أخبار العالم

دقة التقويم الهجري بالمغرب تبدد الشكوك.. والخطأ في رؤية الهلال شبه منعدم



مع اقتراب المناسبات الدينية المرتبطة بالتقويم القمري، خاصة شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى، ينبري البعض إلى التشكيك في مصداقية تواريخ بداية الأشهر القمرية، رغم أن المغرب يعتبر من أكثر الدول الإسلامية دقة في هذا المجال.

“كْلينا نهار في رمضان”.. تتردد هذه العبارة عادة على ألسن البعض إذا أعلنت السلطات المكلفة بالأوقاف والشؤون الإسلامية أن شهر شعبان استوفى ثلاثين يوما، أو إذا أُعلن عن عيد الفطر بعد صيام 29 يوما. ويتم بناء هذا الاستنتاج مقارنة بالدول الإسلامية الأخرى.

ويُرتقب أن يتكرر “سيناريو التشكيك” في صدقية التقويم الهجري في المغرب مع حلول فاتح شهر ذي الحجة، الذي ينتظره المغاربة، مثل باقي شعوب البلدان الإسلامية، لمعرفة موعد عيد الأضحى هذه السنة، حيث يُتوقع أن يكون حجم الهلال كبيرا يوم العيد، حسب توقعات الباحثين في علم الفلك.

ويبني “المشككون” في دقة التقويم القمري مزاعمهم على حجم الهلال بعد رؤيته بالعين المجردة، فكلما كان حجم الهلال كبيرا كان ذلك بالنسبة إليهم دليلا على أن التقويم غير دقيق، لكن الفلكيين لهم ردود علمية على هذه المسألة، إذ يؤكدون أن دقة التقويم القمري لا تقاس بحجم الهلال.

ويؤكد عبد الحفيظ باني، مهندس وباحث فلكي، أن كلام الذين سيتحدثون عن كون تاريخ عيد الأضحى لهذه السنة غير دقيق، انطلاقا من الحجم الذي سيظهر به الهلال مساء آخر يوم من ذي القعدة، مردود عليه، مقدما تعليلا علميا للموضوع.

ووفق الحسابات الفلكية، فإن رؤية هلال فاتح ذي الحجة لن يكون ممكنا يوم 29 ذي القعدة، الذي يصادف 18 يونيو، مما يعني استيفاء الشهر القمري الحالي 30 يوما.

وحسب باني، سيظهر حجم الهلال كبيرا نوعا ما مساء اليوم الأخير من شهر ذي القعدة، موضحا أن ذلك راجع إلى كون عمر الهلال سيبلغ 39 ساعة، وأن حجمه سيكون أكبر مساء يوم 20 يونيو لأن عمره سيبلغ 63 ساعة.

وتتماهى توقعات الحسابات الفلكية مع تواريخ بداية الأشهر القمرية التي تعلن عنها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التي ما زالت تنهج مراقبة الأهلة بالطريقة التقليدية المعتمدة على العين المجردة.

ويؤكد حسن الطالبي، عضو “المشروع الإسلامي لرصد الأهلة”، وعضو “اللجنة المغربية للتوعية الفلكية”، أن دقة التقويم القمري في المغرب يشهد بها متخصصون في هذا المجال خارج المغرب، مبرزا أن نسبة الخطأ في التقويم القمري بالمملكة شبه منعدمة.

وأوضح الطالبي، في حديث لهسبريس، أن دقة التقويم القمري في المغرب راجعة إلى المعيار المعتمد في مراقبة الهلال، وهو المراقبة في جميع الأشهر القمرية، بخلاف أغلب الدول الإسلامية التي لا تراقب سوى الأشهر المرتبطة بالمناسبات الدينية، إضافة إلى المراقبة بالعين المجردة، وإقامة المراقبة في جميع ربوع المملكة، بينما في دول أخرى تتم المراقبة في أماكن محدودة.

وتتم مراقبة أهلة الأشهر القمرية من طرف لجان مشكلة من مجموعة من الأعضاء في 200 نظارة تابعة للأوقاف والشؤون الإسلامية، إضافة إلى أن المراقبة تقوم بها كذلك القوات المسلحة الملكية.

وأكد الطالبي أن “نسبة الخطأ في رؤية الهلال في المغرب تكاد تكون منعدمة، وهذا وفق تقييم مركز الفلك الدولي”، مشيرا إلى أن رأي اللجان المختصة بمراقبة الهلال لا يؤخذ به إلا إذا كان هناك إجماع بين الأعضاء، كأن يؤكدوا رؤيتهم للهلال أو عدم رؤيته، أو رؤيته من طرف أغلبية الأعضاء”.

وأضاف أن “اللجان المختصة التي توفدها نظارات الأوقاف لمراقبة الهلال تتكون من خمسة إلى ستة أعضاء، أي أن مجموع أعضاء هذه اللجان يناهز 1200 مراقب، وبالتالي لا يمكن أن يخطئ هؤلاء المراقبون كلهم في رؤية الهلال أو عدم رؤيته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى