آخر خبر

الذكاء الاصطناعي.. تطور يهدد مستقبل الإنسان كيف تواجه الحكومات مخاطره؟


على الرغم من أهمية الذكاء الاصطناعي في عالمنا اليوم وما يقدمه التطور التكنولوجي من صناعات أسهمت في جودة الحياة إلا أنه يشكل أبرز مخاوف هذا العصر، وحذر من مخاطره أهم المختصين في المجال؛ لأسباب عدة، أهمها اختراق الخصوصية، وتقليص الموارد البشرية، ليس في الأعمال الروتينية فقط، بل قد يصل الأمر في المستقبل إلى التفكير واتخاذ القرارات عن الإنسان.

فهل تستطيع الحكومات التوصل إلى اتفاقيات وتنظيمات دولية للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي؟

«مكة» تطرح هذا الموضوع لعدد من الكتاب وأصحاب الرأي السعوديين؛ للنقاش حول كيفية تحقيق الاستفادة المثلى من الذكاء الاصطناعي والحد من مخاطره.

التثقيف المجتمعي

«الذكاء الاصطناعي علم جديد سريع التطور ويمتلك القدرة على إحداث تغيير جذري في شتى جوانب حياتنا، إنما هو لا يزال قيد غير المرغوب وغير المعلوم ولطالما ساور الإنسان القلق من المجهول؛ فالكثير يخشى هذا التحدي ويرد ذلك لاحتمالات خسارة الوظائف والتحيز في المعلومة، بل وقد يشتد به الحال حتى يصل حد الرفض لاستخدامه في العمل إن أمكن، وهذا طبيعي فبالنسبة لعموم الناس لا يزال الذكاء الاصطناعي تقنية جديدة وغير مألوفة، والإنسان عدو لما يجهل، وكثير من الناس يشككون في الذكاء الاصطناعي؛ لأنهم لا يفهمونه، مما يستلزم المبادرة بتثقيف المجتمع حول فوائد الذكاء الاصطناعي الكثيرة، كالمساندة في المهام الروتينية مثل تصحيح الاختبارات للمعلم والتشخيص الطبي للطبيب والسيارة ذاتية القيادة للسائق، ومن الجيد أيضا أن تكون الخطوة تطبيقية ومبسطة فيمكن للمعلمين صياغة تجارب تعليمية مستوحاة من البيئة للطلاب لجميع الأعمار وإنشاء الأطباء نماذج قيمة لمراقبة المرضى القاطنين في مناطق بعيدة وإجراء المرور تجربة تطبيقات ذكية مع السائقين لتقليل الوقت اللازم للرحلة وقت الازدحام.. فهل يكفي هذا؟

الإجابة السريعة كلا هذا لا يكفي.. فالحقيقة نحن في حاجة إلى (استراتيجية متكاملة) مظلتها تتضمن المؤسسات التعليمية والإعلامية والسياحية والاجتماعية ومحورها تثقيف العقول لتعزيز القبول المجتمعي العام للذكاء الاصطناعي.

هنا من المهم التنويه بوجود بعض القصور في مناهج التعليم وبرامج التدريب وهو العقبة الأولى، وهذا ما تنبهت له القيادة الرشيدة فكان التوجيه بإدراج مادة الذكاء الاصطناعي مع غيره من المواد التقنية في المرحلة الثانوية من العام الدراسي القادم، فأعطت صافرة الانطلاق.

من خلال تهدئة هذه المخاوف بالتوعية وإشراك المجتمع في تطوير الذكاء الاصطناعي يمكننا المساعدة في بناء (الثقة والقبول والتفاعل) كخطوة ريادية إلى مستقبل أكمل وأفضل!».

ريما رباح

«في ظل التطور التكنولوجي الملموس علينا أن نؤمن بوجود برامج الذكاء الاصطناعي والتي أصبحت تزاحم العقل والذكاء البشري في كثير من الأعمال وهي عبارة عن برامج حاسوبية لها القدرة على التفكير المحدود محاكاة بالذكاء البشري.

