اشتباكات السودان: تفاعل مع حملة “الأعلام البيضاء” للمطالبة بوقف الحرب
تصدرت حملة “الأعلام البيضاء” حديث رواد منصات التواصل الاجتماعي في السودان، بهدف الدعوة لإيقاف الحرب الدائرة في البلاد، منذ قرابة شهرين، بالطرق السلمية.
وتقوم فكرة الحملة على رفع الأعلام البيضاء على أسطح المنازل والسير بها في مواكب السيارات، بالإضافة إلى تغيير الصور الشخصية على الحسابات الشخصية في مواقع التواصل إلى صورة العلم الأبيض.
وتهدف الحملة التي دشنتها الصحفية السودانية صباح محمد الحسن مع عدد من الناشطين والإعلاميين السودانيين، إلى الدعوة للسلام وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
جدل بين داعم ورافض
تفاعل عدد من السياسيين والناشطين السودانيين واللجان الشعبية مع الحملة وأعلنوا تضامنهم معها، في حين رفضها آخرون واعتبروا أنها استسلام أحد الأطراف للآخر.
وأعلن السياسي والقيادي في حزب البعث العربي الاشتراكي في السودان وجدي صالح دعمه لمبادرة “الأعلام البيضاء”، وقال: “لأنه السلام ومنه السلام، أنا وجدي صالح أدعم حملة الأعلام البيضاء المطالبة بايقاف الحرب”.
ووجهت أمل تبيدي في تغريدتها رسالة للمتحاربين في السودان قائلة: “لو كانوا يفهمون ماذا تعني الأعلام البيضاء، ما كانوا استباحوا المنازل والأحياء والمستشفيات، لوكانوا يفهمون معنى الوطن ما كانوا نهبوا ودمروا المؤسسات التعليمية”.
واعتبر جعفر معتصم أن رفع الأعلام البيضاء في المعارك له مدلولات أخرى غير السلام الذي ينشده السودانيون، مضيفاً أن ذلك يعني استسلام الشعب للغزو الخارجي، على حد تعبيره.
ووصف منير شريف حملة “الأعلام البيضاء” بملسلسل الخيانة، مشيراً إلى أنها حيلة تتبعها قوات الدعم السريع بعد أن نفذت كل “حيلهم”، وأضاف: “هذا الشعب أصبح أكثر إدراكاً ووعياً ولن تثنيه أي حيلة عن إخراج المغتصبين من الديار ومحاسبة الخونة المأجورين”.
ويطالب حسن بكري في تغريدته بدعم الحملة، مستغرباً من السخرية منها، ويقول: “الأعلام البيضاء ليست لتوقف الحرب إنما هي إعلان مدني رافض للحرب، لو عندك وسيلة أكثر فاعلية إطرحها لكن لا تسخر من أدوات شعبك”.
ويقدم ذو الفقار في تغريدته حلاً بعيداً عن حملة “الأعلام البيضاء” لإيقاف الحرب، وهي عودة المواطنين إلى بيوتهم ومنحهم حقوقهم.
وقال كامارو عبد الرحيم: “لكي ينعم الجميع في السودان بسلام وحرية وتنام أعينهم بعد أكثر من قرابة 60 يوماً، فليخرجوا للشوارع وهم يهتفون -نعم للسلام لا للحرب، أدعم حملة الأعلام البيضاء للمطالبة بوقف الحرب”.
ويثني الطيب إبراهيم على استمرار التفاعل الكبير مع الحملة من المنظمات والجمعيات، ويضيف: “ترحيب من جمعية النساء الوطنيات وانضمام عدد من الصحفيين والإعلاميين والمواطنين ولجان مقاومة لحملة الأعلام البيضاء، ومكملين”.
ويعتبر خالد خير في تغريدته أن حملة “الأعلام البيضاء” هي عبارة عن إهدار للوقت والمال لأن الكثيرين لا يفهموا الفكرة الحرفية من معنى العلم الأبيض، على حد قوله.
شهران من القتال
- أدت الاشتباكات في السودان بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ اندلاعها في 15 أبريل /نيسان الماضي إلى مقتل أكثر 1800 شخص، وفق مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح “أكليد”
- تسببت اشتباكات السودان الحالية بنزوح حوالي مليوني شخص، بينهم أكثر من 476 ألفاً عبروا إلى دول مجاورة، بحسب المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
- أعلنت نقابة أطباء السودان مؤخراً أن 66 بالمئة من المستشفيات في مناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.
- أكدت النقابة أيضاً أن عدداً كبيراً من المستشفيات المتبقية تعمل بشكل جزئي، وهي مهددة بالإغلاق نتيجة نقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائي والكهربائي.