“الأسد الإفريقي” يخلق السعادة بخدمات مستشفى عسكري ميداني نواحي تزنيت
بوجوه مستبشرة، وارتسامات ملؤها السعادة، استقبلت ساكنة الجماعة الترابية “رسموكة” التابعة لإقليم تزنيت إقامة مستشفى عسكري ميداني على هامش النسخة 19 من مناورات “الأسد الإفريقي” المستمرة في سبع مناطق مغربية؛ بعدما شرَعَ فعلياً منذ 30 ماي الماضي في تقديم خدماته الطبية والجراحية من طرف أطباء وممرضين وجرّاحين مغاربة وأمريكيين.
ووفق معطيات استقتْها جريدة هسبريس الإلكترونية فإن هذا المستشفى العسكري الجراحي الميداني نواحي مدينة تزنيت يندرج “في إطار الأنشطة الإنسانية الموازية التي دأبت على تنظيمها مناورات ‘الأسد الإفريقي’، التي تعد أكبر تدريبات عسكرية بين المغرب وأمريكا في القارة الإفريقية، وتستمر هذه السنة إلى 16 يونيو، طبقاً للتعليمات الملكية السامية”.
آلاف خدمة طبية
العقيد صلاح الدين حسونة، الطبيب الرئيس للمستشفى الميداني الطبي–الجراحي بجماعة رسموكة، أوضح هدف هذه المبادرة الإنسانية قائلا إن “القوات المسلحة الملكية المغربية بتنسيق مع القوات الأمريكية أقامت مستشفى عسكرياً ميدانياً طبياً جراحياً متعدد الاختصاصات على مستوى الجماعة الترابية رسموكة بإقليم تيزنيت، من أجل تقديم الخدمات الصحية والجراحية والوقائية لفائدة الساكنة المحلية والمناطق المجاورة”.
وأضاف الطبيب العقيد، في إفادات قدّمها لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المستشفى مستمر في توفير خدماته الطبية إلى غاية يوم 18 يونيو الجاري”، مسجلا حصيلة إيجابية تتمثل في “تقديم ما يناهز 24 ألفا و500 خدمة طبية استفاد منها 7800 شخص من إقليم تيزنيت ونواحيه، إلى حدود اليوم الإثنين 12 يونيو”.
كما أفاد الطبيب ذاته بأنه “تم إجراء 300 عملية جراحية أشرفت عليها أطقم مشتركة مغربية–أمريكية بالمستشفى الميداني ذاته”، مؤكدا أنه “تم تزويد 1450 شخصا بنظارات طبية مجانية، كما استفاد 7800 شخص من الأدوية بشكل مجاني، حسب وصفات طبية”.
وحدات متخصصة
وفق ما عاينته هسبريس خلال زيارة لها، أمس الإثنين، إلى مرافق المستشفى الممتد على مساحة شاسعة، ضم هذا المرفق “وحدات طبية وجراحية وجناحا مخصصاً للعمليات الجراحية، تنضاف إليها وحدات استشفائية بسعة 30 سريرا قابلة للتمديد، وكذا وحدة للتعقيم الطبي”؛ في حين تم تجهيزه بـ”وحدة رقمية للفحص بالأشعة والصدى، وأخرى للتحاليل الطبية، فضلا عن جناح لطب الأسنان، وصيدلية تصرف أدوية بالمجان”، حسب معطيات واردة في تصريحات متطابقة لمسؤولين عن المستشفى من الصحة العسكرية للقوات المسلحة الملكية.
كما خُصصت لفائدة أطفال المنطقة الذين يرافقون آباءهم وأمهاتهم إلى المستشفى “وحدة للمصالح الاجتماعية” تابعة للقوات المسلحة الملكية، بقيادة الملازم الأول وفاء نوال، مسؤولة عن وحدة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة الملكية.
ولم يَخْلُ المشفى ذاته من كفاءات طبية–عسكرية مغربية تنتمي إلى مجال الطب والجراحة في مختلف التخصصات، توزعت ضمن طاقم طبي وشبه طبي، تشكل –في المجموع– من 125 إطاراً مغربيا وأمريكياً؛ فضلا عن وحدة دعم تضم 112 فرداً و13 أخصائية اجتماعية.
الساكنة تَستحسن الخدمات
منذ ساعات الصباح الباكر، رصدت هسبريس توافد عدد غفير من ساكنة مختلف الدواوير والجماعات القروية المجاورة على منطقة إقامة خيام المستشفى العسكري الميداني، بهدف الاستفادة من العلاج أو الدواء؛ بينما يزور البعض هذا الفضاء من أجل إجراء فحوص الاستشارة الطبية ومتابعة حالات مَرَضية مستعصية.
ومنذ بدء خدماته، تستقبل مختلف مصالح ووحدات الطب والجراحة بمستشفى ‘رسموكة’ الميداني ما يفوق 600 مستفيد ومستفيدة كمعدل متوسط في اليوم الواحد، وفق معطيات توفرت لهسبريس، أكدت أيضا أن بعض الأيام عرفت توافد ما يناهز 1000 شخص من مناطق مجاورة.
مواطنون، صغارا وكبارا شباباً وشيباً، قدِموا إلى المستشفى من دواوير وقرى متعددة، أشادوا في تصريحاتهم لهسبريس بمستوى الخدمات العالي والاحترافي للأطر الطبية وشبه الطبية، مؤكدين أنهم “جاؤوا من مناطق نائية للاستفادة من فحوصات وعلاجات وأدوية بالمجان”، خاتمين بالتعبير عن امتنانهم للملك محمد السادس على منحه إياهم فرصة المستشفى الميداني من أجل التطبيب، خصوصا بعد توفير بعض التخصصات التي تتطلب تنقلا صوب مستشفيات بعيدة.
جدير بالذكر أن تمرين “الأسد الإفريقي 2023″ تتواصل فعالياته إلى 16 يونيو الجاري، بـ7 جهات بالمغرب، وهي أكادير وابن جرير والقنيطرة والمحبس وتيزنيت وتيفنيت وطانطان، بوصفه موعدا بارزا يسهم في تعزيز التعاون العسكري المغربي- الأمريكي، وتعزيز التبادل بين القوات المسلحة لمختلف الدول بهدف تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.