في سابقة بتاريخ البشرية.. شاهد الكوكب الأحمر على المباشر!
سماه الرومان تيمناً باسم إله الحرب لديهم وذلك بسبب لونه الأحمر الذي يشبه الدم. وهو رابع كوكب في الترتيب من حيث البعد عن الشمس. وهو كوكب صحراوي يمتاز ببرودته الشديدة وجوه المغبر، كما أن غلافه الجوي رقيق للغاية. ويتشابه المريخ مع الأرض في كثير من المعالم مثل تغير فصول السنة، والثلوج التي تغطي القطبين، وتغير الطقس وانتشار الأخاديد والجبال والبراكين الخامدة ومميزات أخرى يمكن العثور عليها في كوكبنا.
لكن على الرغم من كل هذا لم تطأ رجل أي إنسان كوكب المريخ على الإطلاق، على الرغم من الآمال المتواصلة للقيام بذلك في المستقبل القريب.
بيد أنه ولأول مرة، بإمكاننا الآن رؤية كوكب المريخ بشكل مباشر، إذ أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية “ESA” بثا مباشرا على موقع يوتيوب، لسطح الكوكب الأحمر، بعد أن كانت مشاهدة الكوكب الأحمر من قبل تكون فقط من خلال لقطات أو صور تنشر بعد عدة أيام من التقاطها.
وجاء البث المباشر في إطار الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 20 لإطلاق مهمة “مارس إكسبريس” لالتقاط صور ثلاثية الأبعاد لسطح الكوكب الأحمر، وهي مهمة استكشاف فضائية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية.
وأوردت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن الخبراء استغرقوا عدة أسابيع لتطوير أدوات تسمح ببث الصور من كاميرا المسبار بشكل مباشر ولمدة ساعة كاملة.
وصرح جيمس جودفري، مدير عمليات المركبات الفضائية في وكالة الفضاء الأوروبية قبل ساعات من إطلاق البث المباشر قائلا : “لم تتم تجربة هذا الأمر من قبل ولكي نكون صادقين، لسنا متأكدين بنسبة 100 في المئة أنه سينجح، لكنني متفائل جدا”.
وأردف: “في العادة، نرى صورا من المريخ ونعلم أنها التقطت قبل أيام”.
يُعد المريخ أكثر جسم فضائي تم استكشافه في مجموعتنا الشمسية، حيث أرسل البشر الكثير من المسابير والمستكشفات ومنصات الهبوط لاستكشاف الكوكب الأحمر وإزالة الغموض عن أسراره. وكما أعطت الكثير من البعثات السابقة معلومات عنه، يتبقى الكثير أيضاً لمعرفته عن تاريخ المريخ وحاضره ومستقبله.
ولقد أمدّتنا البحوث حتى الآن بأدلة وافرة على أن كوكب المريخ كان يوماً ما كوكباً أكثر دفئاً ورطوبة، ويمتلك غلافاً جوياً أكثر سُمكاً. وهنا يتبادر إلى أذهاننا سؤال مهم وهو ما الذي حدث على مدار مليارات السنين وأدى إلى تحول المريخ إلى كوكب جاف؟ وتكمن الطريقة الوحيدة لاكتشاف ما حدث هي الدراسة المتعمقة للغلاف الجوي لكوكب المريخ، وهو الأمر الذي سيساعد كثيراً ليس على الذهاب للمريخ فقط، ولكن أيضاً على فهمنا كبشر لكوكب الأرض ومستقبله.