المغرب صديق قديم .. والإنزال الجوي يحسم المعارك المعاصرة
أكد الليوتنان كولونيل جون ستاهيلي، قائد سرب المظليين ضمن “فريق قوة العمل بجنوب أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأمريكية في إفريقيا” (المعروفة اختصاراً باسم SETAF) ، أن “المغرب، فضلا عن كونه شريكاً موثوقاً، فإنه صديق قديم للولايات المتحدة الأمريكية”، مشيرا إلى أن “تمرين الأسد الإفريقي الذي تحتضنه المملكة يُبَلوِر هذه الصداقة والعلاقة طويلة الأمد بين البلدين”.
المسؤول العسكري الأمريكي استغل فرصة حضوره ومشاركته في تمرين المظليين والإنزال الجوي، الذي جرى بنواحي القاعدة الجوية السادسة بمنطقة ابن جرير، ضمن تمارين ومناورات “الأسد الإفريقي 2023″ في دورتها التاسعة عشرة، ليُعبّر بوضوح وصراحة، في معرض تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن إشادة أمريكية متجددة بـ”علاقات صداقة قوية وعميقة، نسجتها روابط متعددة الأوجه وتعاون وثيق وطويل الأمد ما فتئ يوطّد علاقات الرباط بواشنطن”.
وتابع جون ستاهيلي، في حديثه للجريدة على هامش المشاركة في التمرين المذكور، قائلا إن “جميع تشكيلات القوات المسلحة الأمريكية منخرطة وملتزمة بشكل تام بالحفاظ على شراكات قوية مع مختلف الحلفاء والدول الشريكة”، لافتا إلى أن “المغرب من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، مما يجعله من أقدم وأقرب، بل أكبر أصدقائنا في المنطقة الإفريقية والمتوسطية”.
“نشهد كل يوم على عمق ومتانة هذه الصداقة والشراكة بين البلدين”، يورد قائد سرب المظليين بقوات “SETAF” التابعة للقيادة الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، مستحضراً في هذا السياق أن هذه العملية المشتركة، الإنزال الجوي للمشاة المظليين، التي جمعت 240 جندياً مظلياً مغربياً وأمريكياً، قامت بتوفير التدريبات “التي نحتاجها فعلياً من أجل القتال وتحقيق النصر معاً وسويّاً في ساحات المعارك المعاصرة”.
ستاهيلي أكد أن تمرين “الأسد الإفريقي” يعد “مثالا على العلاقات العسكرية- الأمنية العريقة التي تجمع الولايات المتحدة بالمغرب”. وزاد بنبرة اقتناع: “نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى عازمون على أننا أقوى عندما نكون معاً”.
وجدد المسؤول العسكري الأمريكي التزام جيش بلاده بـ”مسؤولية الحفاظ على علاقات قوية مع حلفائه وشركائه”، وقال إن المغرب “يعدُّ من أبرز وأقدَم وأقرب حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية، وتعود صداقتنا إلى الاعتراف المغربي كأول دولة بإعلان الولايات المتحدة استقلالها”.
“اليوم، حضرتُم- معنا- تمرينا ميدانيا جويا بين مظليين مغاربة ونظرائهم من الفيلق 173 من الجيش الأمريكي، الذي يظل ملتزماً بالحفاظ على علاقات عسكرية قوية مع حلفائنا وشركائنا؛ وفي مقدمتهم المغرب”، يقول المسؤول العسكري الأمريكي نفسه متحدثا لهسبريس، قبل أن يخلص إلى أن “تمرين ابن جرير شمِلَ مكونات متعددة بين قوات الجو والمشاة والجوانب التقنية”.
جدير بالتذكير أن الهدف الأساسي لمناورات الإنزال الجوي المظلّي تمثل في “مواءمة الإجراءات التكتيكية والتقنية واللوجستية، من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ على الميدان، مع تطوير قدرات القوات المسلحة الملكية والقوات الأمريكية في مجال إنزال القوات، ثم القيام بتحركات تكتيكية منوطة بها”.
وهمت المناورات بالأساس “إقامة مركز عملياتي مختلط يؤمّن عملية تتبع مختلف الحالات والمناورة المحمولة جوا، وتوحيد الجهود، خاصة على الصعيد اللوجستيكي- الجوي والطبي، وتنسيق خطط الإنزال والمناورات في الميدان”.