برنامج ألف ميل للصناعة والخدمات اللوجستية
تقدم الكثير رغبة بالدعم للتمويل والاستشارات والدراسات وغيرها من مزايا كثيرة، فكان عدد المتقدمين أكثر من 1400 رائد ورائدة أعمال، وبعد الفرز الأولي تم اختيار 400 منهم وهم الأكثر جاهزية والأكثر ملائمة لمستهدفات رؤية المملكة 2030، مع إبقاء فرص لبقية الـ 1400 بمسارات لاحقة بالإضافة إلى استمرارية تقديم الخدمات والمساعدات المعتادة في جميع الأوقات.
قبل 8 أشهر حضرنا ملتقى لبداية شبه معسكر للـ400 رائد ورائدة أعمال الذين تم اختيارهم لبداية مشاريع ناشئة في قطاعي الصناعة والخدمات اللوجستية ضمن برنامج ألف ميل. وخلال الأسبوع الماضي حضرنا تخرج الدفعة الأولى منه وعددها 39 مشروعا نوعيا وواعدا ويتوافق مع مستهدفات البرنامج المنبثقة من رؤية السعودية 2030 بزيادة التوطين المحلي والإضافة للاقتصاد المحلي وزيادة الاستثمارات في القطاعات الواعدة وتوفير الوظائف النوعية المناسبة للكوادر البشرية السعودية.
تم الاحتفاء بالـ39 مشروعا الواعدة والجاهزة للاستثمار والتنفيذ مع اختتام النسخة الأولى من برنامج ألف ميل، وشهدت بأن بعض هذه المشاريع قد بدأت في التنفيذ والإنتاج. عدد المشاريع الصناعية منها 32 مشروعا، واللوجستية 7 مشاريع، واستخدم بها رواد الأعمال ورائدات الأعمال التقنية والتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي. وحرص برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية «ندلب» على تقديم المحفزات والتمكين والاستشارات لهذه المشاريع الجاهزة للتنفيذ ضمن النسخة الأولى من برنامج ألف ميل.
استفادت تلك المشاريع أيضا من الدعم والمساندة بما فيها وضع خطط العمل ودراسات الجدوى والخطط المالية والخطط التسويقية وخطط مراحل البدايات والنسخ الأولية من مراحل المشاريع بالإضافة إلى تمهيد الطرق للحصول على أراض صناعية وقروض تمويل من جهات تمويلية منها بنك التنمية الاجتماعية وصندوق التنمية الصناعية السعودي وبنوك القطاع الخاص وبرنامج كفالة، وتنويع مصادر التمويل لضمان موائمة ظروف كل من رواد الأعمال.
حصدت 5 مشاريع المركز الأول ضمن المشاريع التي جرى اختيارها للتكريم ضمن فعاليات اختتام النسخة الأولى من البرنامج، وفازوا بـ 500 ألف ريال، وجاء في المركز الثاني 5 مشاريع أخرى فازوا بـ 250 ألف ريال، في الوقت الذي حصل فيه بقية المشاركين على تسهيلات ومحفزات وأراض صناعية مخفضة.
واستفاد المشاركون في النسخة الأولى من برنامج ألف ميل، من حوافز نوعية لأفضل المشاريع، منها: الدعم في التراخيص والإجراءات، وتقديم أراض مطورة ومجهزة بالمرافق اللازمة، ومصانع جاهزة بأسعار تنافسية، وخصومات تصل إلى 50 % من رسوم الإيجار ولفترات زمنية متفاوتة، فضلا عن التسهيلات الائتمانية الميسّرة مع برامج تمويل مريحة، إلى جانب التدريب والاستشارات المتخصصة والكفالة المسبقة ومساحات العمل المشتركة ودعم الرواتب للرياديين والتقنيين السعوديين والربط مع كبرى الشركات.
تشرفت بلقاء رواد ورائدات الأعمال واستمعت إلى شرح لمشروعاتهم، فوجدت بها كثيرا مما كنا نحلم به، حيث إن بعضهم بدأ في تصنيع أولي لمنتجاتهم محليا مثل صناعات اعتدنا عقودنا من الزمن على استيرادها من خارج المملكة مثل قطع غيار السيارات ومكابح السيارات وتصنيع مواد كيماوية للتنظيف، وألواح للطاقة الشمسية وطائرات درونز ومعالجات للزراعة ومعدات زراعية.
أيضا مما أعجبني كثيرا تصنيع لطبليات من البلاستيك والبولي إيثلين وكذلك بلاط متخصص لساحات تكثر بها المياه مثل مغاسل السيارات وهذا ابتكار حديث عالميا، وغيرها الكثير من صناعات أخرى. وفي جانب الخدمات اللوجستية، فقد رأينا تطبيقات ذكية لإيصال السلع وإيصال للركاب والتنقلات التشاركية وغيرها الكثير.
أخيرا، أعلن في الملتقى عن النسخة الثانية أو الدفعة الثانية بنسخة تحمل مزايا أكثر دعما ومساهمة في إنجاح نماذج ذات مردود أوسع وأكبر.
وفي نهاية المطاف، مساعدة الشركات الناشئة ودعمهم مؤشر مهم في جميع البلدان حيث أن شركات عملاقة كثيرة بدأت صغيرة من الصفر وكبرت وأصبحت من رموز تلك البلدان في عالم الصناعة والخدمات اللوجستية وأيضا في القطاعات الأخرى مثل التقنيات.
Barjasbh@