الشيخوخة: هل يساعد عنصر “التورين” الموجود في اللحوم والأسماك في إطالة عمر البشر؟
- جيمس غالغر
- مراسل الشؤون العلمية والطبية بي بي سي
قال علماء إن “التورين”، وهو عنصر غذائي موجود في اللحوم والأسماك ويباع كمكمل غذائي، يطيل العمر ويعزز الصحة لدى حيوانات مختلفة.
ومن المعروف أن مستويات التورين تتراجع مع تقدم العمر، بما في ذلك عند البشر.
وأظهرت تجارب، شملت حيوانات في منتصف عمرها، أن تعزيز التورين بما يكافئ مستويات عمر الشباب يطيل العمر بما يزيد على 10 في المئة ويحسن صحة الجسم وصحة الدماغ.
وخلص باحثون إلى أن عنصر التورين قد يكون “إكسير الحياة”، لكن لم يجر العلماء اختبارات على زيادة المستويات لدى البشر.
لذلك أوصى فريق في جامعة كولومبيا بنيويورك بعدم شراء الناس حبوب التورين أو مشروبات الطاقة المليئة بالتورين رغبة منهم في إطالة العمر.
وعلى الرغم من ذلك تعد الأبحاث على الحيوانات أحدث الدراسات المتطورة المعنية بالبحث في طرق تأخير الشيخوخة.
وبدأت هذه الدراسة بتحليل الجزيئات الموجودة في الدم لدى الأنواع المختلفة، لاستكشاف الفروق بين الصغار والكبار.
وقال الباحث فيجاي ياداف: “التورين أحد أكثر (الجزيئات) التي تتناقص بشدة”، ورصد العلماء أن المستويات لدى كبار السن أقل بنسبة 80 في المئة مقارنة بالمستويات لدى الشباب.
ويكاد ينعدم وجود التورين في النباتات، لذا فإن العنصر يتوفر إما من البروتين الحيواني في النظام الغذائي أو يقوم الجسم بتصنيعها. وكان فريق من العلماء قد سعوا خلال السنوات الـ 11 الماضية إلى توضيح دور التورين في الشيخوخة.
تحسين الذاكرة
أعطى علماء جرعة يومية لفئران عمرها 14 شهرا، وهو عمر يعادل عند الإنسان 45 عاما.
وأظهرت النتائج، التي نشرتها مجلة “ساينس”، أن ذكور الفئران عاشت بمعدل عمر أطول بـ 10 في المئة، والإناث 12 في المئة أطول، وبدا أن كلا الجنسين يتمتعان بصحة أفضل.
وقال ياداف: “بدت الفئران التي حصلت على مكمل التورين أكثر صحة وبدت أصغر عمرا، وحجمها أصغر، مع زيادة معدلات استهلاك الطاقة، وزيادة كثافة العظام، وتحسين الذاكرة، وجهاز مناعي أصغر عمرا”.
كما رصد العلماء تسجيل الديدان زيادات في العمر بنسبة تتراوح بين 10 إلى 23 في المئة.
وأعطى العلماء قرود الريسوس، البالغة من العمر 15 عاما، جرعات من التورين على مدار ستة أشهر، وهي فترة أقصر من أن يمكن خلالها رصد اختلاف في متوسط العمر المتوقع، بيد أن الباحثين رصدوا مرة أخرى تحسنا في وزن الجسم والعظام ومستويات السكر في الدم والجهاز المناعي.
وقال هينينغ واكرهاج، أحد المشاركين في الدراسة في جامعة ميونيخ التقنية: “أعتقد أن هذه حقيقة جيدة. التورين يتصدى بطريقة ما لمحركات الشيخوخة”.
بيد أن العديد من الأسئلة الكبيرة تظل بلا إجابة:
- هل ستكون نفس النتائج ممكنة في حالة البشر؟
- لماذا تتراجع مستويات التورين في المقام الأول، إذا كانت مفيدة للصحة؟
- كيف يؤخر التورين الشيخوخة؟
- هل هناك أي مخاطر بسبب تناول التورين؟
أجرى العلماء دراسة شملت 12 ألف شخص، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين لديهم نسبة أكبر من التورين في دمائهم يتمتعون بصحة أفضل بشكل عام.
وإذا كانت البيانات المسجلة من الفئران تنطبق على البشر، فستعادل سبع سنوات إلى ثماني سنوات إضافية من العمر، كما يقولون.
بيد أن الأمر يتطلب تجارب عملية مناسبة، حيث يُعطى خلالها بعض الأشخاص العنصر الغذائي والبعض الآخر حبوب دواء وهمي، لمعرفة إذا كان يمكن رصد أي فائدة.
وقد تؤدي الفروق في النوع البشري إلى توقف نشاط التورين عن العمل أو قد يكون هناك سبب ناتج عن عنصر تطوري يجعل المستويات تتراجع مع تقدم العمر، وتشير الأدلة الحالية، بما في ذلك مشروبات الطاقة التي يتم طرحها في الأسواق على مدى عشرات السنوات، إلى أن التورين آمن.
نظام غذائي صحي
ومع وجود التورين في نظامنا الغذائي، فإنه سيكون من الصعب تناول الكميات المستخدمة في التجارب.
فالجرعة المعادلة للتجارب على الحيوانات، والتي يفترض توسيعها لتطبيقها على البشر، تتراوح بين 3 إلى 6 غرامات يوميا.
ورفض ياداف الإفصاح عما إذا كان قد اختار تناول مكملات التورين بنفسه خوفا من التأثير غير المناسب على الناس.
وقال لبي بي سي نيوز: “دعونا ننتظر حتى تكتمل التجارب العملية قبل أن نوصي الناس بالذهاب إلى أرفف محال البقالة لشراء التورين”.
وقال واكرهاج إنه بدلا من التسرع في تناول المكملات، توجد طرق مؤكدة بالفعل تطيل العمر.
وأضاف: “إن كنت ترغب في أن تعيش حياة طويلة وصحية وسعيدة، فعليك اتباع نظام غذائي صحي، وهذا أحد أهم الأشياء، وبالطبع، لابد أن تمارس الرياضة”.
مراكز توليد الطاقة
خلص التقرير العلمي إلى أن التورين يلعب دورا في تقليل شيخوخة الخلايا، أي توقف الخلايا في الجسم عن الانقسام، وهي سمة مميزة للشيخوخة.
كما يبدو أن العنصر الغذائي يحافظ على عمل الميتوكوندريا، أي مراكز الطاقة في خلايا الجسم .
بيد أن العلماء لم يبحثوا حتى الآن كيف يحدث ذلك.
وتعليقا على نتائج الدراسة، قال جوزيف ماكغون وجوزيف باور، من جامعة بنسلفانيا: “التركيز فقط على زيادة نسب التورين في النظام الغذائي يقود إلى خيارات غذائية سيئة، لأن النظم الغذائية الغنية بالنباتات مرتبطة أيضا بصحة الإنسان وتطيل العمر”.
وأضافا: “وهكذا، مثل أي تدخل، يجب التعامل بحذر مع مكملات التورين بهدف تحسين صحة الإنسان وإطالة عمره”.