وفاة الموسيقية الفنلندية البارزة كايا سارياهو عن عمر ناهز 70 عاما
- بول كيربي
- بي بي سي نيوز
توفيت الموسيقية الفنلندية، كايا سارياهو، التي تعد من أبرز المجددين في الموسيقى الكلاسيكية، عن عمر ناهز 70 عاما.
وقالت عائلتها إنها أصيبت بنوع شرس من سرطان الدماغ في عام 2021، وأبقت حالتها المرضية سرا للتركيز على عملها.
وكان من بين أعمالها الموسيقية الأولى كونشيرتو الكمان المشهور، لكن انطلاقها على الساحة الفنية العالمية جاء مع أول أوبرا لها بعنوان “الحب عن بُعد” عام 2000.
وتحدث بيتر سيلارز ، مخرج العمل، عن “الجمال الخفي” لموسيقاها.
وكانت دار الأوبرا الملكية، في العاصمة البريطانية لندن، قد قدمت لها في أبريل/نيسان 2023 أحدث أوبرا لها بعنوان “البراءة”.
وتدور أحداث الأوبرا في مدرسة دولية في هلسنكي، وتتناول حادثة إطلاق نار جماعي، وتُغنى بتسع لغات مختلفة.
وكانت سارياهو قد أكملت عملها الأخير، كونشيرتو البوق بعنوان “هاش”، في نهاية شهر مارس/آذار فقط، وسيُعرض للمرة الأولى في هلسنكي، مسقط رأسها ومحل ميلادها في عام 1952.
وكانت الموسيقية الفنلندية البارزة قد تحدثت إلى بي بي سي العام الماضي وروت كيف لعبت الطبيعة دورا في إلهامها قائلة: “كنت طفلة منعزلة للغاية، وقضيت الصيف كله في قرية والدتي، وكانت تحيطها غابات كبيرة على ضفة بحيرة على نحو أحببت معه صوت (الطبيعة)”.
كما تحدثت عن إعجابها بصوت الرياح وخطوات الأقدام على الثلج أو صوت الأمواج، وتعلمت العزف على الكمان والبيانو والجيتار ثم العزف على الأرغن في الكنائس المحلية.
وقال بيتر سيلارز ، الذي أخرج لها العديد من الأعمال الأوبرالية، إن موسيقاها تتمتع بقوة حياة متجددة، وأضاف لراديو بي بي سي 3: “لا توجد موسيقى أخرى في العالم مثلها. كل أداء مذهل في حد ذاته”.
وكان استطلاع أجرته مجلة “بي بي سي ميوزيك” من قبل ملحنين بارزين في العالم قد أدرج سارياهو في المرتبة 17 على قائمة تضم أبرز 50 موسيقيا، من بينهم برامز وهايدن.
ودرست ساريايو، في سبعينيات القرن الماضي، على يد قائد الفرقة الموسيقية إيسا-بيكا سالونين، والموسيقي ماغنوس لينبيرغ في أكاديمية سيبليوس في هلسنكي، واستفادوا جميعا من الشبكة الوطنية الفنلندية لمدارس الموسيقى، وأسسوا مجموعة فنلندية أطلقوا عليها “آذان صاغية” متخصصة في الموسيقى المعاصرة.
انتقلت إلى ألمانيا ثم إلى باريس، والتحقت في عام 1982 بدورة تدريبية في موسيقى الكمبيوتر في معهد “إيركام” الشهير.
وظلت سارياهو في فنلندا نموذجا يحتذي به الموسيقيون، رجالا ونساء.
وقالت، في وقت سابق العام الجاري، خلال مقابلة أجرتها معها بي بي سي ميوزيك ماترز، إنها ما زالت تشعر بفنلندا.
وأضافت: “لا أعتقد أنني ابتعدت إطلاقا عن فنلندا. أميل إلى أن أكون صريحة وصادقة للغاية. لا أستمتع بالتحدث علنا، ولا أحب الجدل، وأعتقد أن هذا ما يفعله الفرنسيون كثيرا”.
وكانت سارياهو قد التقت في باريس جان-باتيست باريير، الذي تزوجته بعد ذلك وتعاونت معه في أعمالها. وعندما تفشت جائحة كوفيد في عام 2020، كانت تزور هلسنكي بينما كان باريير لا يزال في باريس.
وقالت في ذلك الوقت: “سأبتعد عن زوجي لفترة أطول من أي وقت مضى”.
وفي بيان عائلتها يوم الجمعة، قالوا إن حالتها يجب أن تساعد في تسليط الضوء على محنة الأفراد الذين يعانون من ضعف المناعة، وأضافوا: “أصيبت كايا مرتين بكوفيد في مناسبات عامة لم تُتخذ فيها تدابير وقائية كافية لحماية الأفراد الأكثر هشاشة بيننا”.
وأعرب أوركسترا باريس عن حزنه الشديد لوفاة كايا سارياهو التي “شاركناها العديد من اللحظات الموسيقية الرائعة”.
وقالت دار الأوبرا الملكية إنها كانت واحدة من أهم الموسيقيين في عصرها، وتتمتع بتأثير هائل على جمهورها.