أخبار العالم

سقوط فنانين مغاربة في فخ شبهات سرقة يعيد الجدل بشأن حقوق المؤلف



أثار مجموعة من الفنانين المغاربة في الفترة الأخيرة ضجة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب طرحهم أعمالا جديدة تبين أن ملكيتها تعود لأشخاص آخرين، وهو الأمر الذي جعل شبهة السرقة تطاردهم بكثرة، وأعاد للواجهة نقاش حقوق المؤلف وكيفية تفادي الوقوع في هذا المشكل.

ومن بين الفنانين المغاربة الذين وقعوا مؤخرا في فخ “حقوق الملكية” نعمان بلعياشي، الذي قدم “ديو” رفقة الفنانة زينة الداودية، ليفاجأ بعد أسبوع من طرحه بحذفه من “اليوتيوب”، بسبب تبليغ فنان آخر ضده وتقديمه ما يفيد بأن مقطعا من كلمات الأغنية يعود لملكيته الخاصة، ومسجل باسمه في فرنسا والمغرب.

الفنانة المعتزلة بسمة بوسيل هي الأخرى وجدت نفسها مهددة بالمتابعة القانونية بعد إقدامها على إعادة غناء أغنية تعود ملكيتها للموسيقار أسامة الرحباني، وقدمتها هبة طوجي سابقا، إذ تم حذف العمل من صفحاتها رغم إصرارها على إعادة نشره.

وفي هذا الصدد قال مفيد السباعي، منتج فني ومدير أعمال مجموعة من الفنانين، في تصريح لهسبريس، إن “مشاكل حقوق المؤلف مطروحة منذ مدة طويلة، لأن الفنانين يسقطون في فخ ملكية لحن أو كلمات عمل ما يعود لشخص آخر ومسجل في اسمه”.

وتابع السباعي بأنه “من الممكن أن يكون الفنان غير مسؤول بطريقة مباشرة عن ذلك، لأن لديه فريق عمل يتواصل معه ويطلب منه أغنية جديدة بنمط معين، لكنه لا يعرف أن ملكيتها تعود لشخص آخر حين طرحها على ‘يوتيوب’، فيظهر عندئذ صاحبها الأصلي ويطالب بحقوقه”.

ويرى المتحدث ذاته أن “المسؤول عن هذه المشاكل أولا هو مدير أعمال الفنان، ثم المنتج والملحن”، موضحا أنه “ليتم تفادي ذلك على الفنان أن يلجأ إلى مجموعة من التقنيات الإلكترونية الجديدة التي تظهر هل سبق العمل باللحن أو كلمات الأغنية على مستوى العالم”.

وتابع السباعي بأن الفنان في الأخير “يتحمل جزءا من المسؤولية لأنه عندما يتوصل بقطعة ما عليه أن يستفسر عنها جيدا، ويتأكد هل تعود ملكيتها لشخص آخر، ويكون حريصا قبل أن يقوم بطرحها، لكي يتجنب المتابعة القانونية”، متمنيا أن يصبح مستقبلا صناع الأعمال على دراية تامة بهذه الأمور الخاصة بحقوق الملكية الفكرية لكي يتجنبوا المشاكل.

من جهته قال الفنان المغربي سي مهدي، رئيس النقابة الفنية للحقوق المجاورة، إن “الموضوع بسيط، وهو أن من يضع الأغنية وكلماتها لدى مكتب حقوق المؤلف تسجل باسمه، وأحيانا يمكن للبعض تسجيل أعمال لا تعود لهم، وهو ما تتم إحالته على القضاء”، وزاد: “إذا قام شخص بوضع عمل ما وسجله باسمه فهو يصبح ملكه، لكن إذا كانت لدى فنان ما الحجة بأن الأغنية تعود له في الأصل فيجب عليه اللجوء إلى المحكمة والإدلاء بالوثائق التي تفيد من المكتب المغربي لحقوق المؤلف”.

وتابع المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، بأن “الأمر نفسه ينطبق على موقع ‘يوتيوب’، أي من وضع الأغنية لأول مرة وقام بالتسويق لها تسمى باسمه، وإذا وضعها شخص آخر يتم التبليغ عنها وحذفها”، موردا أن “الكثيرين يسجلون أعمالا ليست في ملكيتهم وينسبونها لأنفسهم عوض صاحبها الأصلي”.

وأشار سي مهدي إلى أن النصيحة التي يقدمها للفنانين جميعا هي أنه “من الضروري أن يقوموا بتحفيظ أعمالهم قبل إصدارها لتفادي المشاكل التي بات يتعرض لها الكثيرون، سواء على مستوى حقوق الملكية أو على مستوى ‘يوتيوب’ والمنصات الأخرى التي تنسب العمل لأول من وضعه لديها، وهو ما ينطبق على قضية نعمان بلعياشي وآخرين”؛ كما أبرز أن هناك أمرا آخر يدعى “البلاجيا”، أي إنه يمكن أن يأخذ الفنان “نوطات” محددة من بداية أغنية معروفة ويشتغل على قطعة غنائية انطلاقا منها، ما يطرح مشكلا على غرار ما وقع سابقا مع الفنان جاد المالح وسعيد مسكر في أغنية “ماما ماما”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى