أخبار العالم

المسلمون يحتاجون التخلص من “الرؤية الحربية” في الخطابات الدينية


قال سعيد ناشيد، رئيس مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، إن هناك حاجة إلى تخليص الخطاب الديني الإسلامي من “الرؤية الحزينة للعالم”، ومن “الرؤية الحربية”، معتبرا أن وظيفة الخطاب القرآني هي وظيفة تعبدية، ولاستنباط القيم، “وليس استنباط الأحكام”، على حد تعبيره.

وأضاف الباحث المغربي في الفلسفة والإصلاح الديني، في ندوة حول “الخطاب الديني والأمن الروحي: المعادلة الكبرى”، نظمها “مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة”، أن الخطاب الديني الإسلامي ما زال “خطابا إمبراطوريا يتحدث عن الغزوات ويستعمل المفاهيم العسكرية، ولا بد من تخليصه من هذه الرؤية الحربية”.

وتابع: “ينبغي أيضا تخليص الخطاب الديني من الرؤية الحزينة للعالم، التي ترسخ مفاهيم من قبيل أن الدنيا لا تساوي شيئا”، معتبرا أن هذا الخطاب يؤدي إلى فقدان الأمل لدى الناس، لا سيما الشباب، وقد يكون من المداخل المؤدية إلى اعتناق الفكر المتطرف أو السقوط في أتون الإرهاب.

وذهب المتحدث ذاته إلى القول إن التاريخ الهجري منذ وفاة الرسول، “تاريخُ فتَن، إذ لا نخرج من فتنة إلا لندخل في استبداد، ومن استبداد إلى فتنة”، لافتا إلى أن المركز الذي يرأسه يسعى إلى “وضع خارطة طريق للمساهمة في الخروج من الظلمة التي نعيشها”.

وانتقد ناشيد استمرار الخطاب الديني الإسلامي في تنمية ما سماها “المشاعر السلبية من خوف وعقدة ذنب وتحذير من عذاب القبر… وهي المشاعر التي تضعف القدرة على مواجهة الحياة”، على حد تعبيره.

وأردف قائلا: “نحتاج إلى خطاب ديني متجدد يخاطب إنسان القرن الواحد والعشرين، ويواكب التحولات الثقافية والفكرية التي يعرفها العالم الإسلامي، ويحقق الأمن الروحي الذي يعني تغييب الخوف”.

واعتبر أن “الغاية المعلنة للأديان هي تخليص الإنسان من الخوف الوجودي، لكن السؤال الحقيقي الذي ينبغي طرحه هو إلى أي حد هذا الخطاب الديني الرائج يخلصنا من المخاوف أم إنه يؤجج مخاوف الإنسان بهدف السيطرة عليه؟”.

ويرى ناشيد أن “ما يدفع الإرهابيين إلى الإرهاب ليس هو الشجاعة، بل الخوف المستوطن في نفوسهم، المرتبط بالخوف من العذاب، وقبله الخوف من الحياة، ولذلك يحرمون الموسيقى والرقص وكل ما يدعو إلى البهجة”.

وختم متسائلا: “إن كانت المشاعر الايجابية للحياة من فرح ومحبة وعفو وكظم للغيظ هي جوهر الدين، أفلا يحمل الخطاب الديني السائد مشاعر مضادة لهذه المقاصد؟”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى