فجر السعيد: الأمن العام يوضح سبب توقيف الإعلامية الكويتية في مطار بيروت ومنعها من دخول لبنان
تصدر اسم الإعلامية الكويتية فجر السعيد مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان والكويت بعد منعها من دخول الأراضي اللبنانية.
وأعلنت المذيعة الكويتية فجر السعيد، الخميس، أنّها مُنعت من دخول الأراضي اللبنانية، كاشفةً في تغريدة “أنّه تمّ التحقيق معها في مطار بيروت الدولي قرابة 5 ساعات، قبل أن تكشف أنّ السلطات وضعت اسمها ضمن قائمة الممنوعين من دخول البلاد بسبب مواقفها السياسية”، بحسب قولها.
كما نشرت السعيد مقطع فيديو، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، روَت فيه حيثيات ما حصل معها في المطار.
وقالت إنّها “انتظرت لأكثر من ساعتين قبيل ختم جوازات السفر، وعند الوصول إلى عنصر الأمن العام طلب منها مرافقته إلى مكتب الأمن العام، حيث أُبلِغت بمنعها من دخول لبنان”.
ولفتت السعيد إلى أنّها “لم تستطع التواصل مع السفارة الكويتية بسبب انقطاع الاتصالات وشبكة الإنترنت، كما مُنِعت من الانتظار حتى موعد الرحلة الجديدة صباحاً في صالة الانتظار الخاصة بدرجة رجال الأعمال”.
وقالت في الفيديو: “كل دولة حرّة في قوانينها، وأنا احترم قوانين البلدان الأخرى مثل ما أحترم القانون الكويتي”.
وأضافت: “لن أفرض نفسي على أيّ دولة، وهذا لا يعني أنّني لا أحب الشعب اللبناني وتفاجأت بمحبة الناس في المطار”.
وأكدت أنّ “الموضوع سياسي بحت ولم أقم بجريمة، بل ما حصل نتيجة آرائي السياسية، إذ باتت إحدى الجهات لا تتحمّل الرأي الآخر”.
وبحسب تصريحات مصدر أمني لوسائل إعلام محلية فإنّ السعيد منعت من دخول لبنان بسبب “زيارتها إسرائيل، والقانون اللبناني واضح وصريح بهذا الشأن”، نافياً كلامها عن أنّ الترحيل جاء نتيجة مواقفها من “حزب الله”.
الأمن العام اللبناني
أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، في بيان، أنّه “بتاريخ 7/6/2023 تقدّمت السيدة فجر السعيد، عند وصولها إلى مطار رفيق الحريري الدولي قادمة من دولة الكويت، للحصول على تأشيرة دخول الى لبنان، وبعد التدقيق بمستنداتها تبيّن أن في حقّها إجراء بعدم السماح لها بالدخول”.
وأوضح الأمن العام أنّ “إجراءات دخول العرب والأجانب إلى لبنان والإقامة فيه، مناطة وفقاً للقوانين المرعية الاجراء حصراً بالمديرية”.
وأكد الأمن العام اللبناني أنه “يحق لأصحاب العلاقة مراجعة هذه المديرية، بالأصالة أو بالوكالة، لإعادة النظر بأيّ إجراء يصدر عنها في حال تقدّموا بمعطيات ومستندات تسمح بإعادة النظر بأي اجراء متخذ”.
حزب القوات اللبنانية
ومن جهته، علق رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، عبر تويتر قائلا: “إن منع الإعلامية والكاتبة والمنتجة الكويتية فجر السعيد من دخول لبنان بطريقة بوليسية، ومن دون أي مسوغ قانوني، إنما هو ضرب لكل ما يمثله لبنان من قيم حضارية وثقافية وإعلامية من جهة، واستهتار كامل بعلاقات لبنان العربية من جهة ثانية، الأمر الذي يشكّل ضربًا لمفهوم الحريات برمته”.
وأردف جعجع قائلا: “إن الكويت لطالما كانت خير معين وظهير وصديق للبنان منذ الاستقلال وحتى اللحظة على مختلف الأصعدة، وفي مقدمتها المشاريع الإنمائية التي أنجزها صندوق التنمية الكويتي، أقله في السنوات العشر الأخيرة، والتي تفوق في بعض المناطق، ما أنجزته الدولة اللبنانية بحد ذاتها، كما أن الكويت كانت دائمًا وأبدًا ومن دون تردد، تقف إلى جانب لبنان في المحافل العربية والدولية، فهل هكذا نكافئ أصدقاءنا؟”.
وتابع زعيم “القوات” قائلا: “ولكن على ما يبدو أن السبب الوحيد لمنع الإعلامية الحرّة فجر السعيد من دخول لبنان يكمن في مواقفها الواضحة والشفافة تجاه محور الممانعة، والسؤال المطروح: هل تحوّل لبنان إلى كوريا شمالية ثانية؟”.
وختم جعجع بالقول: “إن المطلوب من رئيس الحكومة ووزير الداخلية إجراء تحقيق فوري في هذه القضية وتحديد المسؤوليات وإنزال أشد العقوبات بحق الذين كانوا وراء هذا القرار… ماذا وإلا، أهلا بكم جميعًا في جمهورية كوريا الشمالية”.
المدير العام للأمن العام السابق
وقد صدر عن المكتب الإعلامي للمدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم البيان الآتي:
“ايضاحا للجدل القائم حول منع الأمن العام اللبناني السيدة فجر السعيد من الدخول إلى لبنان عبر مطار رفيق الحريري الدولي، وتصويب البعض على المدير العام السابق للأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم لاتخاذه قرارا مسبقا في شأنها، يوضح مكتب اللواء إبراهيم أن القرار الذي اتخذه في وقت سابق هو وفقا للقانون”.
وأضاف: “المديرية العامة للأمن العام تعمل تحت سقف القانون، وإلا لما أوقفت السعيد وبقرار فوري بالأمس من أصحاب القرار وبعد مضي اشهر على تقاعد اللواء إبراهيم في آذار الفائت، وهذا اجراء يطبّق في مطارات العالم قاطبة لأسباب قانونية، لذا فإن المسألة لا تحتمل المزايدات، واللبنانيون هم الأخبر بذلك. أما إذا كان من اعتراض ما فيمكن لمحامي السيدة السعيد مراجعة المؤسسة المعنية”.
وتابع البيان: “أما وقد طالعنا البعض بدفاع مستميت عن دولة الكويت الشقيقة، وكأن منع دخول مواطن لأية دولة أو مساءلته وفقا للقانون اللبناني وعلى الأراضي اللبنانية هو إهانة لدولة أو لشعب أو حتى لصاحبة العلاقة، فإن هذا الأسلوب الذي “يفيض” وطنية وحفاظا على السيادة والاستقلال واحترام القانون اللبناني هو موضع تقدير كبير لو كان حقيقيا.”
“أما وإنه حرص زائف وتقديم أوراق اعتماد يمينا ويسارا لنيل رضى أصحاب الشأن ولحجز مكان ما أو رصيد في الآتي من الأيام، فالأفضل لصاحبه أن يكفّ عن أسلوبه المكشوف في مرحلة يمر بها الوطن بمخاطر جمة، وليلتفت إلى مصالح هذا الوطن لا إلى مطامحه الشخصية لتحقيق أهدافه الكيدية التي لا تخفى على أحد”.
الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع
وأكد رئيس الجمعية الوطنية لمقاومة التطبيع في لبنان، الدكتور عبد الملك سكرية، وفي تصريح لموقع “العهد” الإخباري اللبناني أن “تصرّف الدولة والأجهزة المعنية مع المدعوة فجر السعيد سيسري على كلّ شخص دخل إلى الأراضي المحتلة، مهما كانت صفته وبات على جواز سفره ختمٌ إسرائيلي”.
وأكد سكرية أن “القانون اللبناني يمنع دخول أيّ شخص سافر إلى الكيان الصهيوني”، وأضاف: “هذه ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة”.
ورأى سكرية أن “إثارة البلبلة من جانب السعيد حول دخولها إلى لبنان هو ترويج للتطبيع وكسر للقانون اللبناني”.
وتابع: “الكثير يتمنّون اليوم إلغاء قانون مقاطعة “إسرائيل” ليصبح الدخول إلى الكيان الغاصب عاديًا حتى لا يُعتبر جريمة أو مخالفة”.
وأشار إلى أن “أنصار التطبيع لديهم من الوقاحة أن يعبّروا ويلعبوا على هذا الوتر أن السعيد شخصية مشهورة وتريد الدخول إلى لبنان، مع العلم أن الدولة اللبنانية ترحّب بالجميع، لكنّ المسّ بموضوع يخصّ العدو لا يمرّ والقانون يجب أن يُطبّق وهذا ما تفعله السلطات المحلية”.
ودعا سكرية إلى “التحقيق مع من يُجاهر بعدم تطبيق القانون، ولا سيّما مع أولئك الذين يتهاونون مع التطبيع”، على حد وصفه .
مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي
وعلقت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان على منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من الدخول إلى لبنان، وقالت: “من المستغرب جداً أن يتم منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من الدخول إلى لبنان وتوقيفها والتحقيق معها وذلك فقط على خلفية مواقفها وآرائها السياسية”.
