الولايات المتحدة والسعودية: بلينكن وبن سلمان يبحثان ملف حقوق الإنسان وسط توتر العلاقات بين البلدين
التقى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في مدينة جدة الساحلية.
ووصل وزير الخارجية الأمريكي إلى السعودية يوم الثلاثاء في زيارة تهدف لتوطيد العلاقات بين البلدين بعد خلافات ازدادت عمقا على مدى سنوات بخصوص عدة قضايا منها: ملف إيران وأمن المنطقة وأسعار النفط.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية أن بلينكن وبن سلمان ناقشا سبل التعاون الاقتصادي وخاصة في مجالي الطاقة النظيفة والتكنولوجيا.
وبحث بلينكن خلال اجتماعه بولي العهد السعودي، قضايا تتعلق بحقوق الإنسان، وفق ما ذكر مسؤول أمريكي.
ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن مسؤولين سعوديين كبار آخرين خلال زيارته للعاصمة الرياض ومدينة جدة.
وهذه هي الزيارة الثانية لمسؤول أمريكي رفيع إلى السعودية في ظل توتر العلاقات بين الجانبين، إذ زار مستشار الأمن القومي الأمريكي جايك سوليفان السعودية في 7 مايو/ أيار الماضي.
وتأتي زيارة بلينكن التي تستمر من السادس ولغاية الثامن من يونيو/ حزيران بعد تعهد السعودية بخفض إنتاجها النفطي.
وذلك في خطوة من المرجح أن تزيد من توتر العلاقات الأمريكية السعودية، إلى جانب سجل المملكة في مجال حقوق الإنسان والخلافات حول السياسة الأمريكية بشأن إيران.
ولم ينجح وزير الخارجية الأمريكي في تخفيف التوتر خلال زيارته السعودية صيف العام الماضي.
بل سعت السعودية إلى تعزيز نفوذها الإقليمي، وبدت غير مهتمة بالالتزام بأولويات الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال مسؤول أمريكي لم يكشف عن هويته إن بن سلمان وبلينكن خاضا نقاشا مفتوحا وصريحا حول مختلف القضايا الإقليمية والثنائية. وأن الوزير الأمريكي أثار ملف حقوق الإنسان بشكله العام والآخر المتعلق بقضايا محددة.
ونقل بلينكن مخاوف نشطاء حقوقيين من بينهم عبد الله القحطاني، المواطن الأمريكي الذي سجن والده محمد القحطاني 10 سنوات بعد تأسيس مجموعة حقوق مدنية في المملكة العربية السعودية، وما زال مجهول المصير.
وتلقى بلينكن رسالة من مواطنين ومقيمين في الولايات المتحدة، تحتجز السعودية أقاربهم، تطالبه بالضغط على مسؤولين سعوديين للإفراج الفوري عن أقاربهم.
وشملت قائمة المحتجزين، رجل الدين البارز سلمان العودة وأبناء رئيس المخابرات السابق سعد الجابري والمدافع عن حقوق الإنسان محمد القحطاني وعامل الإغاثة عبدالرحمن السدحان.
وتناول الاجتماع الذي دام نحو ساعة و40 دقيقة دعم السعودية في إجلاء المواطنين الأمريكيين من السودان، والحاجة إلى حوار سياسي في اليمن وإمكانية تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل.
يُذكر أن العلاقات بين البلدين قد ساءت عام 2018، عقب مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي عام 2018.
وازداد غضب الولايات المتحدة بعد رفض الجانب السعودي المساعدة في خفض أسعار الطاقة، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط العام الماضي.
ورجح كبير مستشاري مركز أبحاث مؤسسة الدفاع عن الحريات في واشنطن، أن يكون أهم عنصر في زيارة بلينكن إلى الرياض، هو التشجيع على عدم تقارب العلاقات بين الصين والسعودية.