زاهي حواس يرد على مزاعم عالم بشأن إنجازات رمسيس الثاني
ونقلت مجلة “إيكونوميست” بعض التفاصيل التي جاءت في الإصدار الجديد لكتاب العالم والأكاديمي البريطاني ويلكنسون، والذي صدر منتصف الشهر المنصرم وطبعته مطبعة جامعة ييل.
ويوضح ويلكنسون: “على الرغم من مجده الباطل، يبدو أن رمسيس كان براغماتيا.. كان إظهار الثقة جزءً أساسيا من الوظيفة وضرورة سياسية”.
وأضاف: “من الواضح أن رمسيس الثاني كان يتأسف لحقيقة أن سيرته الذاتية لم تتضمن أي انتصار عسكري واضح، وتكرار ذكر معركة قادش يوحي بأن إحساسا مزعجا بالقدرات القتالية لم يتحقق”.
وعاد ليشير إلى أن هذا الأمر “يؤكد بشكل جيد حنكته السياسية، لأنه تمكن من تحويل الفشل إلى ربح”.
“سكاي نيوز عربية” توجهت بسؤال عن حقيقة هذه المزاعم لعالم الآثار المصري الشهير زاهي حواس الذي رد مؤكدا أن هذا الادعاء غير صحيح ولا أساس له من الصحة مطلقا، مشددا على أن انتصار الملك رمسيس الثاني على الحثيين هو ما دفعهم لطلب السلام.
وأضاف حواس في تصريحاته الخاصة لـ”سكاي نيوز عربية”، أن معركة قادش شهدت تعادلا بين الجانبين المصري والحثي إلى أن نظم رمسيس الثاني جيوشه وحقق انتصارات عديدة على الحثيين.
واستدل عالم الآثار المصري على ذلك بأن الحثيين هم من طلبوا توقيع اتفاق السلام وجاءوا إلى “بي رعمسيس” عاصمة مصر في عهد رمسيس الثاني لتوقيع المعاهدة التي كتبت باللغة الأكادية والهيروغليفية، وأنهت 16 عاما من صراع النفوذ بين أكبر قوتين عالميتين في ذلك الوقت من أجل السيطرة على أراضي شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأشار حواس إلى أن هناك آراءً تقول إن الإمبراطورية المصرية كانت أقوى في عهد تحتمس الثالث لكنه يرى أنها بلغت أوج قوتها في عهد رمسيس الثاني، الذي وصفه بأنه رجل عظيم بنى معابد ومقابر وتماثيل كثيرة في كل مكان في مصر، كما يعتبر أعظم البنائين، وصاحب انتصارات عظيمة، وأول قائد للسلام.
وينتمي الملك رمسيس الثاني للأسرة التاسعة عشر في مصر القديمة، وعاش أكثر من 90 عاما، وحكم البلاد لنحو 66 عاما، كما يعد من أشهر حكام الدولة المصرية القديمة وأطولهم حكما وأشهر زوجاته الملكة نفرتاري وأنجب من الأبناء نحو 100 ابن وابنة.
وتحتفظ أروقة الأمم المتحدة بنسخة نحاسية طبق الأصل من معاهدة قادش للسلام التي تعد أقدم معاهدة سلام مكتوبة في تاريخ البشرية والموقعة على ألواح طينية عام 1269 قبل الميلاد بين ملك الحثيين هاتوسيلي الثالث وملك مصر رمسيس الثاني.
وقد عثر على تلك الألواح عام 1906 في وسط الأناضول بتركيا وهي موقع العاصمة الحثية القديمة مكتوبة بالخط المسماري وحفظت في المتحف الأثري في إسطنبول.
وتنص المعاهدة على تعهد الطرفين بالصداقة الأبدية والسلام الدائم وسلامة الأراضي وعدم الاعتداء وتسليم المجرمين والدعم المتبادل.