الاستحقاق الرئاسي اللبناني: للمرة الـ 12 لا رئيس
تصدرت الجلسة ال12 لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية حديث مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان وعدد من الدول العربية.
فعقد مجلس النواب اللبناني الأربعاء جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، في ظل عدم التوافق بين الفرقاء السياسيين على اسم مرشح واحد.
وبقي تمسك الثنائي حركة أمل وحزب الله وعدد من النواب، بالمرشح والوزير السابق سليمان فرنجية، في حين تقاطعت قوى المعارضة والتيار الوطني الحر، على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بينما هناك فريق من النواب لم يصوّت للطرفين.
وقد جاءت نتيجة الجلسة كالآتي: جهاد أزعور 59، سليمان فرنجية 51، لبنان الجديد 8، زياد بارود 7، جهاد العرب 1، جوزيف عون 1، ورقة بيضاء 1.
تطيير نصاب الدورة الثانية
ورفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة بعد فقدانها النصاب القانوني في الدورة الثانية.
حيث لوحظ أنّ عدداً من النواب بدأوا بمغادرة الجلسة مباشرةً بعد إدلائهم بأصواتهم في دورة الاقتراع الأولى، أي من دون انتظار نتيجة الفرز، “في مؤشر إلى التوجّه نحو تطيير نصاب الجلسة قبل الوصول إلى دورة الاقتراع الثانية”.
وبحسب الدستور اللبناني، فإنّ المعتمد في نصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية هو ثلثا عدد النواب، أي 86 نائباً من أصل 128 نائباً في البرلمان.
ويحصل المرشح الفائز على ثلثي عدد نواب المجلس في الدورة الأولى أو على الأغلبية المطلقة، أي 65 صوتاً في الدورة الثانية، وهو ما لم يحصل عليه كلا المرشحين.
المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان
ومن جهتها أشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا، في تصريح لها عبر تويتر إلى أن “جلسة انتخاب رئاسية أخرى غير حاسمة اليوم في مجلس النواب”.
وأضافت “يحتاج قادة لبنان وأعضاء البرلمان إلى اتخاذ خطوات عاجلة لضمان انتخاب رئيس للبلاد لصالح بلدهم وشعبهم”.
وختمت تغريدتها بالقول “الفراغ المطول يقوض الممارسات الديمقراطية في لبنان ويزيد من تأخير الإصلاحات والحلول اللازمة التي طال انتظارها لإعادة البلاد إلى مسار التعافي”.
دستورية الجلسة
فبعد اللغط الذي أعقب عملية فرز الأصوات في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية مع فقدان أحد الأوراق، والدعوة إلى إعادة الفرز أو الانتخاب.
تحدث كثير من المغردين عن دستورية الجلسة الرئاسية من عدمها بسبب الورقة الضائعة وعدم تطابق عدد الأوراق المفرزة مع عدد النواب المقترعين.
فقالت النائب ستريدا جعجع من مجلس النواب: “الجلسة غير دستورية، هناك أوراق معلّمة مثل أوراق لبنان الجديد، واتضح أن عدد الأرقام لم تكن مطابقة مع الأوراق الموجودة في صندوق الاقتراع، وهذا الأمر غير قانوني وكان من المفترض إعادة التصويت مرّة ثانية”.
ومن جهته قال محمد علوش: “الآن لتبرير فشلهم بتخطي عتبة ال60 صوتاً، واخفاء لحملاتهم الإعلامية الكاذبة طوال أسبوع، سيتحدثون عن دستورية الجلسة”.
وأضاف:”فلتسأل ستريدا جورج عدوان الذي كان حاضراً خلال الفرز”.
وختم قائلا:”بالسياسة: الواقع إن جلسة اليوم أفقدت البعض صوابهم، فلا أزعور تخطى 60 ولا فرنجية حصل على أقل من 45 كما سوقوا”.
سليمان فرنجية
واحتل اسم الوزير السابق سليمان فرنجية قائمة الأكثر انتشارا في لبنان، حيث اعتبر مؤيدوه حصوله على 51 صوتا هو “صفعة للخصوم”.
فقال الكاتب السياسي حسن الدر: “منذ يومين يحضرون لسيناريو خرافي حصد 65 صوتا لجهاد أزعور فيعلن رئيسا “مع وقف التنفيذ” ويعمم المصطلح على الإعلام ثم يقدم طعن دستوري لتثبيت رئاسة أزعور وحرق اسم سليمان فرنجية”.
وأضاف: “لكن حسابات حقولهم لم ولن تُصرف في بيدرنا، وجوههم اليوم تحكي خيبتهم! أما نبيه بري فيختصر تاريخ مقاومة”.
ومن جهته قال الصحفي جمال شعيب: “هزيمة ساحقة ماحقة لمحور “التقاطع والتقطيع والتعطيل”، وثبات المرشح القوي سليمان فرنجية بقوة في مواجهة كل حملات الترهيب والتهديد الخارجي والضغط الإعلامي المدفوع الثمن”.
جهاد أزعور
وفي المقابل عبر عدد من المغردين المؤيدين لتولي الوزير السابق رئاسة الجمهورية اللبنانية عن رفضهم لسياسة “الفرض والإلغاء” الذي يفرضه الفريق الآخر، على حد قولهم.
فقال النائب سامي جميل: “طرحنا شخصاً توافقياً وكان من المفترض أن يلاقينا الفريق الآخر في منتصف الطريق، لكنه مستمر بمنطق الفرض ونحن مستمرون بمواجهته. اليوم هو أكبر دليل على الرابح في المعركة، التي لم نكن نريدها، إنما نريد التوافق”.
ومن جهته علق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على مجريات انتخاب رئيس للجمهورية قائلا: “لو جرت الدورة الثانية اليوم كما كان طبيعياً أن يحصل لكان لدينا الآن رئيس للجمهوريّة، ما جرى في مجلس النواب، وبعيداً عن التفاصيل، هو تعطيل حقيقي وفعلي ليس لجلسة اليوم فقط لا غير، وإنما لانتخابات رئاسة الجمهوريّة ككل”.
نواب التغيير
وبعد انتهاء الجلسة تحدث عدد من نواب التغيير عن قيام الماكينة الإعلامية التي تعمل لصال المرشح جهاد أزعور بـ “حملة ممنهجة وضغط على النواب”.
فقال النائب إبراهيم منيمنة من مجلس النواب: “مرشّحي أزعور قاموا بحملة ممنهجة علينا، وخطاب تخوين وإلغاء وضغط على النواب بشكل مهول ونشروا أرقام تلفوناتنا”.
ومن جهتها قالت النائب حليمة القعقور: “3 نواب تغييريين ضاينوا فقط بوج الترهيب والضغوطات، نحن ثوار 17 تشرين ولم نتقاطع إلا مع الناس”.
الجلسة المسرحية
ووصف عدد عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي جلسة انتخاب الرئيس بالمسرحية.
فقالت فاطمة عبدالله: “جلسات المسخرة والمهزلة مسرحية مجلس النواب صارت مكشوفة للمرة الـ12 فشل بانتخاب رئيس للجمهورية، عنا بلد فيه أحلى طبيعة وأهم الطاقات والمواهب حاكمته شلة سودت وجهه ومرغت سمعته بالوحل، قمة المسخرة الجلسات ومَن وراءها
قد ما منحب لبنانقد ما كرهتونا نتشارك النَفَس معكن تحت سماء وحدة”.
وعلق نافظ وراق قائلا: “انتهى فصل من ” مسرحية انتخاب رئيس”، ازعور وفرنجيه، بعتقد طلعوا خارج السبق، والكل يدعو اليوم إلى “حوار وتوافق على رئيس “، طيب بعد أشهر مطلوب الحوار؟ وإذا الحوار بيودي لرئيس لا لون ولا طعم ولا رائحة؟ على كل نوابنا الكرام افلحوا فينا وما تقصروا لإنو هيك شعب بدو هيك نواب”.
الفراغ الرئاسي
فشل البرلمان في لبنان للمرة الثانية عشرة في انتخاب رئيس للبلاد، وهو المنصب الشاغر منذ انتهاء فترة ميشال عون في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، الأمر الذي يزيد من الشلل السياسي الذي أدى إلى تفاقم الأزمة المالية المستمرة منذ أربع سنوات.