اشتباكات السودان: تجدد الاشتباكات في البلاد عقب هدنه ليوم واحد والوسطاء يحذرون من توقف الجهود الدبلوماسية
تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، فجر الأحد، في عدة مواقع في العاصمة الخرطوم، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت ليوم واحد.
وقال شهود عيان إن القتال استؤنف في السادسة صباحا (4 بتوقيت غرينتش) في شمال أم درمان، إحدى المدن الثلاث المتجاورة، إلى جانب الخرطوم وبحري، التي تشكل مجتمعة العاصمة حول ملتقى نهر النيل، بعد فترة وجيزة من انتهاء وقف إطلاق النار
وأضافوا في حديث لبي بي سي أن معارك عنيفة وقعت بين الطرفين بالقرب من جسر الحلفايا ببحري، مشيرين إلى استخدام أسلحة ثقيلة في القتال. كما أكد سكان في مناطق بشرق النيل عن نشوب قتال عنيف بين الجيش وقوات الدعم السريع، استُخدِمَت فيه الأسلحة الثقيلة ايضا.
وشهدت البلاد حالة من الهدوء النادر يوم السبت، عقب التزام طرفي الصراع بهدنة لمدة اربع وعشرين ساعة، سكتت خلالها الأسلحة بعد 8 أسابيع من القتال العنيف.
وكان وقف إطلاق النار الأخير أفضل من سابقيه، إذ سمح الهدوء للناس بتخزين السلع الأساسية، لكن تكاليفها العالية وصعوبة العثور عليها صَعّبَ الأمر على المواطنين.
وعلمت بي بي سي من مصادر دبلوماسية أن الوساطة المشتركة بين السعودية والولايات المتحدة الامريكية تعكف على صياغة اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد.
وأضافت أن التزام الطرفين بهدنة اليوم الواحد شجع الوسطاء في المضي قدما في بلورة الاتفاق الجديد.
لكن الوسطاء الأمريكيون والسعوديون حذروا الأطراف المتحاربة من أن الجهود الدبلوماسية ستتوقف ما لم يفوا بالتزاماتهم هذه المرة.
وفي سياق متصل، أفادت محطة كي بي سي الكينية الرسمية أن رؤساء دول شرق إفريقيا سيجتمعون في جيبوتي يوم 12 يونيو/ حزيران لمناقشة الوضع في السودان.
وقالت إن هذا اللقاء سيكون أول اجتماع فعلي لقادة الدول الأعضاء في الكتلة الإقليمية الحكومية الدولية (إجاد) منذ تفشي وباء كورونا.
وقال متحدث باسم الرئيس الكيني إن القمة “ستشهد مداولات بشأن المسائل الإقليمية الحاسمة، مع التركيز بشكل خاص على الوضع في السودان”.
أعمال نهب، ونزوح مئات الآلاف.
انتشرت حوادث وأعمال النهب والسلب في العاصمة الخرطوم التي تحول معظمها إلى ساحة حرب ومواجهات واشتباكات. كما شهدت مدن أخرى من بينها، دارفور إلى أعمال نهب أيضا.
واتهم سودانيون قوات الدعم السريع وعصابات تابعة لها بنهب المحال التجارية ومنازل المواطنين، وقالوا “أصبح الانتقال من مكان إلى آخر خطير جدا”.
من جهتها نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن أعمال النهب وقالت إنها تحاول مواجهته.
واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في 15 أبريل/ نيسان بسبب توترات مرتبطة بخطة مدعومة دوليا للانتقال إلى حكم مدني.
وقُتل مئات الأشخاص وأُصيب الآلاف منذ اندلاع اعمال العنف، وأدى الصراع إلى نزوح أكثر من 1.9 مليون شخص، ما تسبب في أزمة إنسانية كبيرة تهدد بالانتشار عبر المنطقة المضطربة.
وغادر البلاد عبر الحدود حتى الآن نحو 400 ألف شخص، فروا من ديارهم إلى البلدان المجاورة، واتجه نصفهم تقريبا شمالا إلى مصر.
وشددت مصر، السبت، إجراءات الدخول من خلال تمديد وضع شروط كثيرة لمنح تأشيرات الدخول للرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 50 عاما لجميع المواطنين السودانيين.
وحتى قبل تغيير الإجراءات، واجه آلاف السودانيين فترات انتظار طويلة بالقرب من الحدود أثناء محاولتهم الحصول على تأشيرات.