علينا أن نؤمن أيضا بإيجابيات هذه البرامج العديدة والتي أهمها تفادي الخطأ البشري، وأيضا التقليل من المخاطر التي قد يتعرض لها الإنسان عند القيام ببعض الأعمال الخطيرة ولا ننسى أيضا عدم التحيز لفرقة ما واستمرارية العمل طول الوقت.

لكن هذا لا يجعلنا نغمض الأعين عن سلبيات برامج الذكاء الاصطناعي والتي أهمها ارتفاع التكاليف الباهظة للأجهزة التي تعمل بها، بالإضافة لمحدودية التفكير والابتكار، وصعوبة إيجاد الحلول المؤقتة والبديلة خارج الصندوق الذي تمت برمجته عليه.

ومن أهم السلبيات لهذه البرامج هي زيادة البطالة الوظيفية لإحلالها مكان العنصر البشري في تأدية بعض الوظائف كالروبوتات التي تستخدم في أعمال التقديم والتصنيع في بعض الدول المتقدمة كاليابان وغيرها، وأيضا قد يعمل الذكاء الاصطناعي على تبلد العقل البشري وجعله كسولا بالاعتماد عليه في العمليات الحسابية والمسائل الرياضية التي تحفز العقل وتنشطه للعمل».

دخيل سليمان المحمدي

«كل مبتكر جديد يجب أن تعمل حوله البحوث والدراسات وأن يدرس دراسة مستفيضة لمعرفة إيجابياته وسلبياته ليستطيع الخبراء معالجة تلك السلبيات أو تقزيمها على الأقل حتى لا تتسبب في أخطار تضر بالبشرية.

ومن الابتكارات الجديدة (الذكاء الاصطناعي) مع أن هناك العديد من قصص النجاح التي تثبت قيمة الذكاء الاصطناعي بحيث إن الشركات الناجحة تضيف التعلم الآلي والتفاعل الإدراكي إلى عمليات الأعمال التقليدية والتطبيقات التي يمكنها أن تحسن بشدة من تجربة المستخدم وتعزز من الإنتاجية، وهذا ينطبق على المجالات الأخرى سواء اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية أو سياسية ولكن هناك مخاوف وتحذيرات من تهديد الذكاء الاصطناعي للأمن القومي، أعرب خبراء عن قلقهم من أن برامج الدردشة الالكترونية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي «يمكن أن تكون أداة لإقناع الأفراد الضعفاء والذين قد تؤثر عليهم الآراء والأفكار المغرضة بتنفيذ هجمات (إرهابية)» وأن بعض التطبيقات يمكن استخدامها للمساعدة على إنتاج سلاح كيميائي، واليوم يؤكد خبراء «الإرهاب» هذه التحذيرات، مشيرين إلى إمكانية استخدام روبوتات الدردشة في «تجنيد إرهابيين» وأن تدخل تلك الأفكار عليهم في غرف نومهم وهذه الإشكالية قد تتطور مستقبلا.

إذن التكنولوجيا تحتاج إلى تنظيم حتى تؤدي دورها وتسهم في التطوير، والتسهيل والإسراع بالتنمية الإدارية في الأجهزة الحكومية».

عبدالمطلوب البدراني

مستقبل القدرات البشرية

«الذكاء الاصطناعي مجال واسع يبدأ من أعمالنا اليومية البسيطة ويمتد إلى أعمال متقدمة جدا في مراكز الحوسبة الكبيرة وإطلاق الصواريخ والتقنيات المتقدمة. أبسط تعريف للذكاء الاصطناعي هو أنه جهاز تعلم من الإنسان ويفكر بقدرة كبيرة جدا توازي قدرة عقول مجموعة من العلماء ولديه القدرة على الحفظ والتذكر والتصرف السريع جدا، ومن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي بديلا لكثير من الموظفين في أعمالهم، وهذا أحد الأضرار التي ممكن أن يتضرر منها الكوادر البشرية.

‏فوائد الذكاء الاصطناعي كثيرة وعلى رأسها سرعة إنجاز أعمال كثيرة وكبيرة في وقت قياسي والأتمتة والمساهمة بشكل مباشر في تقدم التعليم والعلاج والأعمال والتقنيات والاتصالات والترجمة وفي جميع المجالات الأخرى بلا استثناء حتى الرسم ومحاكاة برامج الأطفال، وسيسهم أيضا في قراءة أفكار الناس وتقديم ما يحتاجون له دون طلبه كما هو معمول به في إظهار الإعلانات المناسبة للشخص بمجرد معرفة معلومات بسيطة عن الشخص.. ولكن بالإضافة إلى أنه سيقضي على بعض وظائف الكوادر البشرية، أيضا سيكون له أسباب في اختراق الخصوصيات والمساهمة في الاحتيال المالي واختراق الأجهزة وتزوير الأصوات والكتابات وغيرها الكثير».

‏برجس حمود البرجس

«الذكاء الاصطناعي هو وسيلة لتسهيل حياتنا، وممكن استخدامه في الخير أو الشر، ومنافعه عظيمة إذا ما تم مقارنتها بمخاطره.

لن أتحدث عن فوائده وأضراره فالموضوع متشعب ويحتاج لصفحات عديدة للتوضيح والشرح، ولكن أريد أن أطمئن كل شخص يخشى من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى إلغاء عدد من المسميات الوظيفية الموجودة حاليا، هذه المعلومة وإن كانت صحيحة، ولكن يقابلها بأن الذكاء الاصطناعي سيقوم بخلق وظائف أكثر وجذب أعداد أكبر من الأجيال القادمة لدخول هذا المجال التقني من مبرمجين ومطورين ومحللي أنظمة ومهندسي حاسب ومحللي بيانات وغيرها من التخصصات التقنية التي يحتاجها هذا القطاع الحيوي والهام، لذلك ربما تختفي مسميات وظيفية معينة بالمستقبل ولكن مجال الذكاء الاصطناعي سيستوعب الأشخاص أولئك الذين كان من المفترض بأن يلتحقوا بالتخصصات التي تم إلغاؤها».

أيمن التميمي

«إذا كانت الثورة الصناعية في أول إصداراتها تقوم على المكننة بمعنى وضع الآلة مكان العامل لزيادة سرعة الإنتاج وتقليل الأخطاء والبحث عن راحة الإنسان، فإن الذكاء الاصطناعي كثورة جديدة تقوم على حوسبة الحياة وأتمتتها، وربما يكون ذلك وبنسبة كبيرة على حساب الإنسان عقلا وجسدا.

ربما وفي المستقبل القريب تكون هذه الثورة الصناعية (الذكاء الاصطناعي) ومع تنامي مساحة تأثيرها وأثرها على الحياة، محكومة ومصحوبة بلحظة فارقة تطالب فيها هذه الشركات العملاقة بأنسنة هذه الوحوش الالكترونية، لا لتتواءم مع الإنسان وإنسانيته فحسب، بل لتعود طوع أمره ونهيه».

علي المطوع

«كثر الحديث الإعلامي هذه الأيام حول موضوع الذكاء الاصطناعي، وتحديدا حول مخاطره وسلبياته في مستقبل البشرية، والحق أنه بات واقعا لا مناص منه ولا يمكن التراجع عنه، لا سيما أن هذا المجال بات يحقق أرباحا طائلة لشركات التقنية، فقد ارتفعت إيرادات شركة نيتفليكس وحدها عن السابق بمقدار 25 مليار دولار بعد استعمالها لخاصية خوارزميات الذكاء الاصطناعي، كما أن آخر التقارير الإخبارية نشرت أن مالكي شركة قوقل (ألفا بيت) قد حصدا حوالي 17 مليار دولار من صفقات الذكاء الاصطناعي فقط، وحاليا تدرس قوقل تجربة محرك بحث متطور يعتمد على تقنية الذكاء الاصطناعي بخوارزميات عالية الدقة من خلال تطبيق روبوت الدردشة تنافس به الشات جي بي.

يعتبر عالم الرياضيات جيفري هنتون هو الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، وقد اعتقد أنه من خلال هذه التقنية يمكن محاكاة الطريقة التي يعمل ويفكر بها العقل البشري من خلال اعتماد شبكة عصبية اصطناعية!!

وبالتالي يصبح خطرها القائم كونها تستطيع أن تتبادل المعلومات بصورة سريعة جدا، وهذا يعني أن قدرات الذكاء الاصطناعي قد تفوق في المستقبل قدرة العقل البشري آلاف المرات.. فتطور هذه التقنية قد يقودها إلى مضاهاة العقل البشري في اتخاذ القرار وصناعة الأفكار وتقديم المحتوى الإبداعي».

عبدالله العولقي

تشريع الأنظمة

«التحذير من الذكاء الاصطناعي لا يعني طلب الوقوف في وجهه كما يصور ذلك بعض الكتاب بأن من يحذر منه عدو للتغيير، الفكرة تكمن بأن «العلم لا يفكر في ذاته» وفقا للفيلسوف الألماني هيدجر.

فالذي اخترع القنبلة النووية لم يكن يفكر بأن تطورها سيدمر الأرض عشرات المرات، فهل فكر قبل أن يقدم ذلك؟ وماذا حدث بعد ذلك؟ تابعت دول العالم الكبرى انتشارها والحد منها، وإذا كان العلم لا يفكر، وهو الذي -أيضا- بدأ باستنساخ النعجة «دولي» حتى تم إيقاف الاستنساخ لأبعاده اللا أخلاقية وتم – من قبل – وضع ضوابط أخلاقية للأبحاث الطبية، كل هذا ليس وقوفا في وجه العلم بل هو في الحقيقة تسييج العلم بالعقل والعوائد الإيجابية المرجوة منه، والذكاء الاصطناعي هو الآخر، صار لديه من قدرات البحث أن يخترق خصوصيات الدول والأمم والشعوب والأفراد بسبب أخطاء بشرية غاية في الدقة ويمكنه نشرها أو استغلالها، أليس جديرا بالتحذير منه؟! ذلك التحذير الذي لا يعني إلغاؤه بل يعني تقنينه ووضع أخلاقيات مهنية له، ومراقبة دولية لبعض الدول التي يمكن تسميتها بالمارقة أو الفالتة على قوى التحكم الدولي والانسجام مع القوانين الدولية، كما يحتاج إلى إدانة أخلاقية في حال تجاوز حدوده!

وإن كان لنا أن نقعد الفكرة، فإن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون في خدمة الإنسانية وليس في خدمة من يستغله أولا، وفي خدمة رفاهية الإنسان وليس بهدف سيطرة الإنسان على أخيه الإنسان، وهدفه أيضا أن يكون عونا للإنسان لاختصار الجهد والوقت، وليس عونا للإنسان لسرقة جهود إنسانية أخرى، هذه هي رؤية من يحذر من الذكاء الاصطناعي!».

عبدالحليم البراك

«يثار السؤال دائما حول حقيقة الذكاء الاصطناعي وما يؤول إليه، فمن الناحية الإيجابية يقدم العديد من المزايا والفوائد كتحسين الكفاءة في العمليات الإنتاجية والتقليل من التكاليف والزيادة الإنتاجية، ويمكن استخدامه في المجال الصحي لتشخيص المشاكل الصحية، وتطوير علاجات جديدة، وإضافة المزيد من القوة للأبحاث المتعلقة بالجينات والأمراض الخطيرة، وبالنسبة لمجال التعليم يمكن تطوير المناهج وأساليب التدريس والتقييم وبدلا من التركيز على المخرجات يتم التركيز على عمليات التوصل إليها.

من الناحية السلبية، هناك تخوف من الذكاء الاصطناعي وتداعياته الاجتماعية والاقتصادية؛ فقد يتسبب استخدام الروبوتات والتكنولوجيا الحديثة بتفاقم البطالة في المجتمع، كما يوجد احتمالية تخطيط الآلات الأذكى للمشاكل المتعددة بعيدا عن وصول الإنسان إليها، مما يؤدي إلى خلل في التوازن الاقتصادي والاجتماعي، فبالنسبة لقرارات الاستثمار عند استخدام الخوارزميات المتقدمة والتعلم الآلي، يمكن أن تتخذ الآلات قرارات الاستثمار بشأن الأوراق المالية أو الأسهم أو حتى العقارات وقد يؤدي ذلك إلى اختلال التوازن في الهيكل الاقتصادي حيث يتم سحب سلطة اتخاذ القرار بعيدا عن البشر وإعطائها للآلات التي تعمل على نماذج تعتمد على البيانات؛ والبيانات عامل مادي بلا روح أي بلا مشاعر.

وهناك أيضا ظهور القرارات الحسابية المنحازة حيث إن خوارزميات التعلم الآلي تتعلم من البيانات التي قد تكون متحيزة وعليه تتخذ القرارات التي تدعم هذا التحيز، فإذا تم تدريب خوارزمية التعلم الآلي على البيانات التي تميز فكر أو عرق معين أو شريحة معينة بشكل غير متناسب، فقد تتخذ قرارات متحيزة ضد كل هؤلاء، مما قد يؤدي بدوره إلى آثار سلبية على بقية المجتمع حيث لا يتم الحفاظ على العدالة والإنصاف.

أما بالنسبة لمجال التعليم والتعلم فقد يؤدي إلى زيادة في عمليات الغش أو التكاسل والاعتماد على برامج الذكاء الاصطناعي للقيام بالواجبات والأعمال المطلوبة، وهذا بالتأكيد سوف يؤدي إلى انحدار في مستوى التعلم، هذا عدا عن الظلم الذي قد يتعرض له بعض الطلبة من جراء استخدام الأساتذة لبرامج كشف استخدام التطبيقات في إنتاج الأوراق العلمية أو الأبحاث؛ لأنه قد أثبت في بعض الحالات أن برامج الكشف قد أخطأت في تقييم أعمال الطلبة!

للتوصل إلى اتفاق بين المؤيدين والمعارضين للذكاء الاصطناعي، يحتاج المجتمع إلى بناء تحالفات وشراكات وتشكيل هيئات تنظيمية شاملة توضح الأهداف للمجتمع والحدود والقواعد اللازمة لاستخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وفعالة. فيمكن إنشاء لجنة تضم أعضاء من القطاع العام والخاص والمجتمع المدني، وتقوم بتحديد الأخلاقيات والمعايير اللازمة للتطوير والاستخدام الآمن والمسؤول للذكاء الاصطناعي.

التطور التكنولوجي يصبح خطرا إن ترك دون تقنين أو ضبط دقيق، وبما أنه أمر واقع وسريع التطور وجب على الجميع من الحكومات والمؤسسات والمختصين التدرب على استخداماته والتعرف على السبل الأفضل لتطويعه من أجل خدمة الإنسان في جميع مجالات العمل وجميع أساليب الحياة».

ميسون الدخيل

«تنقسم الآراء والأفكار حول الذكاء الاصطناعي بين مؤيد ومعارض وبين متحفز ومتحفظ وبين طامح ومتوجس، وكلاهما لديه من الآراء والأفكار ما يقتنع به ويقنع به الآخرين، إن أكثر ما يتخوف منه المتوجسون هو العصب الرئيس للحياة ألا وهو الاقتصاد والتوظيف، وإن أكثر ما يتطلع له المؤيدون والطامحون هو الدقة في العمل وقلة التكاليف، فما يقوم به جهاز يشتغل بالذكاء الاصطناعي من عمل ما هو إلا أضعاف ما تعمله الأيادي البشرية، ولكن هل يؤثر ذلك على الوظائف والاقتصاد؟!

ربما ولكن ليس بالشكل الذي يتخوف منه البعض، قد يؤثر على بعض الوظائف المعينة خاصة الإنسانية منها ولكنه يصنع العديد من الوظائف في مجالات علمية مختلفة، وبإمكاننا القول إن الاستخدام السليم والمعتدل سيصنع التغيير الهائل والمطلوب في الأزمان القادمة، قد يواجه العالم بعض الصعوبات والاستخدامات السيئة والسلبية للذكاء الاصطناعي ولكني أثق ثقة تامة أنه مع تطوره ونموه سيصاحبه العديد من التشريعات والتنظيمات الحكومية التي ستحد من استخداماته السلبية.

خلاصة القول إن الذكاء الاصطناعي سيكتسح العالم في الأعوام القادمة سواء أيدنا ذلك أو عارضناه؛ لذا على الحكومات والمنظمات العمل على سن القوانين والتشريعات المنظمة لعمل ذلك الوحش القادم للاستفادة منه على أكمل وجه».

محمد عبدالله القرني



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى