آخر خبر

الدعم النفسي لمرضى السرطان علاج تكميلي وجزء لا يتجزأ من خطة العلاج


غالبا ما تكون الإصابة بالسرطان إحدى أكثر التجارب إرهاقا في حياة الشخص، يمر المريض بسلسة من المعاناة النفسية منذ أن يتم تشخيصه بالإصابة بالورم، حيث يمر بمراحل الحزن الخمس أو مراحل الصدمة وهي سلسلة من المراحل العاطفية التي تواجه الإنسان عندما يمر بصدمة حزينة، بداية من مرحلة الإنكار: وتتمثل (بأنا بخير، لا يمكن أن يحدث هذا لي)، ثم يتحول الإنكار إلى الغضب ويبدأ الشخص يتساءل (لماذا أنا؟)، ثم يدخل في مرحلة المساومة (دعني يا الله أعيش لرؤية أطفالي يكبرون)، دخولا بالمرحلة الرابعة وهي الاكتئاب: (أنا حزين، لا يوجد أمل في الحياة لما أستمر بالعيش؟) وأخيرا يبدأ بالوصول إلى مرحلة التقبل (حدث ما حدث يجب علي أن أكمل الطريق، أنا أشعر بالسلام ومستعد أن أستمر وأن أفتح قلبي لفصول جديدة من حياتي)، وهذا ما يسمى دينيا بالإيمان بالقضاء والقدر والتسليم والتوكل على الله، وهنا في هذه المرحلة تبدأ تنعدم مشاعر الألم وتعد هذه المرحلة نهاية الصراع النفسي لدى مريض السرطان.

وحتى يصل المريض إلى مرحلة التقبل لابد من تقديم الدعم النفسي. فإن العلاقة قوية بين الحالة النفسية وبين المرض العضوي، وهناك نماذج كثيرة انتهت رحلتهم في محاربة السرطان بشكل نهائي وتعافوا منه رغم الجينات الوراثية والتهديدات الكثيرة التي يحاول هذا المرض مجابهة الجسد، ويعتبر الدعم النفسي علاجا حقيقيا لمرضى السرطان لتعزيز القدرة على مقاومة المرض ومساعدتهم على سرعة الشفاء وتقبلهم لمراحل العلاج الطويلة التي يمروا بها.

كما أن الدعم العاطفي والاجتماعي له دور في مساعدة مريض السرطان على التعامل مع الضغط النفسي؛ حيث يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق والأعراض المرتبطة بالمرض والعلاج.

هناك أساليب كثيرة للدعم النفسي ومنها: معرفة كيفية التعامل مع هذه المشاعر بشكل فعال، من خلال تدريبات لمواجهة الخوف والقلق في المرحلة المقبلة وتعلم مهارات التكيف لتحسين جودة الحياة، والتدريب على الاسترخاء، والتأمل (اليقظة الذهنية)، وإدارة الضغوط والإجهاد، العلاج بالكلام، جلسات توعية حول المرض، والدعم الاجتماعي في إطار المجموعة، كما ينصح أن يتحدث المريض مع شخص عانى من نفس المرض واستطاع التغلب عليه.

لذلك يتعين علينا احتضان المريض بالكثير من الحب والدعم النفسي حتى يتجاوز هذه الرحلة بكل يسر.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى