على نيّاتكم ترزقون | صحيفة الخليج
د. مايا الهواري
النيّة الطّيّبة هي جواز سفر لعالم النّجاح، فعندنا تكون النّيّة صافية تتيسّر الطّرق لكلّ نجاح، إلّا أنّ البعض يمتلكون نوايا سيّئة، بسبب تفكيرهم المحدود، فعندما تكون نيّتك صافية ينتابك شعور الاستغراب من الآخرين الّذين يفكّرون بشكل سيئ. والسّبب في ذلك أنّهم يفكّرون في ردّ الفعل، لكنّ المفروض أن يتمّ التّفكير في ردّ الفعل من الله تعالى، وأن نضع أمام أعيننا اليقين وحسن الظّنّ بالله تعالى، وأنّ الحماية والرّعاية والهداية من الله سبحانه وتعالى وليس من البشر. وهذه الجملة قالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في كتاب «قصّتي»، وهو كتاب ممتع للغاية.
تكلّم سموه في هذا الكتاب عن تولّيه منصب القيادة مع والده الشيخ راشد، طيّب الله ثراه، بالقول: إنّه في عام ١٩٦٨ أخبره والده أنّه سيكون حامي الاتحاد، حيث تشكّل الاتّحاد الإماراتي عام ١٩٧١، ووقع على عاتقه تشكيل الجيش والدفاع والشرطة في الدولة في إمارة دبي، فطلب من رئيسه الذي هو والده الذهاب لأداء فريضة العمرة، وهناك دعا رب العالمين، فقضى هناك ثلاثة أيام واصفاً مشاعره، لحظات الدعاء والتوسّل إلى الله تعالى. كما تكلّم سموه عن ذلك اليوم، حيث انتابه شعور غريب أثناء ذلك، وطلب من ربّه أن يهديه، ويرعاه، ويحميه، ويعينه في مهمته الجديدة، وأن يمنحه النظرة الثاقبة، مخاطباً الله سبحانه أن يساعده على نيته للتطوير والتحسين، وعمل شيء استثنائي غير اعتيادي لهذه البلاد، فوقف سموه ورجا ربّه قائلاً بعض الأبيات كمناجاة شعرية واصفاً الحالة الروحانية في رحاب بيت الله الحرام والشعور الشجي في مكة، مهبط الوحي والتنزيل:
طفت وسعيت وبكى في الليل ولهاني
قلبه إذا يقال الله واكبر إيليني
فيض من النور حياني وأحياني
يا خالق النور أنته بس تهديني
ووقفت والليل يشهد طول حرماني
أنظر لحالي إلهي لا تخليني
في مهبط الوحي والتنزيل فاجاني
شعور ما ينوصف مازال يشجيني
كانه أمامي محمد خير عدناني
وحوله الصحابة جنوده والمطيعيني
وعن هذه اللحظة يقول سموه: شعرت وكأن شعلة في حياتي ونظرة ورؤية موجودة ليومنا هذا، وفعلاً حصل ذلك بفضل الجهد الذي بُذل، والعمل بإخلاص، وخدمة الناس، وتمت المكافأة من الله تعالى؛ فالحماية والهداية والرعاية منه وحده إن كانت النوايا طيبة.
أحسنوا النية لتكون النتائج طيبة ورائعة؛ فعلى نياتكم تُرزقون.