لم نجد غير الشر والخراب من الإخوان
يعتبره الكثيرون مثيراً للجدل أو مشاغب بأطروحاته وآرائه في السياسة والاقتصاد عامة، أو حتى الانتخابات الكويتية وغيرها، إلا أنه لا يصنف نفسه في تلك الخانة، ويرى ببساطة أنه “شخص متفائل”
إنه الكاتب الكويتي “أحمد الصراف” صاحب الخبرة الطويلة في العمل الإعلامي والسياسي، الذي التقته “العربية.نت”، فكان الحوار أدناه الذي جدد فيه انتقاداته لتنظيم الاخوان.
كما أوضح أنه لم يهاجم يوماً القبائل أو البداوة كما اتهم. واعتبر أن نتائج الانتخابات الأخيرة في الكويت أكدت أن الاخوان في وضع جيد!
* انطفأ بريق جماعة الإخوان في عدد من الدول التي أعلنت مواجهة واضحة وصريحة ضدهم، فما هو الوضع في الكويت اليوم؟
-نتائج الانتخابات الأخيرة بينت أن الإخوان، في أفضل حال!
*هل نستطيع حصر خلافاتك في الكويت ضد التيار الديني وتوجهاته فقط؟
القول بأن خلافاتي في المجتمع الكويتي يمكن حصرها مع التيار الديني غير صحيح، فأنا أنتمي لأسرة متدينة، فهل هذا يعني أنني مختلف معهم ولا أتعامل معهم؟
بالطبع لا، فأنا معارض لمن يستخدمون الدين في السياسة، ومختلف مع من يستغلون الدين لمحاولة فرض أسلوب معيشتهم على الغير.
كما أنني معارض لمن يستخدم الدين للوصول إلىا لسلطة، ولمن ولاءه لمرشد يعيش في الخارج، وليس لسلطة الحكم في الدولة.
*اعتبر البعض أنك بالغت جدا في وصف البرلمان القادم بالأخطر في تاريخ الكويت، فهل جاء هذا الوصف في سياق المبالغة؟
لا أبداً، فالبرلمان الذي تم انتخابه، سيكون غالباً الأكثر فشلاً في تاريخ الحريات في الدولة، والأخطر فيما يتعلق بدوره المفترض في ترتيب بيت الحكم، حسبما ينص عليه في الدستور.
*أنت نشيط على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنك تبدو انفعاليا في ردودك أحياناً، حتى أنك قلت إن هناك معرفات وهمية تحاربك، فهل هذا صحيح؟
يعتقد البعض، وقد يكونون محقين، أنني انفعالي في ردودي، وهذا يعود غالبا لطبيعة السؤال أو الملاحظة أو الاتهام المطلوب الرد عليه، فكلما زادت نسبة التطرف، أو السذاجة، في السؤال، زادت الانفعالية لدي في الرد.
ولا أعتقد أن هناك أجندات تحاربني فلست منخرطا في السياسية ولا أمثل إلا رأيي، ولكن لا أنكر أن أعدائي في الساحة متعددون، ومن مختلف المشارب والأهواء.
*وماذا عن مطالبتك بوجود جهة في الكويت مهتمة برعاية عقل المواطن والمقيم؟
تثقيف ورفع مستوى المواطن مسئوولية الحكومات، وتصبح هذه المسئولية أكبر وأخطر في المجتمعات المتخلفة، كمجتمعاتنا، فرعاية عقل المواطن تتم عن طريق رفع مستوى ونوعية المناهج الدراسية وجعلها عصرية، وجميل أن نرى السعودية تعلن البدء بتدريس مواد جديدة مثل علوم الأرض والفضاء، والذكاء الصناعي، وغيرها من المواد العصرية، وحزين في الوقت نفسه بقائنا، كدولة وشعب، في هذا الدرك التعليمي المتخلف، ونحن الذين كنا يومًا في مقدمة الدول العربية في التعليم، فأصبحنا منشغلون بتكفير هذا الطرف وتلك الجهة..
مؤسف رؤية كافة مؤشرات التعليم تبين أننا أصبحنا في الدرجات السفلى من سلم الرقي في التعليم، الذي أصبح منذ عقود في قبضة القوى الدينية المتزمتة.
*أنت متهم بأنك ترتدي نظارة سوداء لا ترى المشهد الاجتماعي والسياسي إلا من خلالها، هل تحمل نظرة تشاؤمية نحو المستقبل؟
على المستوى الشخصي، أنا شخص متفائل، ولكن عندما أنظر لوضع وطني الذي لم يتوقف انحداره في كل المجالات سنة بعد أخرى، لا أجد غير التشاؤم، فمن الغباء الشعور بالتفاؤل أمام هذا الفيضان من الإحباطات المتتالية.
*رغم طرحك الجريء واللاذع غالباً، إلا أنك تشتكي من تراجع هامش حرية التعبير في الكويت، ما نوع هذا التراجع وما هي أسبابه؟
وجود طرح جريء أو لاذع لا يعني وجود هامش حرية كبير وكاف، فمن الصعب مثلا نشر رواية دون خضوعها للرقابة المسبقة ومن أطراف لا تعرف من الأدب والثقافة شيئا، كما أن الحريات لا تقاس فقط بحرية القول، بل بأمور كثيرة، وهذه في غالبيتها مقيدة، بل وفي تراجع.
*حملت إحدى مقالاتك عنوان “لا تصدقون أن وراء الإخوان خير للوطن “.. فهل بالفعل ما زال بيننا إخوان متخفين وراء مصلحة الوطن؟
مقولة أن ليس وراء الإخوان خير ليست مقولتي، بل هي مقولة شائعة ومعروفة، ولو كان فيهم أو من ورائهم خير، لما منعت عدة دول عربية وغربية أنشطتهم، ولما جرمت أفعالهم، وأتمنى أحدا يعطيني فعلاً أو قولاً أو تصرفاً تمثل فيه خير لبلدانهم أو للبشرية.
فبعد 95 عاماً من النشاط، وبعد جمع مليارات الدولارات، وصرف غالبيتها على عمليات عسكرية وتخريب وحشد مظاهرات والوقوف خلف الانقلابات، لم نجد غير الشر والفساد والتخريب من الإخوان.
أين الكتب العلمية التي أصدروها، أين المدارس والجامعات التي افتتحوها، أين إبداعاتهم في الطب والفضاء وغيرها، لا شيء على الإطلاق غير التآمر والخراب، والصرف على العجزة من الدعاة.
*هل تسليط الضوء على بعض الأشخاص بعينهم مثل” طارق سويدان وغيره ” يوصل الرسالة والمغزى التي تريدها بشكل صحيح؟
تسمية أسماء المنتمين لحزب الإخوان المسلمين في مقالاتي ليست بدعة، ولست الوحيد الذي يقوم بذلك، بل هم من ادعوا الانتساب للإخوان ومن خلال عدة لقاءات تلفزيونية مسجلة، وإيراد أسمائهم، وتكرار إيرادها يهدف لتذكير العامة بهم وفضح سيئ أعمالهم، وحقيقة ولائهم لقوى خارج دولهم.
*وماذا عن مهاجمتكم للبداوة والقبيلة في الكويت؟
لم يسبق لي أن هاجمت البداوة والقبيلة، ولا رغبة أو نية لدي في استعداء أية شريحة من المجتمع.
بل ذكرت في مقالي أن البداوة لا وجود لها في الكويت، بحكم الواقع والمنطق المتمثل فيما نراه أمامنا، فمن كانوا يوماً من البدو أصبحوا مواطنين يعيشون حياة مدنية بكل ما تعنيه الكلمة من معان سياسية واجتماعية ومعاشية، وأصبحوا جميعاً يخضعون لدستور وقوانين مكتوبة متفق عليها.
وطالما ليس هناك بداوة فليس هناك تابعية قبلية، فالإنسان الذي يعيش في المناطق النائية، حيث لا حكومات مجبر على أن يكون جزء من جسد أكبر وأقوى، وبمجرد انتقاله للعيش في المدينة تصبح حاجته للقبيلة منعدمة تماما، وبالتالي يصح القول أن من المفترض أن لا بداوة في الكويت ولا قبلية، وما هو موجود هي تكتلات أعيد بعثها لمصالح سياسية بحتة!