الأمير هاري: ما هي أبرز ادعاءات نجل ملك بريطانيا حول قضية انتهاك الصحافة لخصوصيته؟
- دومينيك كاشياني
- مراسل بي بي سي للشؤون القانونية
سيقف الأمير هاري الأسبوع المقبل في منصة الشهود حيث يقاضي المجموعة المالكة لصحيفة ذا ميرور البريطانية، التي يتهمها بالتنصت على هاتفه وانتهاك خصوصيته بصورة غير قانونية، ليكون بذلك أرفع شخصية ملكية في العصر الحديث تقف في تلك المنصة.
وقد اعترفت مجموعة ذا ميرور بأن القرصنة الهاتفية حدثت ذات مرة واستخدمت في صحفها – لكنها تنفي التنصت على دوق ساسكس في أي وقت من الأوقات.
وسيدقق القاضي بالتفصيل 33 نموذجا من القصص الخبرية المنشورة في الديلي ميرور وصنداي ميرور وذا بيبول – من أصل 147 قصة يقول محامو دوق ساسكس إنها نتاج جمع أخبار بطريقة غير قانونية بين عامي 1996 و 2010.
وأخبرت مجموعة ميرور المحكمة أنه في الغالبية العظمى من النماذج التي ستخضع للتدقيق، يمكنها تبيان المصادر الشرعية للقصص المنشورة، لكن بطبيعة الحال سيقرر القاضي أيا من الطرفين على حق.
لكن هنالك خمس قصص لا تقدم المجموعة سردا بديلا عن كيفية نشرها وتطلب من الأمير هاري “إثبات” ما يدعيه من انتهاكات.
وقد اعترفت المجموعة أيضا أنه في إحدى المناسبات في عام 2004، تم توجيه محقق خاص لجمع المعلومات المتعلقة بسلوك الأمير هاري في ملهى ليلي بشكل غير قانوني – لكن هذا الحادث لم يرد ضمن ادعاءات الأمير بانتهاك الخصوصية.
فيما يلي ملخص لبعض القصص التي يدعي الأمير هاري أن المجموعة قد حصلت عليها من خلال قرصنة هاتفه والتنصت عليه:
قصص الأمير الشاب
يرجع تاريخ أول ادعاء قيد التدقيق إلى 16 سبتمبر/ أيلول 1996 عندما ذكرت صحيفة ديلي ميرور أن “الأميرة ديانا بدت حزينة يوم الاحتفال بعيد ميلاد هاري”. وكشفت القصة أن والدة الأمير كانت قد أمضت معه 20 دقيقة فقط في عيد ميلاده الثاني عشر، الذي جاء بعد أسابيع من طلاق والديه. وقالت صحيفة ذا ميرور إن الأمير الشاب “يجد صعوبة بالغة في تقبل طلاق والديه”.
هناك قصص أخرى عن الأمير الطفل. وقد ذكرت صحيفة ذا ميرور في عام 2000 أن هاري البالغ من العمر 15 عاما كان يتسلق الصخور بدلا من حضور مهرجان احتفال بعيد ميلاد الملكة الأم المئة.
من المتوقع أن تجادل المجموعة في هذين المثالين بأن المعلومات كانت في المجال العام، وليست خاصة أو أنها ببساطة معلومات معروفة وليست ذات أهمية. ومن المتوقع أن يقول فريق هاري إن مثل هذه القصص يمكن ربطها بسجلات المدفوعات لمحققين خاصين.
أيام المدرسة
يقول الأمير هاري إن التطفل غير القانوني على خصوصيته تبعه، بكل معنى الكلمة، إلى ملاعب مدرسة إيتون.
وهنالك قصتان تناقشان الإصابات الرياضية. وقد ذكرت صحيفة ديلي ميرور في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2000 أن الأمير هاري قد أجرى “عملية جراحية بسيطة” في ذراعه بعد إصابة مرتبطة بكرة القدم في إيتون، والتي توضح بالتفصيل نصائح محددة قيل إن الأطباء قدموها للصبي البالغ من العمر 16 عاما.
بعد 11 شهرا، ذكرت صحيفة صنداي ميرور في تقرير بعنوان “RUGGER OFF، HARRY” أن الأطباء أمروا الأمير بالتوقف عن لعب الرغبي بسبب إصابة في الظهر.
تتضمن كلتا القصتين ما يبدو أنها معلومات طبية خاصة – ولكن وفقا لوثائق المحاكمة، يبدو أن فريق مجموعة ميرور مستعد للمناقشة، إما أن التفاصيل مقدمة من القصر أو أنها معلومات عامة معروفة في المدرسة.
شؤون عائلية
بعض من القصص الـ 33 تغطي شؤون الأسرة الداخلية. أحدها نشرتها مجلة ذا بيبول The People في ديسمبر/ كانون الأول 2003، تعرض تفاصيل الخلاف بين الأمير هاري والأمير ويليام حول سلوك رئيس فريق خدم والدتهما السابق بول بوريل.
في ذلك الوقت، اتُهم العضو السابق في فريق الخدم ببيع قصص عن الأميرة ديانا. وتداول الناس حينها أن الأخوين اختلفا بشأن ما يجب القيام به، وأن الأمير هاري شعر بـ “الغضب” من أخيه ويليام. ونُقل عن هاري أنه وصف الخادم الشخصي بصورة سرية بأنه “ذو وجهين”.
تُظهر وثائق المحكمة أنه من المتوقع أن تقول مجموعة ميرور إنه في حين أن بعض المعلومات كانت خاصة، كان هناك اهتمام عام كبير بالإبلاغ عنها – وكان مصدرها شرعيا.
حفلات سن المراهقة
كما سينصب بعض التركيز في المحاكمة على القصص المعروفة عن شرب الكحول وتعاطي المخدرات – وهو أمر تحدث عنه الأمير هاري منذ ذلك الحين في سيرته الذاتية.
ذكرت إحدى قصص صنداي ميرور، في يناير/ كانون الثاني عام 2002، أن الأمير تشارلز آنذاك “أعطى هاري تحذيرا صارما” متعلقا بتدخين الحشيش.
في اليوم التالي، صدر العنوان الرئيسي لصحيفة ديلي ميرور على الشكل التالي: “حفلات الكوكايين والمخدرات للأمير هاري” ، قبل أن تكشف عن أن الأمير البالغ من العمر 17 عاما كان “متضايقا جدا وضجرا للغاية” بسبب تعيين مرافقة له. ومن المتوقع أن تدافع المجموعة عن تقاريرها التي تقول إن القصص كانت في المصلحة العامة وأن لديها “مجموعة متنوعة من الطرق والمصادر المشروعة”، على حد تعبيرها.
الصديقات الحميمات
تتعلق أكبر مجموعة من المقالات التي تدور حولها القضية بالحياة العاطفية للأمير.
وقد ذكرت صحيفة “ديلي ميرور” في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2004 “علاقة هاري بتشيلي”، والتي توضح بالتفصيل “عش الحب” الذي يقصده الأمير البالغ من العمر 20 عاما في الأرجنتين مع “شقراء جميلة”.
منذ ذلك الحين انتشرت علاقته مع تشيلسي ديفي عبر الصحف في الكثير من وسائل الإعلام العالمية. ويقول الأمير هاري إن جزءا من سبب انفصالهما في نهاية المطاف هو أن تشيلسي كانت مطاردة من قبل الصحافة والمصورين.
يقول فريق الأمير هاري إنه في العديد من المناسبات لم يكن بإمكان المصورين اكتشاف مكان وجوده مع تشيلسي ديفي إلا عبر اللجوء إلى طرق غير قانونية في التطفل – ويقولون إن هناك أدلة ظرفية على أن هاتفيهما المحمولين استُهدفا من قبل الصحفيين الذين كانوا يستمعون إلى رسائلهما الصوتية.
في إحدى المناسبات، كما يقول الأمير هاري، حجز صحفيو الصحيفة في نفس الفندق البعيد في موزمبيق الذي كان هو وتشيلسي ديفي يقيمان فيه، على الرغم من أن الرحلة كانت سرية تماما.
وتشير مقالات أخرى إلى أن الثنائي كانا يتصلان ببعضهما البعض خلال الفترات الصعبة في علاقتهما.
وذكرت مقالة في أبريل/ نيسان عام 2009 في مجلة ذا بيبول أن الأمير هاري كان “يمطر الشقراء المذهلة بمكالمات هاتفية في محاولة لكسب ودها من جديد”.
وقد أخبر أنتوني هاروود، الصحفي الذي كتب قصة ميرور الأصلية عن الملاذ الأرجنتيني للحبيبين، المحكمة أنه حصل على تلك القصة بشكل شرعي بمساعدة صحفي محلي مستقل تحدث إلى شهود عيان.