ورأت أنّ “هذا النسق المُدان من التضييق إنما يشكل ضرباً لفكرة وجود لبنان القائمة على الحريات والتنوع وعلى احترام الصحافة والصحافيين لبنانيين كانوا أم وافدين، وعلى السلطات المعنية والأجهزة المختصة توضيح ما حصل ومعالجة الأمر ومنع تكراره”.
وقد أثار منع الإعلامية والكاتبة الكويتية فجر السعيد من دخول الأراضي اللبنانية ردود فعل متباينة من قوى سياسية ونيابية وشخصيات متنوعة.
مؤيدون لقرار منع فجر السعيد من دخول الأراضي اللبنانية
أيد كثيرون قرار الأمن العام اللبناني بمنع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من دخول الأراضي اللبنانية، إذ اعتبروا أنه “ليس من حقها دخول لبنان وفق قانون مقاطعة إسرائيل”.
فقال الصحفي والكاتب السياسي اللبناني غسان جواد: “فجر السعيد نموذج سيء عن الإعلام المطبع ولا تعبر عن رأي غالبية أهلنا في الخليج والكويت الذين نعرف موقفهم من فلسطين وتلك المطبعة بوقاحة مع العدو.. ليس من حقها دخول لبنان والأمن العام طبق قانون مقاطعة إسرائيل الذي أقره مجلس النواب ووقعه الرئيس كميل شمعون في 23 حزيران 1955”.
وأضاف: “القانون صادر قبل ما يتأسس الحزب بسنوات.. بس لتعمل لحالها قيمة بتقول حزب الله منعها، وأنا شبه واثق أن غالبية قيادات وكوادر الحزب لا يعرفونها ولم يسمعوا بها حتى”.
ومن جهته غرد رئيس مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران قائلا: “جاهرت فجر السعيد بدخولها فلسطين المُحتلة شاكرةً من أسمتهم “أبناء العمومة” من جنود صهاينة على “حسن الضيافة”..! فقام الأمن العام اللبناني بإجراء من حقه بل من واجبه متخذاً تدبير “منع دخول”، فلما كلّ هذا العويل والصراخ؟! للبلد قانون يْجرّم التطبيع، ومن واجب الأجهزة الأمنية تطبيقه”.
رافضون لقرار منع فجر السعيد من دخول الأراضي اللبنانية
ومن جهته أشار النائب أشرف ريفي إلى أنّ “منع الإعلامية الكويتية فجر السعيد من الدخول إلى لبنان، يمثل قمة الاستهانة بصورة لبنان وموقعه، كما يشكل اعتداء على مواطنة عربية تنتمي إلى دولة الكويت الصديقة للبنان. لن نقبل أن يكون لبنان محمية للممانعة. يكفينا الإرهاب والقتل والكابتاغون. لبنان كان وسيبقى بلد الحريات”.
وغرد رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قائلا: “هل تحولت السلطات اللبنانية الحالية إلى أداة قمعية خدمة لحزب خارج عن الدستور والقوانين اللبنانية على حساب حرية التعبير المكرسة في الدستور وعلى حساب علاقة لبنان بالدول العربية؟ سؤال برسم وزراء الداخلية والخارجية والعدل”.
قانون العقوبات اللبناني
وفي المقابل، طالب كثيرون باللجوء إلى القانون في قضية فرج السعيد.
فقال النائب ميشال المر، في تصريح عبر تويتر: “بما يخص فجر السعيد، فليكن القانون هو الحاكم، وليكن التعاطي السياسي بما يعزز دور المؤسسات، وتحديدا الأمن العام، وتطبيق القانون واحترامه. أمّا المزايدات السياسية الشعبوية، فلا تؤدي إلا لضرب هيبة الدولة وتعطيل عمل المؤسسات”.
وتتناول المادة 285 من قانون العقوبات “الصلات غير المشروعة مع العدو: حيث يعاقب بالحبس سنة على الأقل وبغرامة لا تنقص عن مائتي ألف ليرة لبنانية (تضاعفت 100 مرة) كل لبناني وكل شخص مقيم في لبنان أقدم أو حاول أن يقدم مباشرة أو بواسطة شخص مستعار على صفقة تجارية أو أي صفقة شراء أو بيع أو مقايضة مع أحد رعايا العدو أو مع شخص ساكن بلاد العدو”.
“كما يعاقب بذات العقوبة كل لبناني وكل شخص في لبنان من رعايا الدول العربية يدخل مباشرة أو بصورة غير مباشرة وبدون موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة بلاد العدو لأي سبب كان. وهذا الجرم ضمن فئة الجرائم التي يعود للمحاكم العسكرية النظر بها”.