “المتوازن” للوفد وقال إنه “منفتح على أجراء حوار بناء مع كل أولئك الذين يريدون تطبيق السلام بناء على مبادئ العدالة واحترام المصالح المشروعة للأطراف”.
وكانت موسكو قد كررت في السابق أن أي مفاوضات ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار “الوقائع الجديدة على الأرض”.
من جانبه، كرر زيلينسكي في حديثه الجمعة بعد دعوة رامافوسا إلى نزع فتيل التصعيد في أعقاب محادثاتهما في كييف، موقفه من أن أوكرانيا يجب أن تستعيد الأراضي التي خسرتها لروسيا من أجل تحقيق السلام.
وعندما انطلقت صفارات الانذار من غارة في كييف بعد وصول الوفد الجمعة، واجبرته على الاحتماء، قال زيلينسكي إن هذا يظهر أن بوتين إما لا يسيطر على جيشه أو أنه “غير عقلاني”.
الموقف من الحرب
هنالك انقسام بين الدول الأفريقية في الموقف إزاء الحرب في أوكرانيا. فبعض الدول تقف إلى جانب أوكرانيا، بينما يتخذ البعض الآخر موقفاً محايداً أو يقف في صف موسكو.
ويرى محللون تحدثوا إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن تحقيق السلام في أوكرانيا تبدو مهمة محفوفة بالمخاطر، في ظل قناعة كييف وموسكو بقدرة كل واحدة منها على الانتصار في ساحة المعركة.
وقد شنت أوكرانيا في وقت سابق من هذا الشهر هجوماً مضاداً طال انتظاره.
وأكد المسؤولون الروس، بما في ذلك بوتين، على أن الهجوم المضاد فاشل على الرغم من أن كييف تزعم تحقيق بعض المكاسب.
فقد قالت كييف مساء الجمعة إن وحداتها تحقق “نجاحات تكتيكية” في جميع المناطق التي تقاتل فيها في الجنوب تقريباً.
وفي غضون ذلك، قال الجيش الروسي إنه صد جميع الهجمات التي شنتها أوكرانيا.
تأثير الحرب على أفريقيا
على الرغم من شكوك المحللين من إمكانية تحقيق الوفد الأفريقي للسلام في أوكرانيا خلال مهمته، إلا أن هناك آمالاً بأن يحقق بعض الامتيازات والمكاسب.
فتأمين القابلية المستقبلية لعقد اتفاق يسمح للقمح من أوكرانيا بوصول الأسواق العالمية سيكون هدفاً محتملاً للوفد
وقال رامافوسا قبيل اجتماع ببوتين: “للحرب تأثير سلبي على القارة الأفريقية وبالتأكيد على الكثير من الدول الأخرى حول العالم.”
وقال بوتين إن “الأزمة في سوق الغذاء العالمي هي بلا شك إحدى نتائج” الصراع في أوكرانيا.
وتتهم روسيا الغرب بمنع صادراتها من الأسمدة وتهدد بالانسحاب من اتفاق- سينتهي في 17 يوليو/ تموز- أتاح استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية الحيوية عبر البحر الأسود.
وقال بوتين خلال اجتماعه بالوفد الأفريقي: “لا نعتقد أن شحنات القمح الأوكراني يمكنها أن تحل مشاكل الفقر والجوع.”