«الظاهر بيبرس» يستعيد رونقه | صحيفة الخليج
القاهرة: «الخليج»
تنظم وزارة الأوقاف المصرية احتفالية كبري، الأحد، بمناسبة افتتاح مسجد الظاهر بيبرس، الذي يعد ثالث أكبر المساجد المصرية من حيث المساحة، بعد مسجد مصر ومركزها الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومسجد أحمد بن طولون.
وكانت أعمال الترميم التي بدأتها الحكومة المصرية، قد توقفت بالمسجد الذي أنشأه السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري، بسبب مشكلات فنية في أعمال الترميم، واستخدام مواد غير مطابقة للمواصفات الأثرية، قبل أن تعتمد اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، المواد المخصصة للترميم.
وكان الظاهر بيبرس مملوكاً للسلطان الصالح نجم الدين أيوب؛ حيث جُلب من الأراضي الواقعة بالقرب من جبال الأورال، كازاخستان حالياً، وترَقى إلى أعلى المناصب، وأصبح قائداً ماهراً وسياسياً ذكياً، قبل أن يتولى السلطنة عام 1277م، ويهزم المغول، ويدخل في حروب مع الفرنج في فلسطين، وقد امتد ملكه إلى ما وراء حدود مصر وسوريا وبلاد العرب.
ويشبه تخطيط المسجد، جامع أحمد بن طولون إلى حد كبير، بحيث يبلغ طول الجامع 108 أمتار وعرضه 105 أمتار، ويتكون من صحن يحيط به أربعة إيوانات، وتعلو المحراب قبة طول ضلعها 20 متراً، وهي تعد أكبر قبة أقيمت فوق محراب، فيما يمتاز الجامع بوجود ثلاثة مداخل محورية بارزة عن الواجهات الثلاث ما عدا الواجهة الجنوبية الشرقية، وهي ثاني مثال للأبواب البارزة بجوامع القاهرة بعد جامع الحاكم، وقد استعملت فيها مداميك الحجر الأبيض والأحمر على التوالي.
واستعمل بيبرس في بناء جامعه رخاماً وأخشاباً أحضرها من قلعة يافا، وتزين هذه الأخشاب وقطع الرخام، المدخل الرئيسي للجامع في منتصف الواجهة الشمالية الغربية، فيما تغطي ساحة المدخل الرئيسي قبة، وكانت تعلوه مئذنة تهدمت، بعدما استولى الفرنسيون على الجامع أثناء الحملة الفرنسية، وحولوه إلى قلعة، وجعلوا من مئذنته بُرجاً دفاعياً ونصبوا المدافع على أسواره، قبل أن تسكنه طائفة من الجنود الفرنسيين، فكان ذلك سبباً في تخربه وهدم مئذنته.
وفي أيام محمد علي باشا، تحول جامع الظاهر إلى مصنع للصابون، كما أخِذت منه أعمدة وأحجار استخدمت لبناء رواق الشراقوة في الجامع الأزهر، وبعد الاحتلال البريطاني لمصر سنة 1881، قام المحتلون بتحويل الجامع إلى مذبح؛ ولذلك عرفت المنطقة التي بها الجامع لدى عامة الناس باسم «مذبح الإنجليز» حتى الخمسينيات من القرن العشرين.