“بوتين تمتع بالحصانة بما يكفي وآن أوان عقابه على جرائمه”- الأوبزرفر
تناولت صحف بريطانية صادرة صباح الأحد، ملف الحرب الروسية الأوكرانية، علاوة على حملة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، رغم المحاكمات التي تطارده.
الأوبزرفر نشرت مقالا للصحفي المهتم بالتعليق على الشؤون الدولية، سايمون تيسدال، بعنوان “بوتين تمتع بالحصانة بما يكفي، وآن أوان عقابه على جرائمه”.
يعتبر تيسدال أن تفجير سد نوفا كاخوفكا جنوبي أوكرانيا، الأسبوع الماضي، هو بالطبع من أعمال وخطط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومحاولة منه للتصدي لما يعتقد أنه بداية هجوم الربيع المضاد الذي تخطط له كييف منذ أشهر، مضيفا “نظام الكرملين الحقود، هو فقط القادر والراغب في إحداث هذه الفوضى على المستوى البشري، والبيئي، بهذا الحجم”.
ويوضح تيسدال أنه من الصعب تقديم الأدلة لإثبات صحة هذه النظرية، في الوقت الحالي، بينما يقوم الروس بالكذب واتهام الأوكرانيين، بالمسؤولية عما جرى، “تماما بنفس أسلوب الكذب الذي مارسوه بخصوص توفير موسكو الصواريخ التي استخدمها الانفصاليون شرقي أوكرانيا في إسقاط الطائرة الماليزية عام 2014، وكما كذبوا بخصوص استخدام الأسلحة الكيماوية بشكل صريح في سوريا”.
ويعتبر تيسدال أن “بوتين وميدفيديف، ولافروف، وشويغو وبيسكوف، كبار المسؤولين الروس… يمارسون الكذب الصريح منذ بداية ما سموه العملية الخاصة في أوكرانيا، والتي شهدت مقتل جنود روس بأعداد كبيرة، وحرق بعض المدن الأوكرانية، علاوة على تقارير بارتكاب جرائم حرب، وجثث عليها آثار التعذيب في بوتشا، ليتضح أنهم يكذبون على العالم، وعلى شعبهم، بل وعلى أنفسهم”.
ويضيف أنه في الوقت الذي اكتفى فيه الغرب بالشجب والإدانة بعد تفجير السد، استمرت وسائل الإعلام الغربية في ترديد الأكاذيب الروسية، لتوفر الوقت والمساحة للكرملين، لمواصلة حملات التضليل والخداع، كما لو كان الحياد الصحفي المشوه، أكثر أهمية من اغتيال دولة كاملة.
ويقول تيسدال إن الانتظار لنتائج التقرير المستقل بخصوص تفجير السد، سيكون دون جدوى، فروسيا هي التي تمتلك السيطرة في المنطقة، وبيدها منح أو منع حق الوصول للمحققين، وليس من المرجح أن تسمح رسائل واتساب التي يرسلها بوتين لأحد بالوصول إلى السد، بينما يواصل الرئيس الأوكراني، فولودومير زيلينسكي، الشكوى من الاستجابة الضعيفة للصليب الأحمر الدولي، في مجال دعم المتضررين.
ويخلص تيسدال إلى أن الغرب يمكنه أن يأمل كما يريد في حدوث تغيير داخلي في النظام الروسي، لكنه رغم ذلك غير قادر على إحداث هذا التغيير، وأنه بفضل بوتين، وحليفه الصيني شي شينبينغ، لم يعد ما على المحك هو مجرد أوكرانيا كدولة، بل النظام العالمي الذي سيطر على العلاقات الدولية منذ عام 1945، والذي ينهار بشكل واضح.
ويختم بالقول إنه من الواضح أيضا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاءه في حلف شمال الأطلسي، الناتو، سيرسمون الخطوط الفاصلة في التعامل مع روسيا، عندما يلتقون الشهر المقبل في قمة ليتوانيا، وإنه “رغم أن تفجير سد نوفا كاخوفكا قد لا يكون نقطة التحول في الموقف، لكن هذه النقطة آتية لا ريب في ذلك، لأن الوحش القابع في الكرملين يجب أن يتم إيقافه قبل أن يفجر العالم بأسره”.
أسئلة بخصوص ترامب
الصانداي تايمز نشرت تقريرا لمراسلها في واشنطن دافيد شارتر بعنوان “7 أسئلة من قضية التجسس ضد دونالد ترامب”.
ويتحدث التقرير عن الوثائق التي يضمها ملف القضية التي يتهم فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بالتآمر، وكشف معلومات متعلقة بالأمن القومي للبلاد، وأسرار وزارة الدفاع، فيما يتعلق بالميزانيات والأسلحةـ سواء في الولايات المتحدة، أو في دول غربية حليفة، وبرامجها النووية.
ويضيف التقرير أن ملف القضية الذي يتكون من 49 ورقة، يشير إلى أن ترامب أطلع أحد الكتاب المقربين على “خطة هجومية” أعدتها وزارة الدفاع له شخصيا، وصنفتها على أنها “سرية للغاية”، كما أطلع شخصا آخر على خريطة سرية خاصة بالبنتاغون، تتعلق بالتحركات العسكرية.
ويواصل التقرير أن ترامب يواجه 31 اتهاما بهذا الصدد، وتصل العقوبات الإجمالية لهذه التهم إلى غرامة قد تبلغ 250 ألف دولار، والسجن 10 سنوات، لكن ترامب يواجه 4 اتهامات أخرى، تصل العقوبة فيها إلى السجن 20 عاما، بينها التآمر لإعاقة العدالة، وإخفاء الأدلة لإفساد المحاكمة.
ويضيف الكاتب أنه لا يوجد ما يمنع ترامب من خوض الانتخابات الرئاسية من السجن، وهو ما حدث في السابق، وانتهى بالفشل، غير أن هناك إمكانية نظرية على الأقل أن يقوم المرشح حال فوزه بالانتخابات بإصدار عفو رئاسي لنفسه.
ويعرج التقرير على أن ترامب يواجه هذه الاتهامات بمقتضى قانون الجاسوسية لعام 1917، والذي حوكم بمقتضاه جوليوس وإيثيل روزنبيرغ، بتسريب المعلومات النووية للاتحاد السوفيتي، وأعدما عام 1953.
ويضيف الكاتب أن ترامب يمارس اللعبة بشكل مختلف على منصات التواصل الاجتماعي، فهو يوجه أطنانا من الإهانات ضد المحقق الخاص في هذا الملف، جاك سميث، ناعتا إياه بـ”الجبان، المختل”، على منصة “تروث” التي يمتلكها، ويحظى عليها بمتابعة 5.4 مليون مستخدم.
ويختم التقرير بالقول إن بايدن يواجه انتقادات أيضا مثل ترامب بخصوص اتهامات بإساءة حفظ وثائق رسمية بعد العثور على بعض الوثائق في مكتب خاص به، رغم أنه لم يفعل مثل ترامب بالطعن في أمر قضائي بإعادتها.